لو أن عبدالله صالح فعل هذا!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
عندما رسم علي عبدالله صالح على شفتيه ووجهه ابتسامة صفراء، وهو يحملق في من حمل إليه ملف المبادرة الخليجية، المشار إليها آنفاً، بعينين تطفحان بالمكر والخديعة، والصور لا تزال متوفرة وموجودة، فإن كثيرين لم يستشعروا بل تيقنوا أن هناك "خديعة" لن تكون بعيدة، وأن القادم سيكون أعظم، وأن اليمن لن يسلم مما حل بالعديد من الدول العربية، وحقيقة ان هذا ما حصل حتى "قبل أن يصيح الديك"، وان شهوة السلطة والحكم جعلت هذا الرجل يتحالف حتى مع الذين خاض ضدهم ست حروب دامية، قتل خلالها أهم زعمائهم، والذين ها هم الآن بعدما استتبت لهم الأمور، بدعم متواصل من إيران، يردون لحليف "الحاجة" هذا الصاع صاعين، وهكذا فإنه غير مستبعد أن يظهر معلقاً على عود مشنقة في "صعدة"، وخاصة إن بقيت الأمور تسير في الاتجاه الذي تسير فيه الآن.لقد كان على الرئيس اليمني السابق، الذي يوصف بأنه مناور بارع، أن يحسب حساب يوم بائس كهذا اليوم، وهو يوقع المبادرة الخليجية بحبر ممزوج بنوايا تآمرية سيئة، فالمثل يقول "كما تدين تدان"، ولعل أقسى ما يواجهه حتى الإنسان العادي هو أن يضطر إلى الكذب على نفسه، وأن يبجل حليفاً انقلب عليه وتحول إلى عدو مبين، والمفترض أن يتمنى علي عبدالله صالح الموت على أن يقف هذا الموقف، ويضع نفسه في الوضع الذي هو فيه الآن. ويقيناً لو أن علي عبدالله صالح قرأ ولو القليل من تاريخ اليمن لعاد من الرياض وهو يحمل ملف المبادرة الخليجية بهامة مرتفعة تلامس غيوم سماء مأرب وصرواح، ولأعلن لشعبه، الشعب اليمني العظيم، أنه يشرفه أن يعود ليكون مواطناً عادياً، وأنه على استعداد ليضع كل ما يملكه بين أيدي اليمنيين، ويقضي ما تبقى له من العمر مرتاح البال... وقدوته في هذا كله ذلك اليمني الطيب الجنرال عبدالله السلال، أمطر الله تربته بشآبيب رحمته.