تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات الثلاثاء وسجلت أكبر خسائر يومية منذ السابع عشر من أغسطس الماضي، وسط مخاوف إزاء الأزمة الكورية الشمالية، إضافة إلى عدم اليقين حيال السياسة النقدية للاحتياطي الفدرالي.

وهبط مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 1 في المئة أو 234 نقطة إلى 21753 نقطة، كما انخفض مؤشر "ناسداك" (- 59 نقطة) إلى 6375 نقطة، في حين تراجع "S&P 500" القياسي (- 18 نقطة) إلى 2458 نقطة.

Ad

وفيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية، أعلنت وزارة التجارة الأميركية انخفاض طلبيات المصانع بنسبة 3.3 في المئة في يوليو مسجلة أكبر انخفاض شهري في ثلاث سنوات.

من جانبها، صرحت مسؤولة الفدرالي لايل برينارد بأن البنك المركزي عليه توجيه تركيزه نحو التضخم الضمني قبل رفع معدل الفائدة مجدداً، مشيرةً إلى أن الضغوط على الأسعار تبدو منخفضة على المدى الطويل.

ووقعت أسهم شركات التأمين تحت وطأة الضغوط، أمس، في ضوء اشتداد العاصفة "إيرما" أعلى المحيط الأطلنطي واحتمالات ضربها سواحل ولاية "فلوريدا".

وما زالت المخاوف تسود الأسواق بشأن كوريا الشمالية عقب تجربتها قبل أيام قنبلة هيدروجينية، يمكن إطلاقها بواسطة صاروخ باليستي عابر للقارات. وتواصلت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، حيث هدد دبلوماسي كوري شمالي بأن البلاد مستعدة للرد على الولايات المتحدة إذا استمرت الأخيرة في الضغط على "بيونغ يانغ"، مع التوقعات بإجراء المزيد من التجارب الصاروخية من كوريا الشمالية بعد آخر تجربة نووية لها يوم الأحد الماضي.

كما تأثرت الأسواق بتعليقات مسؤول بالاحتياطي الفدرالي "لايل برينارد" بأنه على البنك أن يكون حذراً بشأن تشديد السياسة، مع كون التضخم أقل من مستهدف البنك المركزي.

أسواق أوروبا

وفي الأسواق الأوروبية، تراجع مؤشر "ستوكس يوروب 600" القياسي بنسبة 0.1 في المئة أو 0.5 نقطة إلى 373 نقطة.

وهبط مؤشر "فوتسي 100" البريطاني (- 38 نقطة) إلى 7373 نقطة، كما انخفض "كاك" الفرنسي (- 17 نقطة) إلى 5086 نقطة، بينما ارتفع "داكس" الألماني (+ 21 نقطة) إلى 12123 نقطة.

وتراجعت ذات الأسهم في بداية تداولات، أمس، متأثرة بالتهديدات التي وجهتها كوريا الشمالية للولايات المتحدة رداً على تهديداتها المستمرة لـ "بيونغ يانغ".

ومن المنتظر إصدار البنك المركزي الأوروبي قراره الأخير حول سياسته العامة اليوم (الخميس)، فضلاً عن توقع محللين بمناقشته لبرنامجه لشراء السندات الذي قد يعيد النظر فيه خلال ديسمبر.

وانخفض مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.13 في المئة إلى 373.71 نقطة.

وهبط مؤشر "فوتسي" البريطاني بنسبة 0.52 في المئة إلى 7372.92 نقطة، وارتفع مؤشر "داكس" الألماني بنسبة 0.18 في المئة إلى 12123.71 نقطة، فيما تراجع المؤشر الفرنسي "كاك" بنسبة 0.34 في المئة إلى 5086.56 نقطة.

وانخفضت طلبيات التصنيع الجديدة في ألمانيا بنسبة 0.7 في المئة في يوليو عن الشهر السابق، في حين كان من المتوقع ارتفاعها بنسبة 0.1 في المئة.

تراجع «نيكي»

وفي آسيا، أنهت الأسهم اليابانية تداولات، أمس، على تراجع، مقتفية أثر "وول ستريت"، أمس الأول، عقب عودة الأسواق الأميركية من عطلة رسمية.

وانخفض مؤشر نيكي 0.14 في المئة إلى 19358 نقطة عند أدنى مستوى له خلال أربعة أشهر، فيما ارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً هامشياً 0.08 في المئة عند 1592 نقطة.

وخفضت الشركات اليابانية مدفوعات العلاوات خلال يوليو، مما أدى إلى انخفاض مفاجئ في إجمالي الأجور للعمال، وفي حين يعد هذا أول انخفاض في 14 شهراً، كانت المكاسب السابقة ضعيفة وأقل بكثير من المستوى المطلوب لتوليد تضخم أقوى.

وانخفض إجمالي المستحقات النقدية، بما في ذلك المدفوعات مقابل العمل الإضافي والعلاوات، بنسبة 0.3 في المئة مقارنة بالعام الماضي الذي ارتفع بنحو 0.5 في المئة.

وبالمقارنة مع التضخم، تراجع إجمالي المستحقات النقدية بنسبة 0.8 في المئة، وانخفضت العلاوات والبدلات بنسبة 2.2 في المئة.

وارتفعت الأجور الشهرية المقررة لكل عامل متفرغ بنسبة 0.3 في المئة في يوليو من العام الماضي، وفقاً لبيانات وزارة العمل.

وارتفعت الأجور بالساعة لكل عامل بدوام جزئي بنسبة 2.9 في المئة.

وأصبح سوق العمل في اليابان أقوى مما كان عليه منذ عقود، لكن ذلك لم يترجم إلى ارتفاعات مستمرة للأجور، فلم تزد الأجور الأساسية للعمال المتفرغين بأكثر من 1 في المئة في أي شهر على مدى العامين الماضيين.

وبينما يشهد العاملون بدوام جزئي أجوراً أفضل في الساعة، فإنهم يعملون ساعات أقل، حيث انخفضت عدد ساعات العمل بنسبة 0.5 في المئة.

استقرار الأسهم الصينية

من جانبها، استقرت الأسهم الصينية في ختام التداولات بعد مكاسبها التي استمرت على مدار الثلاث جلسات الماضية، مع اتجاه المستثمرين لجني الأرباح لا سيما في ظل تعقد المشهد الجيوسياسي في شبه الجزيرة الكورية.

وفي نهاية الجلسة، ارتفع مؤشر "شنغهاي" المركب بمقدار نقطة واحدة إلى 3385 نقطة. وشهدت الأسهم العالمية تراجعاً مع بدء السوق الأميركي أولى جلساته هذا الأسبوع، الثلاثاء الماضي، بضغط من تجدد المخاوف الجيوسياسية، التي تقودها كوريا الشمالية عقب التجربة النووية التي أجرتها الأحد.

ويرى محللون أن المستثمرين يخشون تفاقم الخلافات مع كوريا الشمالية لاسيما مع قرب اليوم الوطني لبيونغ يانغ، الذي يحل في التاسع من هذا الشهر، ويعتقد أن البلد المعزول قد يجري تجربة صاروخية جديدة خلال الاحتفالات الخاصة به.

وكانت أسهم البنوك وشركات التأمين بين أكبر الخاسرين خلال تعاملات الأربعاء في الصين، بينما شهدت الشركات المرتبطة بأعمال الذهب مكاسب قوية مع ارتفاع أسعار المعدن النفيس قرب أعلى مستوياتها في عام.