صورة لها تاريخ : قصيدة «الخلوج» أثارت حمية «العقيلات» فتجمعوا واسترجعوا القصيم من بن رشيد

نشر في 08-09-2017
آخر تحديث 08-09-2017 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
شرحنا في المقال السابق سبب تسمية العقيلات بهذا الاسم، واليوم نستعرض في مقالنا الدور السياسي والعسكري للعقيلات في دعم الاستقرار بمنطقة نجد.

يقول الأستاذ عبداللطيف الوهيبي في كتابه "العقيلات مآثر الآباء والأجداد على ظهور الإبل والجياد"، إن منطقة القصيم كانت من أقوى من دعم دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، بل إن أمير القصيم، حجيلان بن حمد، غزا حائل عام 1202هـ، باسم الدعوة، وتوسع في غزواته، حتى وصل إلى "الحماد" في سورية، وغيرها، واستمر على ذلك، حتى سقوط الدولة السعودية الأولى.

وكان الملك عبدالعزيز يدرك قوة العقيلات، وضرورة كسبهم إلى جانبه، وعندما علم بأنهم اجتمعوا في الكويت عام 1319هـ وقرروا العمل على استرجاع القصيم من ابن رشيد أرسل لهم رسالة تأييد وتشجيع، ثم التقى بهم تحت قيادة صالح الحسن المهنا، قرب الزلفي، وكان لقصيدة "الخلوج"، للشاعر محمد العوني، دور كبير في شحذ الهمم وإثارة المشاعر.

وبعد غزوات ومعارك صغيرة خارج القصيم، تمكن العقيلات من دخول عنيزة وبريدة في محرم 1322هـ، وطردوا منها قوات ابن رشيد، وذلك قبل شهرين من معركة البكيرية الشهيرة، التي انتصر فيها الملك عبدالعزيز على ابن رشيد وحلفائه الأتراك.

وقصة قصيدة "الخلوج" معروفة، وهي باختصار قصيدة نظمها العوني عندما كان بالكويت أيام الشيخ مبارك الصباح، يخاطب فيها "أولاد علي"، وهي النخوة المعروفة للعقيلات من أهل القصيم، والتي جاء مطلعها كما يلي:

خلوج تجذ القلب بَعْلا اعوالها ​​تكسر بعبرات تحطم اسهالها

تهيض مفجوع الضماير بحسها ​​إلى طوحت صوت تزيد اهجالها

ثم في منتصف القصيدة يقول:

أولاد علي اليوم ذا وقت نفعكم ​​لا رحم أبو نفس اتتاجر بمالها

أولاد علي اليوم ما هو بباكر ​​تقدموا بعزم الليث خلوا رزالها

وهذه القصيدة الطويلة كانت سبباً أساسياً في التفاف العقيلات الذين كانوا بالكويت والشام حينها والتكاتف والاجتماع تحت راية واحدة، لاسترجاع القصيم من قبضة ابن رشيد.

والعقيلات، رغم أنهم ليسوا من أصل واحد، لكنهم كانوا يداً واحدة مع أمرائهم، يحسب حسابهم، وينظر إليهم بعين التوقير والاحترام. لذلك، حرص الملك عبدالعزيز على التزاوج معهم، فتزوج من لولوة بنت صالح الدخيل عام 1322هـ، وهي ابنة أخ العقيلي الشهير جارالله بن دخيل، الذي كان ممثلاً لابن رشيد في بغداد، وكسبه الملك عبدالعزيز إلى جانبه بعد ذلك. كما تزوج أيضاً هيا بنت الأمير حسن المهنا، وأخت صالح الحسن المهنا، لكنه طلقها ولم ينجب منها. وآل مهنا أبا الخيل تقلدوا إمارة بريدة فترة من الزمن، ولهم قصة تاريخية في الهروب من سجن ابن رشيد في حائل واللجوء إلى الكويت. وتزوج الملك عبدالعزيز كذلك من هيلة بنت صالح الربدي، وأنجب منها ولداً توفي وهو صغير، ثم تزوج من نورة بنت حسن بن سليمان ولم ينجب منها، وهذه العائلات كلها من كبرى عائلات العقيلات.

في المقال المقبل سنتحدث عن عائلات أخرى من عائلات العقيلات، وسنشير إلى ما تميز به رجالها وأعلامها.

back to top