التوتر يعود لـ«بانه» الكردية ـ الإيرانية
أمن الحدود يقتل مختار المدينة وابن عمه و«الحرس» يواجه الاحتجاجات
عاد التوتر ليسود مدينة "بانه" في منطقة كردستان الإيرانية بعد تصريحات المتحدث باسم الشرطة العميد سعيد منتظر المهدي التي دافع فيها عن إطلاق النار على اثنين من أبناء المنطقة المتاخمة لإقليم كردستان العراق، الذي يستعد لإجراء استفتاء حول الاستقلال عن بغداد في 25 ستبمبر الجاري.وأكد بعض أهالي المنطقة لـ"الجريدة"، أن الوحدات الخاصة لـ"الحرس الثوري" حاصرت مديرية قسم المحافظة وأغلقت عدة طرق مؤدية للمديرية تحسباً من أعمال عنف في المدينة ذات الأغلبية الكردية عقب مقتل مختار "بانه" وابن عمه برصاص حرس الحدود الإيراني أثناء عبورهما مناطق حدودية.وأضاف الأهالي أن قوات الشرطة و"الحرس الثوري" اعتقلت عدداً من أبناء المنطقة، الذين حاولوا التجمهر أمام مديرية المحافظة ظهر أمس، وتم إطلاق سراحهم عصراً بعد تعهدهم بعدم التجمع مجدداً.
وساد التوتر "بانه" بعد مقتل اثنين من العتالين وجرح 5 آخرين من العمال، الذين يحملون البضائع على ظهورهم من منطقة كردستان العراقية ويعبرون بها إلى كردستان الإيرانية، اثر إطلاق حرس الحدود الإيراني النار عليهم يوم الثلاثاء الماضي. وتجمهر عدد كبير من أهالي مدينة "بانه" أمام مديرية قسم المحافظة مطالبين باستقالة مدير القسم والمحافظ.وأعلن مدعي عام المحافظة اعتقال الجنود، الذين أطلقوا النار للتحقيق معهم كي يهدئ الأمور، لكن تصريحات المتحدث باسم الشرطة، التي اتهم فيها الضحايا بعدم الامتثال لأوامر حرس الحدود في المنطقة الحساسة أثارت غضب أقرباء المقتولين مجدداً.وقال المتحدث باسم الشرطة، إن "الأجهزة الأمنية لن تتردد في إطلاق النار مجدداً على أي شخص يخترق الحدود ولا يمتثل لأوامر حرس الحدود بالتوقف"، رافضاً الربط بين الواقعة و"مشكلة العتالين" التي تشهدها المنطقة الحدودية.و"العتالون" إحدى المشاكل التي يواجهها حرس الحدود الإيراني في المنطقة منذ عدة سنوات، حيث اعتاد أبناء المنطقة تهريب البضائع من كردستان العراق إلى كردستان إيران وازداد عدد هؤلاء في الآونة الأخيرة بسبب البطالة والمشاكل الاقتصادية إلى درجة دفعت القوات الأمنية إلى التخوف من قيام بعض هؤلاء بتهريب الأسلحة لمجموعات معارضة داخل إيران، وقامت بالتصادم معهم واعتقال بعضهم ومصادرة حمولاتهم عدة مرات.غير أن طهران لم تتمكن من إغلاق الحدود كاملة أمام اعتماد الأهالي بشكل كبير على تلك التجارة، فلجأت إلى إصدار "رخص عتالين" في محاولة لتنظيم الانتقال عبر طرق وساعات محددة مقابل دفع رسوم، ولم يلتزم البعض بذلك، وتسبب في سقوط قتلى برصاص الحرس الإيراني.