التحول الرقمي حقيقة واقعة، وهو يحدث في عالم اليوم – وتولي معلوماتنا في صناعة التجزئة نظرة ثاقبة بقدر أكبر إلى حالة الانتقال هذه، ومن المؤكد أن هذه ليست الأوقات السهلة لأن تكون بائع تجزئة. كما أن الاضطرابات الرقمية الجارية تفرض تغيراً تحويلياً ليس في ابتكار نموذج العمل فقط، بل في استثمارات التقنية أيضاً من أجل الحفاظ على العلاقة اللائقة في نظر العملاء.وينتشر التغيير على نطاق واسع. وخلال النصف الأول من العام الحالي وحده استمرت شركة "أمازون" في ريادة المتاجر الرقمية، كما أنها اشترت "هول فوودز".
وفي أماكن أخرى عززت شركة "علي بابا" الصينية الرئيسية للتجارة الإلكترونية علاقاتها مع مجموعة "صننغ كوميرس" من أجل خلق متاجر "كلاود" داخل المتجرن وكشفت عن خطط تفصيلية ركزت على تكامل التسوق "أون لاين" و"أوف لاين" وإرسال جوانب لوجستية عبر سلسلة قيمة واحدة.وفي غضون ذلك، يشير بحث صدر عن كريدي سويس إلى أن أكثر من 8000 متجر سوف تغلق أبوابها في هذه السنةن وعزت ذلك إلى انتشار التجارة الإلكترونية.وتظهر معلوماتنا وجود الكثير مما نستطيع تعلمه من باعة التجزئة في الشرق الأقصى حول استراتيجيات اتباع الابتكار الرقمي. ويعتبر التحول الرقمي ظاهرة عالمية تهدف إلى البقاء والاستمرار. كما تظهر أحدث دراسة أن الميزة الاستراتيجية تتوجه نحو الشرق وتقودها هونغ كونغ حيث اتبعت نسبة تصل إلى 73 في المئة من باعة التجزئة استراتيجية التحول الرقمي الرسمي مقارنة مع 44 في المئة فقط في الولايات المتحدة و33 في المئة ليس لديهم خطط على الإطلاق.ويتعين على صناعة التجزئة إعادة التفكير في تجربة العملاء واستخدام تقنيات ابتكار جديدة من أجل معالجة "الانقسام الرقمي" بين التجارب الرقمية والمادية من قبل الشراء وخلاله وبعده.كما يتعين على باعة التجزئة تحقيق فعالية تشغيلية وتحسين الحركة من دون التأثير على خدمة العملاء، ويتوجب على المتاجر التكيف مع ظهور أقنية توزيع بديلة واستخدام التحسينات في التجارة الإلكترونية وفعالية سلاسل الإمداد وترويج التسويق المدفوع بالمعلومات.ويعمد المتسوقون في أغلب الأحيان إلى التخلي عن الشراء بسبب عدم كفاءة خطوط الدفع أو صعوبة العمليات "أون لاين". وبالمثل، فإن المبيعات سوف تتأثر سلباً إذا لم يتمكن موظف المتجر من التحقق من سعر السلع أو موجودات المخزن من دون مغادرة مكان عمله. كما أن القدرة على خدمة الزبائن في الممرات تعطي البائع المزيد من الفرص لتقديم توصيات حول المنتجات وتوفير خدمة شخصية بصورة أفضل.وسوف تكون التجارب، وليس السعر، ساحة المواجهة في المستقبل. ولنتخيل من جديد مستقبل متجر التجزئة. وتظهر ممعلوماتنا أن 59 في المئة من باعة التجزئة قد أولوا قيمة عالية لعملية إعادة تنشيط مبادرات متجر التجزئة. ويرى باعة التجزئة الأذكياء الآن وأكثر من أي وقت مضى قيمة خلق تجربة تسوق واسعة عبر أقنية مادية ورقمية لتلبية احتياجات المتسوقين. وتشمل الجوانب الحتمية التحويلية الرئيسية التي اعتمدها القادة الرقميون ما يلي:* يستخدم 39 في المئة نمو معلومات العملاء من أجل الحصول على مزيد من الخبرة المقارنة.* 36 في المئة من متجر التجزئة في المستقبل رقمي (مثل غرف قياس الملابس الرقمية والمساعدين الافتراضيين وغير ذلك).* 32 في المئة من المتاجر تعتمد تطبيقات موبايل من أجل جسر طلبات العملاء "أون لاين" وفي المتجر.يتعين على متجر المستقبل خلق تجربة عميقة فريدة للعملاء من خلال خبرة تسوق شخصية تقوم على نظرة ثاقبة تتعلق بسلوك ونوايا العميل. وفي وسع باعة التجزئة استخدام المعلومات لإجراء محادثات وتحسين خدمة العملاء ومن ثم النأي بأنفسهم عن نطاق المنافسة.
دور الذكاء الاصطناعي
أصبحت التقنية بازدياد مهمة بالنسبة إلى كيفية تفاعل الأفراد مع العالم من حولهم. وهي تنقل مركز الجاذبية من الشركات إلى الأفراد بطريقة غير مسبوقة. ويشكل الاهتمام بطرق المستهلكين المفضلة في تلقي المعلومات وتوفير استراتيجية مشاركة فريدة جزءاً مهماً من اقتراح القيمة الاستراتيجية والفوارق التنافسية لباعة التجزئة.ويأخذ إنترنت الأشياء في التجزئة شكل أجهزة استشعار وتواصل وعرض رقمي. وتشهد هذه الصناعة زيادة سريعة في الاهتمام بالحلول الرقمية الرمزية التي يمكن استخدامها على شكل منصة مشاركة رقمية تتجاوز قدرات العروض الثابتة بغية اعتماد تقنيات أكثر حداثة مثل "كلاود" والارتباط والمعلومات الكبيرة.وتؤدي الرغبة في نيل وتحليل الأشكال الجديدة من المعلومات دوراً قوياً في تحسين الابتكار الرقمي من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم عبر الآلة. ونظراً إلى أن عالم "ما يمكن معرفته" يتوسع، فإن تقنيات تعلم الآلة الجديدة تساعدنا في رؤية آفاق أعمق وأبعد لتحسين اتخاذ قرارات العمل.ويتمثل الهدف في استخدام نماذج تمكن التطبيق من "الفهم" والتكيف على أساس تشكيلة من الظروف، ويمكن هذا بدوره باعة التجزئة من خلق المزيد من تفاعلات الذكاء، التي تتطلب رؤية أتمتة إزاء معلومات غير هيكلية مع تحليلات مترابطة. وتعطي الأجهزة المترابطة وأجهزة الاستشعار باعة التجزئة صورة أكثر كمالاً حول سلوك المستهلك في المتجر بغية رفع مستوى التسويق إلى الحد الأقصى من خلال عمليات تتمثل في رصد حركة العميل ورفع معدلات الجهاز العامل وقياس الاهتمام بنوافذ العرض.واستخدام الواقعية الافتراضية والزائدة في مجموعة من الأشكال المادية والرقمية توشك أيضاً أن تغير مستقبل التجزئة. وهي توفر لباعة التجزئة فرصة تحويل تجارب التسوق بما في ذلك اختيار المنتجات ورفع مستوى خدمة العميل كما تخلق تجربة عملاء فارقة وشخصية. لقد مرت صناعة التجزئة بالعديد من التحولات – كان البعض منها طوعياً والبعض الآخر غير طوعي– وكان عليها أن تتكيف بسرعة مع تأثيرات التغير التقني ربما بشكل أكثر من أي خط آخر. ولكن في عالم يكثر فيه الحديث حول تجربة قرينية يتعين علينا البدء بالعمل من أجل المستقبل.