طالبت كوريا الشمالية، أمس، الولايات المتحدة بالاعتراف بها "قوة نووية" تمتلك سلاحاً "يضمن حفظ السلم في شبه الجزيرة الكورية من خلال ردع وقوع هجمات".وعدلت بيونغ يانغ من لهجتها غداة تهديدها واشنطن بـ"هدايا جديدة ورد كارثي" في حال تم فرض عقوبات جديدة عليها"، وقال رئيس الوفد الكوري الشمالي لـ"منتدى فلاديفوستوك الاقتصادي"، كيم يونغ جاي، إن الولايات المتحدة وحلفاءها منخرطون في حملة عدائية ضد كوريا الشمالية، لكن بيونغ يانغ لا تخيفها العقوبات.
وأضاف يونغ جاي، أن "على الولايات المتحدة أن تضع في اعتبارها بالتأكيد الوضع النووي لبلادنا".واتهمت بيونغ يانغ، كوريا الجنوبية واليابان بممارسة "سياسة قذرة" لما وصفته بـ"اختطاف اجتماع فلاديفوستوك الذي كان من المفترض أن يكون عن التنمية الاقتصادية".من جهته، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المنتدى الاقتصادي المنعقد في روسيا، عن اعتقاده بأن أزمة كوريا الشمالية لن تتصاعد إلى حرب نووية وتكهن بأن يسود المنطق السليم.لكن بوتين أشار إلى أنه يعتقد بأن القيادة في كوريا الشمالية تخشى من أن يعقب تجميد برنامجها النووي ما يرقى إلى "دعوة للمقبرة".
إذعان صيني
في غضون ذلك، أزالت الصين الغموض، الذي اكتنف موقفها تجاه فرض عقوبات جديدة على حليفها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لإرغامه على التخلي عن برنامج تسلحه النووي، وأعلنت أمس، أنها تقر بضرورة التحرك لأخذ مزيد من الإجراءات ضد بيونغ يانغ، التي تسببت لها بحرج دولي كبير بعد قيامها بتجربتها النووية السادسة والأقوى الأحد الماضي.لكن بكين، التي فتحت الطريق أمام مناقشة العقوبات التي يتوقع أن تكون خانقة قبل التصويت عليها الاثنين المقبل، شددت على ضرورة السعي في الوقت نفسه إلى مواصلة الحوار من أجل حل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية عبر السبل الدبلوماسية.واعتبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أن "العقوبات والحوار هما مفتاحا حل أزمة شبه الجزيرة الكورية"، وقال إن الصين ستدعم المزيد من القرارات التي ستصدر عن مجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الشمالية.وجاء إذعان الصين، التي سبق أن عارضت "نهجاً هداماً ومعرقلاً لمسار الحوار مع النظام في كوريا الشمالية"، بعد أن تعرضت لضغط وتلويح بفرض عقوبات اقتصادية من قبل واشنطن.ويمثل التغير في موقف بكين تجاه الزعيم الكوري، الذي لم يزرها منذ توليه السلطة قبل 6 سنوات تهديداً حقيقياً لبيونغ يانغ بإمكانية التعرض لعقوبات خانقة تشمل وقف إمدادات النفط والوقود الرئيسية ووقف صادرتها التي تستقبل الصين 90 في المئة منها، لكن من المستبعد أن توافق الصين على تمرير عقوبات في مجلس الأمن الدولي بهدف إسقاط النظام الشيوعي.في موازاة ذلك، أكد مسؤولون من كوريا الجنوبية أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تحدث مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، خلال اجتماع إقليمي في مدينة فلاديفوستوك بشرق روسيا واتفقا على إقناع الصين وروسيا بخفض إمدادات النفط لكوريا الشمالية بأكبر قدر ممكن.اجتماع أوروبي
من جانب آخر، عقد وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي اجتماعاً غير رسمي، في مدينة طالين عاصمة أستونيا بحضور مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد فيدريكا موغيريني.ورغم أن العقوبات التي فُرضت من قبل على كوريا الشمالية لم تؤت ثمارها حتى الآن إلا أن موغيريني دعت خلال الاجتماع إلى فرض مزيد من العقوبات.«ثاد» واحتجاجات
في غضون ذلك، ومع احتدام التوتر أقدمت كوريا الجنوبية في ساعة مبكرة، صباح أمس، على تركيب القاذفات الأربع المتبقية من نظام "ثاد" الأميركي المضاد للصواريخ على ساحة كانت ملعباً للغولف في جنوب البلاد.وقال مسؤولون، إن 30 شخصاً أصيبوا عندما فض 8000 من أفراد شرطة كوريا الجنوبية حصاراً شارك فيه حوالي 300 من أبناء القرى وأعضاء جماعات مدنية تعارض نشر نظام "ثاد".واستكمل مشاة البحرية الكورية الجنوبية تدريبات استمرت ثلاثة أيام أمس، تهدف إلى حماية جزرها الواقعة جنوبي الحدود مع كوريا الشمالية في حين من المقرر أن تستكمل القوات الجوية أسبوعاً من التدريبات اليوم. ووجهت الصين احتجاجاً آخر على نشر نظام "ثاد" أمس.