مصر / بوتين يعد بعودة السياحة... والقاهرة ترحب بقدوم سفير إيطاليا
• مصر تناور في موسكو ومع واشنطن الأحد المقبل
• السيسي يلتقي نظيره الصيني ويبدأ زيارة رسمية لفيتنام
في خطوة تأتي على لسان الرئيس الروسي، لأول مرة، وعد فلاديمير بوتين القاهرة بعودة قريبة لحركة الطيران بين البلدين واستئناف السياحة، خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش فعاليات قمة «بريكس»، في الصين أمس، فيما تبدأ مصر مناورات عسكرية باسم «حماة الصداقة» مع روسيا، ومناورات «النجم الساطع» مع أميركا من جهة ثانية، الأحد المقبل.
بعد نحو عامين من قرار روسيا وقف رحلات الطيران مع مصر، على خلفية سقوط طائرة ركاب روسية ومقتل كل من فيها (نحو 224 روسيا)، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ 31 أكتوبر 2015، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «نتوقع حل قضية أمن الطيران في مصر بشكل كامل في المستقبل القريب، ونحن على علم بالجهود التي تبذلها القاهرة في هذا المجال».وتابع بوتين، خلال مؤتمر صحافي، في ختام قمة مجموعة «بريكس» في الصين، أمس: «نحن نريد أن تستأنف الرحلات الجوية مع مصر بالكامل، إننا نرى أن الأصدقاء المصريين يبذلون قصارى جهدهم لتوفير أمن الطيران»، مشيراً إلى أن العلاقات بين روسيا ومصر في صعود، وأنه تلقى دعوة لزيارة القاهرة، وأنه سوف يلبيها بعد تحديد الموعد المناسب.تصريحات بوتين تأتي بعد ساعات من إشارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى أن بلاده انتهت من وضع اللمسات النهائية على عقود «محطة الضبعة النووية»، موجهاً الدعوة لنظيره االروسي لحضور حفل توقيع العقود، ما دفع مراقبين إلى القول بأن حديث بوتين جاء بعد إعلان السيسي انتهاء عقود محطة الضبعة الكهروذرية، المقرر إقامتها بتقنية روسية، شمال غرب مصر.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، رخا حسن لـ«الجريدة»: «روسيا ربطت قرار استئناف الرحلات الجوية مع مصر بتوقيع عقود مشروع الضبعة»، موضحاً أن «مشروع الضبعة سيربط مصر بروسيا نحو 25 عاماً، إذ إن إدارة المشروع ستكون روسية، فضلاً عن كون المشروع سيعود على روسيا بعوائد مالية كبيرة، إذ ستسدد مصر القرض الروسي البالغ «25 مليار دولار»، بقيمة تصل إلى 45 مليار دولار، بعد سداد فوائده»، لافتاً إلى أن تذرع روسيا بوجود ملاحظات على الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية مبالغ فيه، والدليل وصول سائحين من مختلف الجنسيات، وخاصة من ألمانيا.بدوره، قلل نقيب السياحيين المصريين باسم حلقة، من قيمة وعد بوتين بشأن عودة السياحة الروسية إلى مصر، وقال لـ«الجريدة»: «المسؤولون الروس وعدوا كثيراً في هذا المجال، وأخلفوا وعودهم، ويبدو أن عودة السياحة الروسية كانت ذات أبعاد سياسية»، مشيراً إلى أن وزارة السياحة بذلت مجهودات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي رجح أن يكون موسم الشتاء المقبل، أكثر حيوية، حيث يستقبل مطار شرم الشيخ حالياً 145 طائرة من ألمانيا أسبوعياً.وبحسب بيانات وزارة السياحة، فقد حقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر عام 2014، من أصل 7.3 مليارات دولار حققها القطاع.
مناورات مشتركة
على صعيد ذي صلة، تبدأ القوات المصرية والروسية تدريبات مشتركة في الأراضي الروسية، الأحد المقبل، الموافق 10 سبتمبر الجاري، والتي تحمل اسم «حماة الصداقة – 2017»، وقال مصدر مصري: «التدريبات ستجرى بمشاركة مظليين مصريين، ينفذون لأول مرة قفزات بمظلات «دي 10» من على متن طائرات ومروحيات روسية، كما سيدرب المظليون الروس العسكريين المصريين على استخدام مظلات روسية».في السياق ذاته، أعلنت القوات المسلحة المصرية، أمس، استضافتها فاعليات التدريب المصري الأميركي المشترك «النجم الساطع 2017»، في قاعدة محمد نجيب العسكرية في المنطقة الغربية، وقال الناطق باسم الجيش العميد تامر الرفاعي: «التدريب سيتم خلال الفترة من 10 - 20 سبتمبر 2017».وتدريب النجم الساطع يعد من أهم التدريبات المشتركة للقوات المسلحة المصرية والأميركية، ومن المقرر مشاركة عناصر من القوات الأميركية في التدريب الذي سيتناول موضوعات التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والتطرف والتدريب على كل سيناريوهات التهديدات المختلفة في القرن الحادي والعشرين، في ظل الحرب التقليدية وغير النظامية.السفير الإيطالي
على صعيد آخر، اختتم السيسي زيارته للصين أمس، متوجهاً إلى فيتنام، بعد جملة من اللقاءات التي عقدها مع زعماء ورؤساء العالم، بينها لقاؤه الرئيس الصيني تشي جين بينغ، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما.وتقدم الرئيس السيسي بأسمى عبارات الشكر والتقدير لنظيره الصيني جين بينغ على الدعوة للمشاركة في قمة تجمع البريكس التاسعة، مؤكداً أهمية التجمع وخصوصيته، وأن المصريين رغم التحديات الجسيمة، مصرون على استكمال برنامج الإصلاح الجذري للسياسات المالية والنقدية، وأن معدل النمو وصل في يوليو الماضي إلى 4.3%، مع ارتفاع حجم الاحتياطي الأجنبي إلى 36 مليار دولار، للمرة الأولى منذ عام 2011.وشدد السيسي، في كلمته على ضرورة العمل وفق نظام اقتصادي عالمي عادل وشفاف، مع أهمية توفير التمويل الكافي لمشروعات البنية الأساسية، مع التأكيد على حق الدول النامية في العمل وفق رؤيتها وأولوياتها الوطنية وظروفها الخاصة، مقترحاً تكوين مجموعة اتصال مصغرة تضم الدول التي تشارك في المنتدى، لتتولى وضع بدائل لتنفيذ كلٍ من الأهداف السبعة عشر لأجندة التنمية المستدامة.على الجانب الآخر، تلقت القاهرة إخطاراً رسمياً، أمس، من وزارة الخارجية الإيطالية، بإعادة سفيرها إلى مصر، الأربعاء المقبل، وأبلغ وزير الخارجية الإيطالية أنجلينو ألفانو، اللجنة البرلمانية المشتركة بين مجلس النواب، ومجلس الشيوخ، بقراره تعيين السفير الإيطالي جان باولو كانتيني على رأس السفارة الإيطالية في القاهرة، بداية من الخميس 14 سبتمبر بالتزامن مع تسلم السفير المصري الجديد في روما مهامه الديبلوماسية.كما أبلغت وزارة الخارجية الإيطالية، نظيرتها المصرية بالقرار، في وقت رحبت فيه القاهرة بالخطوة، لا سيما تحديد موعد عودة السفير، الذي اعتبرته قراراً يصب في مصلحة البلدين، بعد أكثر من عام ونصف العام من التوتر الديبلوماسي، على خلفية حادث القتل الغامض للباحث الإيطالي جوليو روجيني في مصر، أواخر يناير 2016.