ميانمار... الوجه البشع للنفاق العالمي
بمقارنة بين ردود أفعال العالم في الحوادث الصغرى أو الكبرى التي تقع لأي أقلية غير مسلمة، وبين ردود أفعالهم مع الأقليات المسلمة، تكتشف وبكل وضوح أن دعاوى حقوق الإنسان العالمية ليست إلا واجهة للنفاق العالمي الذي يفسر حقوق الإنسان فقط لغير العرب والمسلمين، فهذه المبادئ المزيفة تغيب أمام اضطهاد مسلمي الروهنغيا في ميانمار.
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
هل نلوم الغرب على هذا الانفصام الحاد في المعاملة أم نلوم العرب والمسلمين على تشرذمهم وضياع بوصلتهم وتخليهم عن قضاياهم الكبيرة والصغيرة؟ إننا نتساءل أين منظمة العالم الإسلامي عن إشهار هذه القضية في المحافل العالمية؟ وأين الدول العربية من هذا الحدث المخزي، ومن هذا النفاق العالمي ضد الإسلام؟ وأين المؤسسات الأهلية والمدنية والحقوقية الكبيرة؟ وأين وسائل الإعلام والقنوات الفضائية في وطننا العربي والإسلامي من التفاعل مع هذه الإبادة؟ وكم هو محزن أن يكون بيننا سفهاء يتباكون على التذكية بالأضاحي في النسك والمشاعر ويذرفون دموعاً كاذبة ويصمتون صمت المقابر على إبادة وقتل الأبرياء والضعفاء في الأمة. إن الواجب على العرب والمسلمين المبادرة الجادة لإيقاف مجازر حكومة ميانمار ضد الأقلية الروهنغية بالوسائل الممكنة، وصدق الله العظيم في قوله: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم". والله الموفق.