بيونغ يانغ تنقل صاروخاً للساحل... وموسكو تحذّر من كارثة
• ضرب أوروبا أقرب من المتوقع
• سيول تعلن الاستنفار العسكري
• العقوبات تشمل كل شيء
وسط تحذيرات روسية من كارثة عالمية، نقلت كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً عابراً للقارات باتجاه ساحلها الغربي، استعداداً لتجربة إطلاق جديدة، في حين حذرت وزارة الدفاع الفرنسية من احتمال نجاحها في الوصول إلى أوروبا في وقت أقرب من المتوقع.
بعد يوم واحد من إجرائها سادس تجربة نووية، حركت كوريا الشمالية ما يبدو أنه صاروخ بالستي عابر للقارات باتجاه منشآت إطلاق برنامجها الصاروخي على ساحلها الغربي.ونقلت صحيفة "آسيا بيزنيس ديلي" الكورية الجنوبية، أمس، عن مصدر مخابراتي، أنه تم رصد الصاروخ أثناء نقله ليلا يوم الاثنين لتجنب الأقمار الاصطناعية، متوقعاً أن يتم اختباره في التاسع من سبتمبر الجاري بالتزامن مع احتفالها بعيد تأسيسها.وإذ لم تؤكد وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية ما ورد في التقرير، إلا أنها أبلغت البرلمان في اليوم نفسه أن الزعيم الشمالي كيم جونغ أون جاهز لإطلاق المزيد من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ البالستية العابرة للقارات في أي وقت.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، من "كارثة عالمية" في حال عدم التوصل إلى تسوية دبلوماسية للأزمة مع كوريا الشمالية، مؤكداً أنه يرفض المطالب الأميركية لفرض عقوبات جديدة ضد بيونغ يانغ لأنه سيكون "غير مفيد وغير فعال".
أكل العشب
وعلى هامش قمة "بريكس" في الصين، تساءل بوتين: "هل تعتقدون انه بسبب فرض بعض العقوبات ستتوقف بيونغ يانغ عن مسار تصنيع أسلحة الدمار الشامل"؟ وأجاب بالقول: "نعم كما قلت يوم أمس خلال اللقاء مع زملائي، سيأكلون العشب، أنتم تدركون أنهم لن يتوقفوا عن البرنامج إذا لم يشعروا بالأمان".وانتقد الرئيس الروسي الولايات المتحدة قائلا: "من غير المعقول أن تطلب واشنطن مساعدة موسكو في مسألة كوريا الشمالية، بعد أن فرضت عقوبات على شركات روسية اتهمها مسؤولون أميركيون بخرق العقوبات عليها".وأضاف متهكما: "هذا أمر يفعله أشخاص يختلط عليهم الأمر بين أستراليا والنمسا". غير أنه أعرب عن استعداد بلاده لمناقشة بعض التفاصيل بخصوص العقوبات دون توضيح.مصير صدام
وذكّر الرئيس الروسي الزعيم الكوري بمصير صدام حسين، وقارن بين الوضع في كوريا الشمالية والعراق إبان عهد المقبور، الذي واجه عقوبات دولية بسبب برنامجه لتطوير أسلحة دمار شامل قبل أن يطيح به تحالف "أنجلو - ساكسوني" بمشاركة الولايات المتحدة وبريطانيا.وقال بوتين: "العراق دُمر وشُنق صدام. الجميع يتذكر ويعرف ذلك، والكل في كوريا الشمالية يتذكر"، مضيفاً: "روسيا تدين الإجراءات في كوريا الشمالية. ونعتقد أنها إجراءات استفزازية، ولكن يجب ألا ننسى وألا ينسى الكوريون الشماليون ما حدث في العراق".عقوبات خانقة
وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في وقت يسعى فيه نظيره الأميركي دونالد ترامب لفرض عقوبات دولية جديدة على كوريا الشمالية.وبعد جلسته الطارئة، قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن قد يبحث حظر صادرات كوريا الشمالية من المنسوجات ومنع التعامل مع شركة طيرانها الوطنية ووقف إمدادات النفط للحكومة والجيش.وقد تشمل التدابير الأخرى منع مواطني كوريا الشمالية من العمل في الخارج وإضافة أسماء كبار المسؤولين إلى قائمة سوداء تهدف إلى تجميد أرصدتهم ومنعهم من السفر.وفي حالة موسكو يعني هذا وقف استخدام العمالة الكورية الشمالية التي تصل إلى عشرات الآلاف العاملين في روسيا، ووقف إمدادات الوقود لبيونغ يانغ. وترفض روسيا حتى الآن بحث أي من الأمرين.وكانت العقوبات التي فرضت بعد اختبارات صاروخية في يوليو الماضي تهدف لخفض قيمة صادرات كوريا الشمالية البالغة 3 مليارات دولار بمقدار الثلث، وذلك من خلال حظر تصدير الفحم والحديد والرصاص والأطعمة البحرية.واستحوذت الصين على 92 في المئة من مجمل تجارة كوريا الشمالية عام 2016 وفقا لتقديرات وكالة تعزيز التجارة التابعة لحكومة كوريا الجنوبية.باريس وبرلين
وفي حين، حذرت وزارة الدفاع الفرنسية من احتمال نجاح كوريا الشمالية في تطوير صواريخ بالستية تستطيع الوصول إلى أوروبا في وقت أقرب مما كان متوقعا، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضرورة أن يسعى الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى حل سياسي سلمي للنزاع مع بيونغ يانغ.استنفار جنوبي
من جهتها، أبدت كوريا الجنوبية حالة من الاستنفار العسكري بعد انتقاد ترامب لها على اعتبار أنها تسعى لـ "تهدئة لا تجدي نفعا مع جارتها"، وأعلنت القوات البحرية الجنوبية أمس أنها أجرت تدريبات ضخمة بالذخائر الحية في بحر الشرق لليوم الثاني على التوالي لإظهار عزمها على مواجهة استفزازات جارتها.ومن المتوقع أن تبدأ القوات البحرية الكورية الجنوبية تدريبات عسكرية اليوم تستغرق 4 أيام في المياه الجنوبية، بالتوازي مع تدريبات مشتركة بين قوات كورية جنوبية وأميركية في بحر الشرق يومي الخميس والجمعة المقبلين.
الرئيس الروسي يذكّر كيم بمصير صدام