عقد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس في البيت الأبيض مؤتمراً صحافياً، أعرب فيه صاحب السمو عن سروره بوجوده في واشنطن، هذه المدينة العريقة «تلبية للدعوة الكريمة التي وجهها لي الصديق الرئيس دونالد ترامب».

وصرح سموه خلال المؤتمر: «أود بداية أن أجدد التعبير عن خالص تعازينا، وصادق مواساتنا الى الرئيس وإلى الشعب الاميركي الصديق في ضحايا اعصار هارفي الذي ضرب ولاية تكساس، وبالغ التأثر لما نتج عنه من خسائر بشرية وتدمير كبير للمرافق العامة والممتلكات، ونجدد هنا وقوفنا مع الاصدقاء في الولايات المتحدة الاميركية ازاء ذلك، كما ندعو الله ان يجنب المدن اية اعاصير اخرى».

Ad

مباحثات شاملة

وأضاف سموه: «لقد اجرينا مباحثات معمقة وشاملة عكست عمق علاقاتنا الثنائية والتاريخية والمتطورة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بما يحقق المنافع المتبادلة لبلدينا وشعبينا الصديقين، وأشيد هنا بما لمسناه من التزام الولايات المتحدة بأمن الكويت».

وأشار سموه إلى أنه «في إطار هذه العلاقات فإننا نستذكر بكل التقدير والعرفان الدور البارز والمشرف للولايات المتحدة الأميركية عندما تولت باقتدار قيادة التحالف الدولي الذي حرر بلادي من براثن الغزو العراقي الغاشم، وأعاد لها حريتها، وستظل هذ الذكرى ماثلة وإلى الأبد في وجدان أبناء الشعب الكويتي».

وتابع: «انطلاقاً من العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا فقد ناقشنا الوضع في المنطقة وفي مقدمة ذلك الخلاف المؤسف بين الأشقاء في الخليج وجهودنا لتطويقه، وما حظينا به من دعم دولي لهذه الجهود، كما ناقشنا جهودنا المشتركة وبالتعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله، وأود أن أشيد في هذا الصدد بالدور البارز الذي تقوم به الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، ولاسيما ما تحقق مؤخرا من انتصارات عليه».

وأوضح سموه: «كما تطرقنا إلى الوضع في العراق وإلى الأوضاع المأساوية في كل من سورية واليمن وليبيا، وأكدنا على ضرورة وضع حد للاقتتال الدائر هناك عبر الحوار بين الأطراف المتنازعة، وأكدنا ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، اللذين يمثل استمرار تلك الصراعات تهديدا مباشرا لهما، ولقد أكدت للرئيس ضرورة التحرك الدولي بشكل فعال لوضع حد لمعاناة المسلمين في ميانمار».

وحول القضية الفلسطينية، قال سموه «أشدنا بجهود الولايات المتحدة التي قامت بها مؤخرا لتحريك عملية السلام وأكدنا ضرورة تضافر الجهود وصولا إلى حل شامل ودائم لهذه القضية على أساس حل الدولتين، ووفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ومرة أخرى اشكر الرئيس على دعوته الكريمة لنا وعلى كرم الضيافة متطلعين إلى الالتقاء به في الكويت لمواصلة مساعينا في توطيد علاقاتنا وشراكتنا الاستراتيجية بما يعود بالمصلحة على بلدينا وشعبينا الصديقين».

تجاوز الأزمة الخليجية

وأكد صاحب السمو، الإيمان والثقة بقدرة وحكمة القادة والرؤساء على تجاوز الأزمة الخليجية، موضحاً سموه أن دولة قطر مستعدة لتلبية المطالب الـ13، والتحدث على الطاولة مع الجميع في ما يتعلق بالخلافات مع الأطراف الخليجية.

وأعرب سموه، عن ثقته بـ «حكمة إخواننا في الخليج»، التي تجعلهم أكثر تقديرا لتطورات الوضع الذي تمر فيه المنطقة، لاسيما في سورية والعراق وليبيا.

وأكد سمو أمير البلاد أن الأمل في حل الازمة الخليجية مازال قائما، «ولم ينته بعد»، مضيفا أن البنود الـ13 ليست مقبولة جميعا، الا ان الحل في «الجلوس مع بعضنا البعض»، والاستماع للنقاط التي تضر المنطقة ومصالح أصدقائنا الآخرين.

وأوضح سموه أن قسما كبيرا من هذه المطالب سيحل، مستدركاً «أن كل ما يمس امور السيادة غير مقبول لدينا».

وأكد سموه تلقيه رسالة جوابية قطرية تؤكد الاستعداد لبحث المطالب، مشددا سموه على ضرورة التماسك وتناسي الخلافات الخليجية.

وأعرب سموه عن الأمل في الاسهام في حل الازمة الخليجية، وعودة «الامور الى نصابها».

وقال سمو الأمير إن الكويت ضامنة بالضغط على قطر، معربا عن الثقة والقدرة على تفادي تحليق قطر «خارج السرب» الخليجي.

وفي سياق آخر، ثمّن سمو أمير البلاد التزام الولايات المتحدة بأمن وحماية الكويت، مؤكدا عمق العلاقات الثنائية المتجذرة على مختلف المستويات والأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.

شراكة عميقة

من جهته، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، عن سعادته وتشرفه باستقبال سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد في البيت الابيض.

وقال الرئيس ترامب، في مؤتمر صحافي مشترك مع سمو الأمير عقب انتهاء اجتماعهما الرسمي: «نحن نتشارك بعلاقة وشراكة عميقة جدا في الذكرى الـ27 لغزو الكويت، التي نتذكرها جميعا»، معرباً عن فخر الولايات المتحدة بمساهمتها في تحرير الكويت «وللصداقة التي بنيناها مع بعضنا في تلك الأعوام».

وأشاد ترامب بمساهمة الكويت الكبيرة من أجل استقرار المنطقة، فضلاً عن دور سمو الأمير «كقائد إنساني»، لافتاً إلى أن «الكويت لعبت دوراً مهماً في مكافحة الإرهاب في مختلف الميادين، لاسيما في قطع التمويل عن الجماعات الإرهابية»، فضلاً عن دورها المهم في محاربة الايديولوجيات المتطرفة بالمنطقة.

وعبر عن شكره لسمو أمير البلاد لدوره القيادي والأساسي في التعامل مع العديد من القضايا، لاسيما في مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً الأهمية الكبيرة للتعاون الأمني بين الكويت والولايات المتحدة، وفي هذا الصدد فإن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) يوسع تعاونه مع الحكومة الكويتية في مكافحة الإرهاب.

الكويت القائدة

وحول الأزمة الخليجية، أكد ترامب أن «الكويت هي القائد في هذا الحل، ونحن نعتمد عليها، وأنا أقدر وأحترم وساطتها، ومستعد لأن أكون في تلك الوساطة»، آملاً أن تحل هذه الازمة «ونؤكد التزامنا بإعلان الرياض فيما يتعلق بمحاربة الارهاب».

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد أن «الجانبين الاميركي والكويتي حققا تقدما كبيرا على الصعيد الاستثماري، وسيتم التوقيع في المستقبل القريب على اتفاقيات لتطبيق القوانين الجمركية»، مشيراً إلى أنه خلال زيارته الاخيرة للمملكة العربية السعودية طلب إليه سمو أمير الكويت عقد صفقة لشراء طائرات حربية من نوع (اف 18)، مبيناً أنه أصدر أمر تخويل لهذه العملية.

وبينما أكد ترامب أهمية الاستثمارات الكويتية «الكبيرة» في الولايات المتحدة، والتي تعود بالفائدة على الجانبين، لفت الى ان البلدين وقعا مذكرة تفاهم لتعميق العمل التعليمي والثقافي وتعزيز اللغة الإنكليزية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تقدر عاليا الصداقة مع الكويت «وننظر الى تعميق تلك الصداقة».

تحقيق السلام

وحول الوضع في الشرق الأوسط، اعتبر ترامب ان هناك فرصة لتحقيق السلام من خلال الجهود الاميركية الجارية لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، معربا عن اعتقاده بأن «هناك فرصة لتحقيق السلام... وسنبذل أقصى جهودنا، وأعتقد ان العلاقات التي لدينا مع الطرفين يمكن ان تساعدنا في تحقيق ذلك».

وحول الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية، قال الرئيس الأميركي ان «الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية الاخيرة أمر ممكن، لكنه ليس حتميا»، مفضلاً تجنبه في الوقت الحالي.

وأوضح أن «التحرك العسكري سيكون بالتأكيد خيارا، الا انه من الجيد التوصل الى خيار آخر»، مشددا على أنه «اذا وصل الامر الى الخيار العسكري فسيكون يوما حزينا جدا لكوريا الشمالية».

ترامب: الكويت قائدة حل الأزمة الخليجية ومستعدون للوساطة

• طلبَت صفقة شراء طائرات «إف 18» وأصدرنا أمر تخويل بشأنها

• لعبَت دوراً مهماً في محاربة الأيديولوجيات المتطرفة بالمنطقة

• وقعنا معها مذكرة تفاهم لتعميق التعاون التعليمي والثقافي