لماذا غبت قبل طرح ألبومك «ندمان»؟مرّ عامان منذ آخر ألبوم أصدرته، وهي مدة كافية للتعرف إلى أذواق الجمهور وتغيرها، كذلك الاستماع إلى أعمال الزملاء، واختيار أغاني الألبوم الجديد والتحضير لها وتسجيلها. عموماً، لا بد من الاختيار المتأني والتدقيق كي يخرج الألبوم بشكل جيد يُرضي الجمهور، وهو أمر لا يتحقق إلا بعد وقت وجهد كبيرين.
كيف كان اختيارك الأغاني؟لا أخطّط للأغاني أو أحدد عدد الرومانسية منها أو الحزينة. أكتب ما أشعر به، وما أعتقد أنه جيد ومناسب. ولكني حرصت على أن أقدم أغنية شعبية إرضاء لجمهور الأغاني الشعبية، ولكنها تختلف عن الأعمال التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة والتي لا علاقة لها بالشعبي بل بالسوقية والإسفاف. باختصار، حرصت على تنوع الألبوم إرضاء لجمهور الأفراح والحفلات من جهة، ولمحبي الأغاني الحزينة والرومانسية من جهة أخرى.هل من الممكن أن تغني من كلمات مؤلف آخر؟ألبوم «ندمان» من كلماتي وألحاني، لكن لو وجدت كلمات جيدة وجديدة من تأليف زميل فلا مانع من غنائها، وفعلاً في ألبومين سابقين غنيت أعمالاً من تأليف آخرين. كل ما يعنيني أن أُقدم عملاً ناجحاً يصل إلى الجمهور.لماذا الحرص على تقديم ألبوم وليس أغنية منفردة؟لا أعترف بالأغنية المنفردة، وأرى أنها مخاطرة كبيرة، لأن الجمهور مختلف في ذوقه وما يحبه من ألوان الغناء. إذا قدمت أغنية منفردة رومانسية سيبتعد عنها من يريد شجناً أو من يستمع إلى الأيقاع السريع، وإذا قدمت أغنية شعبية سيبتعد كل هؤلاء أيضاً. من ثم، في الأحوال كافة سأخسر جزءاً من الجمهور الذي يريد نوعاً مختلفاً من الأغاني. هكذا يبقى الألبوم أفضل حل لإرضاء الأذواق كافة.صرحت سابقاً بأنك على استعداد لتقديم أغاني مهرجانات. ما صحة ذلك؟سأقدمها ولكن بشكل مختلف. الموسيقى الجيدة هي سبب نجاح هذه الأغاني، ولكن الخلاف على الكلمات السوقية التي تصاحب الموسيقى. لذا ساستخدم الموسيقى الجيدة مع كلمات أرقى وأفضل، ولو حدث ذلك ستحقق النجاح بكل تأكيد. ولكن حتى الآن لم أجد هذه التركيبة.
حال الفن
كيف ترى مسؤولية الدولة عما وصلنا له؟الدولة هي المسؤول الأول والأخير عما وصلنا إليه من تدنٍ وانحدار على المستويات كافة، وما ظهر أخيراً من كليبات وأغان خارجة، إذ لم تتحرك الأجهزة المعنية ضد من أهانوا الفن، أو في مواجهة قرصنة مجهود شركات وكيان كبير وانهيار صناعة كبيرة. وأجهزة الرقابة على المصنفات الفنية لا تعمل ولا دور لها في الفترة الأخيرة. كذلك تنظيم مهرجان غنائي دولي في المنطقة التي كانت لنا الريادة فيها مسؤولية الدولة بكل تأكيد، لكننا للأسف فقدنا مكانتنا بل أصبحنا موجودين بشكل سيئ ومُهين وما نسمعه في الخارج من فن مصري إهانة لكل فنان. على الدولة أن تهتم بالفن والثقافة وتعرف أهميتهما لتعزيز حضورنا في المنطقة العربية وأهمية الفن المصري كسفير لنا. ما دور النقابة في دعم المواهب الشابة؟النقابة كيان اعتباري، وما تملكه مال عام، ومن الصعب التصرف فيه، ودعم مواهب شابة أو الإنتاج لها. ولكنها تستطيع رعاية حفلات عامة لنجوم ومعهم مواهب شابة لتقديمها للجمهور. في السنوات الأخيرة الظروف كانت صعبة، وكان الحفاظ على النقابة وحل مشاكل الأعضاء لا يسمح لنا بتحقيق مثل هذه الاقتراحات.ماذا عن برامج اكتشاف المواهب؟الهدف منها الربح المادي من خلال التصويت والإعلانات ونسبة المشاهدة. أين الأصوات التي تخرجت فيها رغم جودتها، ورغم تألقها أثناء عرض البرنامج؟ أين اختفت، ولماذا لم يدعمها الصانعون؟ أرى أن هذه البرامج أضرت الأصوات الشابة، لأنها ببساطة صنعت نجماً لأشهر ثم تركته، لا هو نجم ولا مغمور، وعليه أن يبدأ المشوار مجدداً بمفرده بعدما عرف طعم النجاح والشهرة.ما هي مشكلة الحفلات العامة، خصوصاً في المحافظات؟تُسيطر على الحفلات العامة أسماء ترهنها بنجوم بعينهم وبأماكن مُحددة في الساحل والقرى السياحية لشريحة معينة من الجمهور تستطيع دفع ثمن التذكرة الباهظ. هي مصالح وتجارة، وبالتالي لا مجال للحديث عن حفلات عامة وضرورة ذهابنا إلى جمهورنا في المحافظات. ولكن إن ابتعدت هذه المافيا عن تنظيم الحفلات أو سمحت لغيرها بالحضور سنصل إلى جمهورنا في أي مكان.برنامج وتقديم
ماذا عن برنامج «رحلة عمري»؟انتهيت من تصوير برنامج بعنوان «رحلة عمري»، استعرض من خلاله رحلتي مع الفن ومشواري من التأليف إلى الغناء والتلحين و27 سنة من الجهد والنجاح، والآن أبحث عن قناة لعرضه، واختيار التوقيت المناسب له.هل من الممكن أن تخوض تجربة تقديم البرامج؟لا مانع من هذه الخطوة إذا كانت الفكرة جيدة ولها علاقة بالغناء ومجالي الذي أفهم فيه. بعد هذا العمر والمشوار الفني، أصبحت لا أهتم بالحضور والظهور لمجرد الظهور، فأقدِّم ما يُضيف إلي، وغير ذلك لا داع له.تجربة التمثيل
حول التمثيل يقول مصطفى كامل: «عُرض عليَّ عمل سينمائي، ولكني رفضت، لأني لم أجد نفسي فيه. لا أستعجل خوض التجربة إلا بالشكل الذي يرضيني ويُضيف إلي وإلى مشواري الفني، أما غير ذلك فأنا حاضر في الغناء والكتابة ولي نجاحي وتاريخي».