الأسد استخدم الكيماوي 27 مرة أخطرها في خان شيخون

• ديميستورا للمعارضة: لم تكسبوا الحرب
• «داعش» يستميت بدير الزور
• 100 طلعة روسية يومياً

نشر في 06-09-2017
آخر تحديث 06-09-2017 | 21:30
قوات النظام السوري تطلق الصواريخ من كباجب على دير الزور أمس الأول	(أ ف ب)
قوات النظام السوري تطلق الصواريخ من كباجب على دير الزور أمس الأول (أ ف ب)
مع اتخاذها خطوة إضافية نحو محاكمة المسؤولين عن ارتكاب جرائم في سورية، حسمت الأمم المتحدة موقفها من الهجمات الكيماوية، مؤكدة أن حكومة الرئيس بشار الأسد ضربت مدينة خان شيخون في الرابع من أبريل الماضي بغاز السارين، إضافة إلى استخدامها السلاح الكيمياوي 27 مرة من أصل 33 هجوماً.
للمرة الأولى، انتهى محققو الأمم المتحدة إلى أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن هجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون في الرابع من أبريل الماضي، مما أدى إلى مقتل 87 شخصاً، معتبرة أنه «الأخطر ويدخل في خانة جرائم الحرب».

وفي التقرير الرابع عشر الصادر أمس، رفضت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول وضع حقوق الانسان أن تكون الضربات الجوية استهدفت مخزناً ينتج ذخائر كيمياوية، موضحة أن «العكس هو الصحيح، لأن كل الأدلة الموجودة تتيح القول بأن هناك ما يكفي من الأسباب الموضوعية للاعتقاد بأن القوات الجوية ألقت قنبلة نشرت غاز السارين».

وزادت اللجنة بأنه «تم استخدام السلاح الكيماوي في سورية 33 مرة حتى الآن، نفذت منها قوات النظام 27، آخر سبعة هجمات سجلت بين مطلع شهر مارس والسابع من يوليو هذا العام»، معتبرة أن قوات الأسد «واصلت نمط استخدام الكيماوية ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة».

وهذه اللجنة ليست الوحيدة، التي تحقق في هجوم خان شيخون، إذ هناك لجنة أخرى مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقوم بالتحقيق في هذه الحادثة.

وعشية نشر التقرير، أعلنت القاضية الفرنسية كاترين مارشي أوهيل، أمس الأول، أن «خطوة إضافية» قد تحققت نحو محاكمة المسؤولين عن ارتكاب جرائم في سورية.

وبعيد تكليفها من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على رأس لجنة للقيام بتحقيق دولي في جرائم الحرب يوليو الماضي، أكدت القاضية الفرنسية أن قيام المنظمة الدولية بإنشاء آلية مكلفة تسهيل التحقيقات حول التجاوزات الخطيرة المرتكبة في سورية، إنما تقرر «لتجنب إفلات» المسؤولين عن هذه الانتهاكات من العقاب.

كسب الحرب

وفي حين أكّد المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا​ سعيه لوقف إطلاق النار والبدء في عملية سياسية جامعة، طالب ​المعارضة السورية​ بأن تكون واقعية وتدرك أنّها لم تكسب الحرب، مشدداً على ضرورة أن توحد وفدها في المفاوضات وأن يتّسم بالموضوعية.

وقال ديميستورا، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «إنّنا غير بعيدين عن تحقيق مناطق تخفيف التوتر على كامل أراضي سورية، وهو ما يتحقّق بنجاح حتّى الآن»، مبيناً أنّه «على الحكومة أن تعلم بأنّ الحرب لا يمكن ربحها عسكريّاً، والقضاء على ​تنظيم داعش​ يحتاج إلى حلّ سياسي شامل تشارك فيه جميع الجهات».

دير الزور

وعلى الأرض، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن قوات النظام حررت مواقع من «داعش» في دير الزور محصنة ومجهزة للدفاع بشكل قوي وبأسلحة ثقيلة، موضحة أن تم العثور فيها على دلائل تشير إلى أن مقاتلين من أصول روسية ومن دول رابطة الدول المستقلة كانوا يسيطرون على مداخل ومحيط المدينة.

ووفق قائد المجموعة العسكرية سيرغي سوروفيكين، فإن الطائرات الروسية نفذت خلال أسبوعين 1417 طلعة قتالية بمعدل 100 طلعة يومية، ووجهت 2687 ضربة على مواقع الجماعات المسلحة، موضحاً أنه في المرحلة النهائية للعملية ازدادت كثافة العمل وارتفع متوسط سرعة تقدم قوات النظام في الأيام الثلاث الماضية إلى 15-20 كلم يومياً.

ومع دعوة رئيس الحكومة عماد خميس أهالي دير الزور المهجرين إلى العودة إلى مساكنها، شن «داعش» هجوماً معاكساً على ثغرة تمكنت قوات النظام من فتحها، مساء أمس الأول، في محاولة لإعادة فرض الحصار على اللواء 137.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «داعش» استهدف منطقة الثغرة ومحيط اللواء بـ6 مفخخات، مؤكداً أن قوات النظام والميليشيات التابعة لها وبدعم من الطائرات الروسية تستميت بالدفاع عن المنطقة الثغرة لمنع عودة «داعش».

معركة الرقة

وفي الرقة، أفاد المرصد السوري بأن قوات سورية الديمقراطية (قسد) تسيطر حاليا على نحو 65 في المئة من المدينة، التي اتخذها «داعش» عاصمة له، مشيراً إلى أن الحملة المستمرة منذ ثلاثة أشهر بدعم بري وجوي أميركي، تسببت بمقتل أكثر من 2700، نحو ألف منهم من المدنيين، إضافة إلى تمكن الآلاف من الفرار.

اتفاق القلمون

وعلى جبهة موازية، وقعت فصائل ريف دمشق اتفاقاً مع النظام بوساطة روسية، بحسب شبكة «شام»، ينص على وقف اطلاق النار بشكل كامل في مناطق الضمير والرحيبة وجيرود والمنصورة والناصرية وجبل البترا في القلمون الشرقي، إلى جانب تأليف لجنة من الطرفين للمراقبة بإشراف روسي.

كما ينص الاتفاق على التزام روسيا بتسهيل قتال «داعش» واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين الحالة الانسانية، وكذلك تسهيل الدخول الفوري لقوافل الاغاثة والمساعدات الانسانية.

وتلتزم الفصائل بموجب الاتفاق بتسهيل جميع المعاملات والنشاطات المدنية والاقتصادية والتجارية والسماح بدخول البضائع والسلع الى المنطقة ومن بينها الاغذية والادوية والمعدات الطبية والوقود والمواد الخام ومواد البناء.

الفرار من عقيربات

ورغم خطورة الطرق وسيطرة النظام وميليشياته عليها، نجح المئات من المدنيين خلال اليومين الماضيين بالفرار من منطقة عقيربات التي يحاصرها النظام شمال شرق حماة، بالوصول إلى المناطق المحررة في ريف إدلب.

وخرجت مئات العائلات من مناطق الاشتباكات بين قوّات النظام و»داعش» بعد ارتكاب النظام مجازر بحقّ العائلات النّازحة من هناك، باستهداف أماكن تجمّعها بالبراميل المتفجرة في أكثر من مكان.

هزيمة قريبة

وفي الإجمال، يجمع العديد من المسؤولين الرسميين والخبراء على توقع هزيمة عسكرية قريبة لتنظيم «داعش» في سورية والعراق، لكنهم يرون في الوقت نفسه أن التنظيم لن يختفي من الوجود، وسيبقى قادراً على التحرك ولو بأشكال أخرى.

ويعتبر المحللون أن وجود طائفة سنية تخرج مهمشة وقلقة في سورية والعراق من هذه الحرب، وانتشار الآلاف من أنصار التنظيم أو المتعاطفين معه في العالم والمستعدين للتحرك باسمه، قد يدفع التنظيم الى العمل السري قبل أن يعود إلى الظهور لاحقاً بشكل مختلف وربما باسم آخر، لكن مع الاهداف نفسها.

%65 من الرقة بيد «قسد» والمئات يفرّون زحفاً من عقيربات إلى إدلب
back to top