يُعتبر «رحلة إيطالية» للفيلسوف الألماني غوته أحد أعظم النصوص الأوروبية التي وضعت في هذا اللون الممتع من الأدب، بقلم شاعر وكاتب مخضرم عاش في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ودوّن في اليوميات تجربته في السفر والمعرفة والمغامرة نحو ما كان يعتبر مستودع الفنون ومجمع الآثار العظيمة لعصر النهضة.

دوّن غوته يومياته هذه استناداً إلى رحلتين إلى إيطاليا، الأولى قام بها في سبتمبر 1786، واستمرت حتى فبراير 1787، فأمضى خمسة أشهر في فيرونا، والبندقية، وروما بإيطاليا. وبدأ الرحلة الثانية في يونيو 1787 واستمرت حتى أبريل 1788، أمضاها هذه المرة كلها في روما عازماً على التمتع بمعالمها وآثارها ومتاحفها.

Ad

ثقافة شاعر

تنعكس في صفحات الكتاب، ليس فحسب صور الآثار والأعمال الأدبية والفنية لعصور متتالية من الإبداعات وكنوز المعرفة، ولكن أيضاً ثقافة شاعر عظيم خلدته أوروبا ومعها البشرية جمعاء بوصفه نموذجاً لأديب تجاوز بفكره المضيء وروحه الخلاقة حدود بلاده ولغته ليكون أديب الإنسانية.

«رحلة إيطالية» كتاب ممتع عندما نفرغ من قراءته نشعر ببهجة المعرفة، وسمو الجمال، وجلال الأفكار العظيمة.

يوهان ولفغانغ فون غوته

وُلد يوهان ولفغانغ فون غوته في فرانكفورت على ضفاف نهر الماين، عام 1749. درس في لايبزج؛ حيث أبدى الاهتمام بمسائل التنجيم، كذلك درس في ستراسبورغ؛ حيث عرّفه هيردر إلى مؤلّفات شكسبير والشعر الشعبي. وأنتج غوته بعض المقالات والأشعار الغنائية، كذلك ألّف، وهو في العشرين من عمره، مسرحية «وثن من بيرلشجن»، فذاع صيته في أرجاء ألمانيا، ووطّد مكانته في حركة «الاقتحام والتطلّع» الأدبية Sturm und Drang. وأصابت روايته القصيرة، «آلام فيرتر»، وهي قصّة حب تراجيدية، نجاحاً أعظم. وعكف على تأليف «فاوست، وايعمنوت»، وهما من المسرحيات التراجيدية الأخرى، قبل أن يكلّف بدخول وزارة فايمار. ودفعه اهتمامه بالعالم الكلاسيكي إلى أن يترك موطنه، بغتة؛ ليتوجّه إلى إيطاليا في عام 1786. وهذا الكتاب «رحلة إيطالية» يسجّل أحوال ترحاله هناك. وبدأ بكتابة عمليه الدراميين الكلاسيكيين، «إيفجيني وتاوسو»، في هذه الفترة.

عند العودة إلى فايمار، بدأ غوته بوضع الجزء الثاني من «فاوست»، بتشجيع من شيللر. وأكمل خلال هذه المرحلة المتأخّرة سلسلة كُتُب هي: فيلهلم مايستر، ووضع مؤلّفات أخرى من بينها: «الديوان الشرقي، وقرابات مختارة». كذلك عمل على إدارة مسرح الدولة، وعكف على العمل في نظريات علمية، تتصل بالتطوّر الارتقائي في علم النبات، وعلم التشريح، والألوان.

تزوّج غوته عام 1806 وأكمل مسرحيته «فاوست» قبيل وفاته عام 1832.

العولمة والشرق الأوسط

د. فالح عبد الجبار عالِم في المعهد الأميركي للسلام؛ وباحث في معهد العلوم السياسية والاجتماعية في كلية بيركبك في جامعة لندن. وهو متخصص في العلوم السياسية والاجتماعية العراقية والشرق أوسطية؛ أما ميادين اختصاصه فهي العقائد والإسلام والتنظيم الاجتماعي والأنظمة السياسية والخطاب الثقافي. ألقى محاضرات كثيرة حول الثقافة العربية، والعولمة والشرق الأوسط، والإسلام، والدولة والدين، والقبائل والتشكيل الاجتماعي. له مؤلفات وترجمات، ومن أشهر ترجماته إلى اللغة العربية كتاب «رأس المال» لكارل ماركس.