الشيخ ناصر صباح الأحمد ومشاريع المستقبل
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
مراعاة التغير في سياسات الدول المتقدمة تجاه التحول بالكامل نحو الطاقات المتجددة واعتماد الاتحاد الأوروبي عام ٢٠٤٠ موعداً لتخارج شركات صناعة السيارات مع مشتقات النفط بعد النجاح الكبير في استخدام الطاقة الكهربائية كبديل آمن وصديق للبيئة والكفاءة التي صاحبت صناعة السيارات الكهربائية وتشغيل القطارات عالية، ناهيك أنه قد بدأت بالفعل المراحل التجريبية للطيران التجاري. كل هذا يضع موضوع تطوير الجزر أمام تحدّ كبير، فالقضية لم تعد تدور حول إيجاد مورد بديل للنفط، فالعالم سيشهد هذا التحول، وسينحصر استخدام البترول، كما حدث مع الفحم، في غضون السنوات القليلة القادمة، وربما قبل عام ٢٠٤٠، ولأجل ذلك لا بد من مشروع الجزر محاكاة المستقبل بأدق التفاصيل، وأن يتبنى تطبيق الطاقات البديلة، ويسعى إلى توفير حاجة الكويت من الكهرباء بالكامل إلى جانب كونه مشروعا تنمويا اقتصاديا متكاملا تراعى فيه كل احتياجات المستثمر العالمي. المنافسة التجارية التي تشهدها المنطقة حامية، لكن موقع الكويت الجغرافي سيمكنها من المنافسة ويعطيها الأفضلية متى ما استثمرت علاقاتها السياسية والتاريخية بشكل يسمح بعودة الثقة للمستثمر العالمي والإقليمي والمحلي، خصوصاً مع اندثار التنظيمات الإرهابية، مما يسمح بمشاريع إعادة البناء المقبلة في العراق وسورية. نأمل أن يكون مشروع تطوير الجزر الكويتية واقعاً نعيشه على الأرض لا كلمات على الورق، وإن طال تنفيذه، لكن كما يقول المثل «كل تأخيرة وفيها خيرة»، حيث يمكن استثمار هذا التأخير بالمراجعة والنظر إلى ما هو قائم من مشاريع بالمنطقة، والعمل على تلافي العيوب، ومن ثم صناعة الفارق، فالكويت كانت وستظل عروس الخليج. ودمتم سالمين.