بعض الناس للأسف لا يثمنون كلامهم، و"لسانهم متبري منهم"، فيتلفظون الكلمة "الشينة قبل الزينة"، متناسين وصية حبيبنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وهو القائل: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فيقل خيراً أو ليصمت".

لذا يجب على الإنسان أن يفكر قبل أن يتكلم مع الناس، وإذا لم يصن لسانه فإنه قد يتهور وتصدر منه كلمات جارحة تؤذي الآخرين وتؤدي إلى حصول شجار أو زعل وقطيعة.

Ad

وقد سأل رجل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن فلانة تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال عليه الصلاة والسلام: "هي في النار".

ديننا الإسلامي حث على الجار ومراعاة حقوقه وإكرامه وعدم أذيته، وفي زمن الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، حدث الموقف التالي:

يقوم أحد الجيران عامداً متعمداً بأذية جاره، يعظه الناس فلا يزداد إلا أذى، ويذهب الجار يشتكيه عند رسول الله، والرسول يصرفه بادئ ذي بدء، ويقول: اذهب واصبر، فأتاه مرتين وثلاثاً، اذهب واصبر، وفي ذلك فرصة للجار المؤذي ليقلع عن سلوكه السيئ، فلما لم ينته، استخدم الرسول عليه الصلاة والسلام وسيلة تربوية فعالة إنها "عوامل الضغط الاجتماعي"، ليكون التوجيه العملي من قبل المجتمع، وهو أبلغ أثرا، فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام للجار الذي اشتكى: اذهب فضع متاعك على ظهر الطريق (قارعته).

فوضعه، فجعل الناس يمرون عليه ويسألونه؟ فيخبرهم خبر جاره، ومبلغ أذاه، فجعلوا يلعنونه، فجاء الجار المؤذي المشتكى منه إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، وقال: يارسول الله: لقد لقيت من الناس.

قال: وما لقيت منهم؟

قال: يلعنونني.

قال: لقد لعنك الله قبل الناس.

قال: إني لا أعود.

فأرسل للذي شكاه وقاله له: ارفع متاعك قد كفيت.

هذا الرجل المؤذي لجاره صار حديث الشارع، وأخذ الناس يلعنونه ويتحاشونه، ولا يجالسونه خوفا من لسانه الجارح، وصار منبوذا أو معزولا وحيدا مكروهاً من الجيران.

وبعد أن عاد إلى رشده ذهب إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، معلناً توبته وندمه، قائلاً: "إني لا أعود".

* آخر المقال:

اقرأ واتعظ:

"الكلمة تقرب وتبعد"