على وقع توجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فرض عقوبات خانقة، لإرغامه على وقف التسلح النووي، هدد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أمس، بـ«هجوم مضاد» سيتسبب في «عواقب كارثية»، رداً على أي عقوبات إضافية.

وحمل النظام الشيوعي في بيونغ يانغ واشنطن «المسؤولية الكاملة» عن عواقب العقوبات التي يتوقع التصويت عليها بمجلس الأمن، يوم الاثنين المقبل، معتبراً أنها أصبحت «متهورة» بشكل أكبر، في عهد ترامب.

Ad

وقالت وزارة الخارجية الكورية، في بيان، إن واشنطن لم تتح لبيونغ يانغ «خياراً سوى مضاعفة جهودها لتعزيز قوتها النووية»، مضيفة: «يتعين على واشنطن ألا تنسى للحظة واحدة وجود كوريا، القوة النووية الكاملة التي تمتلك صواريخ بالستية عابرة للقارات وقنبلة ذرية وقنبلة هيدروجينية».

وجاء التهديد الكوري بالتزامن مع صدور تقرير يستند إلى صور التُقطت عبر الأقمار الصناعية، أمس، يفيد بإحداث القنبلة الهيدروجينية، التي اختبرتها بيونغ يانغ، الأحد الماضي، تغيرات جيولوجية وانهيارات أرضية في منطقة الانفجار ومحيطها.

وبعد اتصال هاتفي مع نظيره الصيني شي جين بينغ حول كيفية التعامل مع برنامجي كوريا الشمالية النووي والبالستي، ابتعد ترامب عن التهديدات الشديدة اللهجة، رغم أنه لم يستبعد ضربات عسكرية. وقال: «سنرى ما سيحدث»، مشيراً إلى أن الوسائل الأخرى لممارسة الضغوط ستكون لها الأولوية.

وفي وقت تشتد الحرب الكلامية بين ترامب وكيم، أكدت كوريا الجنوبية أنها ستنشر أربع راجمات صواريخ أخرى مضادة للصواريخ البالستية، ضمن نظام «ثاد»، اليوم، في قاعدة جنوب سيول.

وللمرة الثانية، هدد وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بمواجهة تهديدات كوريا الشمالية برد عسكري «ساحق»، مجدداً التأكيد على الوقوف إلى جانب الحلفاء في سيول وطوكيو، التي كشف وزير دفاعها أتسونوري أونوديرا، أنه اتفق ونظيره الأميركي على الاستمرار في تشديد الضغوط على كوريا الشمالية، والتعاون بشكل فاعل مع خطة لنشر منظومة الدفاع الصاروخي «إيجيس أشور» الأميركية على الأراضي اليابانية.

وتسبب الإعلان عن نشر منظومة «ثاد» الأميركية في إغضاب الصين، التي تتحسس تجاه عودة النفوذ العسكري الأميركي بشبه الجزيرة الكورية، وأكدت بكين أبرز حلفاء كوريا الشمالية، أمس، معارضتها للخطوة، وطالبت واشنطن وسيول بوقف عملية الانتشار وإزالة العتاد، وإلا فإنهما تجازفان بتفاقم التوترات في شبه الجزيرة.

وأجرت القوات الصينية البحرية تدريبات على صد «هجوم مفاجئ»، عبر البحر الذي يفصل الصين عن شبه الجزيرة الكورية.

في هذه الأثناء، أكد رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه إن، أنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة التهدئة من أجل حل النزاع عبر الحوار، وهو الأمر الذي اتفقت معه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

ودخل الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، على خط الأزمة، باتخاذ موقف مناوئ لواشنطن التي اتهمها بدفع كوريا الشمالية لإجراء التجارب النووية، محذراً من أن تهديد دولة نووية «لعبة خطيرة على العالم بأسره».