في خطوة من المرجح أن تزيد دائرة التوتر حول شبه الجزيرة الكورية، قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، السماح لليابان وكوريا الجنوبية بشراء أسلحة أميركية "فائقة التطور"، رداً على إجراء كوريا الشمالية سادسة وأقوى تجاربها النووية الأحد الماضي.

وأعلن ترامب قراره، الذي يتوقع أن يغضب الصين أبرز حلفاء بيونغ يانغ، عبر "تويتر"، في وقت تبدي بكين وموسكو معارضة لتوجه واشنطن نحو فرض عقوبات خانقة على النظام الشيوعي في كوريا الشمالية، لإرغام رئيسها على التخلي عن برنامج تسلحه النووي والصاروخي.

Ad

ولم يوضح البيت الأبيض طبيعة صفقة التسلح التي تبلغ عدة مليارات من الدولارات، لكن تقارير أفادت أخيراً بأن اليابان تسعى لامتلاك نظام دفاع صاروخي متطور، لرصد وتدمير الصواريخ البالستية، في مراحل مبكرة، وهو ما سبق أن عارضته بكين.

واتخذ الرئيس الأميركي الذي يرفض التهدئة مع "عدو لا تجدي معه المفاوضات"، هذا القرار، بعد ساعات من تحذير المندوبة الأميركية في مجلس الأمن من نفاد صبر واشنطن تجاه تطوير بيونغ يانغ لأسلحة الدمار الشامل، وسط تباين بين أعضاء المجلس الـ15 حول طريقة التعامل مع الأزمة المتصاعدة.

وأعلنت الولايات المتحدة مع حلفائها في أوروبا واليابان، أمس الأول، أنها تبحث فرض عقوبات جديدة في الأمم المتحدة بحق كوريا الشمالية، لكن موقفي بكين وموسكو اللتين تملكان حق "الفيتو" مازالا غير واضحين.

وقبل خطوة ترامب غير المسبوقة، اعتبر مندوب بيونغ يانغ، هان تاي سونغ، في مجلس الأمن، أن تجارب بلاده النووية التي تتحدى قرارات الأمم المتحدة، تمثل "هدية للولايات المتحدة دون غيرها"، وقال إن المزيد في الطريق.

في غضون ذلك، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، من "كارثة عالمية" في حال عدم التوصل إلى تسوية دبلوماسية للأزمة مع كوريا الشمالية.

ورأى بوتين أن مسار فرض العقوبات الأميركية "غير مفيد أو فعال"، غير أنه ذكّر الزعيم الكوري كيم جونغ أون بمصير صدام حسين، وقارن بين الوضع في كوريا الشمالية والعراق إبان عهد المقبور، الذي واجه عقوبات دولية بسبب برنامجه لتطوير أسلحة دمار شامل، قبل أن يطيحه تحالف "أنغلو - سكسوني" بقيادة الولايات المتحدة.

وجاءت تلك التطورات في وقت كثفت كوريا الجنوبية مناوراتها البحرية، وسط تقارير عن رصدها تحريك بيونغ يانغ صاروخاً بالستياً جديداً باتجاه الساحل الغربي لجارتها، يتوقع أن تختبره في 9 الجاري، بالتزامن مع احتفالها بذكرى تأسيسها.