الأسد يحتفل بكسر حصار دير الزور... والحسم بمطارها

• «أميرال إيسن» تستهدف «عصابة روسية» بالشولة
• «داعش» يتجه للصحراء والعمليات السرية

نشر في 05-09-2017
آخر تحديث 05-09-2017 | 21:15
سوريون يدفنون قتيلاً سقط في قصف شرق دوما  اليوم (أ ف ب)
سوريون يدفنون قتيلاً سقط في قصف شرق دوما اليوم (أ ف ب)
تمكن جيش الرئيس السوري بشار الأسد، وحلفاؤه، من كسر حصار يفرضه تنظيم "داعش" منذ أكثر من عامين على مدينة دير الزور، بعد وصول قواته المتقدمة من الريف الغربي إلى "الفوج 137"، وهي قاعدة عسكرية محاذية لأحياء في غرب المدينة يسيطر عليها النظام، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، مشيرة إلى احتفالات عمت الأحياء الموالية "ابتهاجاً بالنصر".

وبدأ النظام منذ أسابيع عدة عملية عسكرية واسعة باتجاه محافظة دير الزور، وتمكن من دخولها من ثلاثة محاور رئيسية هي جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوباً من محور مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، فضلاً عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الغربية.

ودخلت القوات المتقدمة من محور الرقة الى قاعدة اللواء 137. وتتواجد تلك المتقدمة من جبهة السخنة على بعد نحو 12 كيلومتراً من المطار العسكري جنوب غرب المدينة.

وفي اتصال هاتفي مع قادة القوات المحاصرة في دير الزور، هنأ الأسد جيشه بكسر حصار "داعش"، قائلاً: "ها أنتم اليوم جنباً الى جنب مع رفاقكم الذين هبوا لنصرتكم وخاضوا أعتى المعارك لفك الطوق عن المدينة وليكونوا معكم في صف الهجوم الأول لتطهير كامل المنطقة من رجس الإرهاب واستعادة الأمن والأمان الى ربوع البلاد حتى آخر شبر منها".

وأضاف: "على الرغم من قلة عددكم، لم تبخلوا بأغلى ما لديكم لتصونوا الأمانة وتدافعوا عن المواطنين العزل، فثبتم وتمكنتم من أداء مهامكم على أكمل وجه، وسطّرتم البطولات تلو الأخرى دون خوف أو تردد".

ووسط ترقب لمواجهات شرسة لحسم المعركة بفك الطوق عن مطار دير الزور العسكري إلى جانب عدد من الأحياء المحاذية له في جنوب المدينة، أطلقت سفينة حربية روسية صواريخ عابرة من طراز "كاليبر" صباح اليوم على مواقع "داعش" بالقرب من دير الزور.

وأعلن الجيش الروسي في بيان أن إطلاق الصواريخ من فرقاطة "الأميرال ايسن" استهدف "منطقة محصنة بالقرب من بلدة الشولة التي تسيطر عليها عصابة من المقاتلين القادمين من روسيا ومن رابطة الدول المستقلة"، مشيراً إلى "مقتل عدد كبير من الناشطين" و"تدمير نقاط مراقبة ومركز للاتصالات ومخازن للاسلحة والذخائر بالاضافة الى ورشة لتصليح المدرعات". وأكد الجيش أن العملية تهدف أيضاً إلى "ضمان تقدم القوات الحكومية السورية بنجاح ويفشل مخططات مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية".

وبعد ثلاث سنوات على إعلانه "الخلافة" في مناطق يعيش فيها سبعة ملايين نسمة، وجد "داعش" نفسه مضطراً على وقع هزائمه المتلاحقة في العراق وسورية، إلى اللجوء إلى الصحراء والعودة إلى العمليات السرية.

انطلق "داعش" من العراق وفي نهاية عام 2014 كان يسيطر على ثلث مساحته، لكنه اليوم خسر 90 في المئة من المناطق التي كان يسيطر عليها وبينها مدينة الموصل التي أعلن منها "خلافة" امتدت لسورية.

وفي سورية، أرغم التنظيم على الانسحاب من 60 في المئة من الرقة، التي أعلنها عاصمته في الشمال، أمام هجمات شنتها قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن.

وهو اليوم مهدد في دير الزور، آخر محافظة تخضع لسيطرته في شرق سورية، بعد إعلان النظام اختراق حصاره المفروض على مدينة دير الزور منذ عامين.

ووفق مختصين في الشؤون السورية والحركات الجهادية، فإن "مشروع حكم الخلافة تم احتواؤه، لكن التنظيم لم يهزم" بشكل نهائي، مشيرين إلى أنه سينكفئ الى الصحراء العراقية-السورية الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية، وسيسعى لتحويل وادي الفرات الممتد من محافظة دير الزور حتى القائم في غرب العراق، قاعدة لانطلاق تمرده من تحت الارض.

back to top