حسن الخاتمة يا شيخ إسماعيل
إلى فضيلة الشيخ إسماعيل عبدالجواد، رحمه الله تعالى، أقول: اعْذر بليد إحساسٍ لم يفهم أن عناقاً حاراً سبقه عناقان، كانت هي لحظات الوداع والفراق، وكيف لي أن أعلم وما كان ليدور بخلد كبير العرافين أو عراب المتشائمين أن تأتيه فاجعة الموت بين يديه فتخطف سيد الرجال؟!يا عم ويابن العم: لا أقول فيك غير معلوم، فالكل يشهد أنك قهرت الصعاب، صغيراً تربيت على طاعة الله وعفة اللسان وجميل الأخلاق، وشاباً كافحت وضربت في الأرض متحدياً ضيق الحال بحثاً عن إثبات ذات حتى نلت المراد، وكبيراً خضت النزال غير آبه بسوء النوايا والضغائن متجاوزاً حبال المكائد، ومستبشراً بأفعال يتحاكى عنها الحاضر وفي مستقبلها تتداولها الأجيال، مستذكرة رجلاً ملهماً نادراً في العطاء والسخاء.يا والد أحمد ومحمد: مصابنا فيك جلل، فأبشر حتى إن لم يمهلك الأجل لتتأمل أو تعدد أو تفكر في حجم ما تركت من إنجاز، فأجره بلا ريب سيلاحقك أو لعله في انتظارك منذ أمد إلى جوار ربك ليجزيك سبحانه عنه خير الجزاء.
يا شيخنا الحاضر الغائب: في النفس التي عاشت وأنت بنظرها الهمام المقدام، تولدت غصة لا يداويها طول الأيام، وفي القلب، الذي فتح لك كل الأبواب، ظهر جرح شقه عميق لن يندمل مهما دام البعاد، وفي العين، التي ستظل تبكي فراقك المفاجئ السريع، ستبقى صورة وجهك الباسم المضيء مرسومة ما حييت، وفي العقل، الذي أسرته سعة صدرك مع حسن التدبير، ستبقى محفورة فيه ذكريات إنسان خلوق سخر حياته لينعم بها غيره.يا والد المروة والمصطفى: لن أخوض في الكثير لأنني مهما استرسلت فلن آتي بجديد، فحياتك كتاب مفتوح لا يخفى عن العدو والصديق شيء بين سطوره مدفون. لكنني سأكتفي بذكر حسن خاتمة تزامنت مع يوم مشهود ونسك معهود به يكتمل الدين، لتثبّت بها فؤادك وتلقى بها ربك، وتقر بها عين أهلك ويفرح لها أحبابك، وتوجع غريمك وتزلزل أركانه.أخيراً ليس لي إلا أن أعزي نفسي بقوله تعالى "إنا لله وإنا إليه راجعون".