أربيل تطلق حملة «الاستقلال»... والمالكي يحضّر انقلاباً
• زيارة مرتقبة من العبادي لفرنسا ومشروطة لتركيا
• أفواج الحويجة جاهزة لتحرير القضاء بمعركة سريعة
وسط ترقب لحسم معركة التخلص من تنظيم "داعش"، الذي سيطر على ثلاث محافظات عام 2014، عندما كان نوري المالكي رئيساً للوزراء، استعرت معارك من نوع آخر، منها مشروع انفصال إقليم كردستان، وضغوط المالكي للعودة إلى رئاسة الوزراء من بوابة الانتخابات التشريعية والمحلية المرتقبة أوائل العام المقبل.
مع تحذير نائب رئيس الجمهورية السابق نوري المالكي من عواقب إلغاء الانتخابات التشريعية والمحلية، التي يعتبرها بوابة عودته إلى الأضواء والانقلاب على خليفته حيدر العبادي، انطلقت بشكل رسمي الحملة الدعائية لاستفتاء استقلال إقليم كردستان عن العراق، اعتباراً من يوم اليوم ولمدة 18 يوما حتى 22 من سبتمبر الجاري، على أن يجري التصويت في 25 من الشهر الجاري. وغداة دعوة مفوضية الانتخابات والاستفتاء في الإقليم قرابة خمسة ملايين ونصف المليون للمشاركة في استفتاء كردستان وكركوك والمناطق الخاضعة لسيطرة البيشمركة في نينوى، نظمت حملة دعائية جماهيرية للاستفتاء في قلعة أربيل التاريخية بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بمشاركة أعداد كبيرة من المواطنين.
انقلاب المالكي
في سياق متصل، حذر نائب رئيس الجمهورية السابق نوري المالكي، أمس، من انطلاق عمليات الانقلاب السياسي، في ظل الأصوات الداعية لإلغاء الانتخابات.وقال المالكي، في كلمة له خلال حضوره تجمعا عشائريا بمحافظة بابل، إن "إصلاح العملية السياسية سيكون عبر مشروع الأغلبية السياسية"، مبينا أن "تشكيل حكومة أغلبية تقوم على مبادئ ومرتكزات أساسية وواضحة هي الحل الأمثل لحل مشاكل العراق الحالية وإعادته الى مسار وضعه الدولي والعربي".وأضاف أن "الانتخابات المقبلة ستكون الفاصل في مستقبل العراق"، معتبرا أن "التجاذبات السياسية والتناحرات بين الكتل المشكلة للبرلمان والحكومة تشكل نقطة الضعف في تنفيذ أي قرار، وخاصة إن كانت له أبعاد سياسية وقومية وإقليمية".وحذر "من انطلاق عمليات الانقلاب السياسي في ظل الأصوات الداعية الى إلغاء الانتخابات أو تأجيلها"، لافتا الى "وجود محاولات من البعض للتقليل من أهمية وحجم الانتصارات التي قدمتها قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي".وأكد أن "هناك من يحاول التشكيك بهذه الانتصارات لغايات معينة"، مشيرا الى أن "معركتنا القادمة ستكون معركة بناء المجتمع العراقي وإعادة اللحمة بين أبنائه، إضافة الى إعادة المناطق التي دمرت من قبل الإرهابيين". وشدد المالكي على "ضرورة الوعي بالفتن والمؤمرات التي يسعى لتنفيذها الأعداء"، موضحا أن "علينا الحذر وإدراك مخاطر المرحلة المقبلة، لأننا سنواجه مخططات جديدة من عمليات المطالبة بتقسيم العراق وإثارة النعرات الطائفية بين مكوناته".زيارة العبادي
على صعيد آخر، كشف النائب عن ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر، أمس، عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء حيدر العبادي الى فرنسا وتركيا.وقال جعفر، إن "هنالك نية لرئيس الوزراء بزيارة تركيا وفرنسا، ونتوقع أن تكون الزيارة الى فرنسا في الشهر المقبل"، مبينا أن "زيارته الى تركيا مستبعدة في الوقت القريب، لحين خروج القوات التركية من بعشيقة أو حل المشكلة بشكل آخر، رغم أن هنالك عملا فعليا بهذا الملف، من خلال حل تلك القوات وإبقاء بعض المستشارين للتدريب بحدود 250 مستشاراً وسحب البقية مع المدرعات".وأضاف أن "موضوع كيف سينفذ حل تلك القوات التركية ومتى، هو أمر يعود للحكومتين، وبعدها سيحدد موعد للزيارة"، مشيرا الى أن "الزيارة الى تركيا إن تم تحديد موعد لها فسيكون لها محاور عديدة لوجود نقاط مشتركة كثيرة بين البلدين لتطوير العلاقة، كملفات الـ "بي كي كي" والنفط والمياه والمشاريع الاقتصادية والاستثمارية وإعمار المناطق المحررة، وغيرها من الملفات ذات المنفعة المشتركة بين البلدين".وتابع أن "زيارة العبادي الى فرنسا لم يحدد موعدها بالضبط، لكننا لا نتوقعها بهذا الشهر وقد تكون بالشهر المقبل"، موضحا أن "هذه الزيارة ستكون لمناقشة الاستثمار وبعض المشاريع النوعية من خلال استثمارات فرنسية بالعراق، إضافة الى دعم العراق بإعمار المناطق المحررة".تحرير الحويجة
ميدانيا، أعلن المفتش العام لوزارة الداخلية في محافظة كركوك، والمشرف على أفواج تحرير قضاء الحويجة العقيد أركان حمد المساري، أمس، عن جاهزية قوات الشرطة في مناطق جنوبي كركوك وغربيها، استعداداً لمعركة تحرير الحويجة.وقال المساري إن "ثلاثة أفواج من شرطة الحويجة والنواحي التابعة لها والمرتبطة بقيادة شرطة محافظة كركوك ستلتحق قريبا بمعركة تحرير الحويجة مع باقي القطعات بعد أن أكملت جاهزيتها للمعركة التي ستنطلق قريبا".وأضاف أن "شرطة الحويجة كانت قد اكملت تدريباتها، العام الماضي، في مطار بغداد، على يد خبراء ومستشارين إيطاليين"، لافتا الى أن "غالبية عناصر الشرطة وضباطها هم من سكان الحويجة والنواحي التابعة لها".وتوقع المساري أن "تكون معركة تحرير الحويجة سريعة ودقيقة وحاسمة بمشاركة طيران الجيش والقوة الجوية العراقية والتحالف الدولي والقوات العراقية المشتركة، إضافة إلى مئات العجلات والمركبات والدروع والدبابات والمدفعية والقوة الصاروخية".توتر «داعش»
في السياق، قال مصدر محلي في محافظة كركوك، أمس، إن "توترا حادا جدا حدث بين قيادات تنظيم داعش، ضمن ما يعرف بولايتي ديالى وكركوك في الحويجة، بسبب الخلافات في الآراء حيال تنامي الرغبة في التسليم وعدم خوض معركة فاصلة مع القوات الأمنية العراقية المشتركة، لأنها معركة خاسرة"، مضيفا أن "العرب والأجانب ومن خلفهم قيادات التنظيم في ديالى ترفض التسليم وتدعو للقتال، في حين أن قيادات داعش المحلية في الحويجة أغلبها تدعو الى التسليم، مما ولد خلافات حادة جدا بينهما".
حمى التسليم بديالى وكركوك تصيب قيادات «داعش» بتوتر حاد