في البداية أخبرنا عن نفسك.أنا روائي وسيناريست وصحافي ومعد برامج إذاعية وتلفزيونية. تخرجت في كلية آداب إعلام شعبة صحافة عام 2005، وعملت بعد التخرج في صحف عدة ومواقع إلكترونية إلى جانب الإعداد البرامجي مثل «الناس وأنا» للفنان حسين فهمي و«فهمي فهمك» للفنان أحمد فهمي على إذاعة «ميغا إف إم» و«خليك مكاني» لبشرى على «نغم إف إم»، وغيرها من برامج.
متى بدأت الكتابة للسينما؟راودني هذا الحلم منذ الدراسة بل الطفولة. كانت لدي موهبة الكتابة ونمّتها والدتي لديّ من خلال شراء القصص المصورة والقصص البسيطة ثم سلاسل مصرية للجيب، حتى دخلت مرحلة القراءة لفطاحل الأدب، ثم راودتني الكتابة الروائية التي أصبحت أسهل بعد ثورة 25 يناير بسبب وجود دور النشر الشبابية التي تتيح النشر بسهولة، واستمر حلم الكتابة السينمائية لديّ لكن كان صعباً للغاية.ما الصعوبات التي واجهتك ككاتب سينمائي في بدايتك؟تظل آفة الوسط السينمائي التي تواجه الكتّاب الشباب الشللية. رغم عملي كصحافي في مجال الفن من 2005 حتى 2016 أي نحو 11 عاماً جمعتني خلالها صداقة بنجوم ومنتجين كثيرين فإن هذه الصداقة لم تساعدني في الوصول إليهم بسهولة، وكأن ثمة حاجزاً خفياً بين صانعي العمل السينمائي والكتّاب الشباب. دفعني ذلك إلى المشاركة في ورشة كتابة السيناريو مع السيناريست محمد دياب وعمرو سلامة بعنوان «الأفلامجية»، وكتبت بعدها من 2009 إلى 2012 أربعة أفلام، وعلى مدار ثلاث سنوات ذهبت إلى منتجين كثيرين منهم من شكر في السيناريوهات ولكنه لم يتحمّس لتحويلها إلى أفلام، فيما كان سيتم التعاقد على أحدها فعلاً مع شركة «نيوسنشري» ليقدمه النجم أحمد عز بعنوان «تيستروجين»، ولكنه توقّف في اللحظات الأخيرة فحوّلته إلى رواية.ماذا فعلت عندما واجهتك هذه الصعوبات في الكتابة للسينما؟وجدت أن ثمة تفاصيل وعناصر ليست في يد كاتب السيناريو، فاتجهت إلى مصطلح جديد لأول مرة يظهر في مصر وهو «الأفلام المقروءة» عام 2012، وبدأت أحوِّل السيناريوهات التي كتبتها إلى أعمال روائية مقروءة، إذ بحثت عن نافذة مختلفة أوصل بها أفكاري وحققت نجاحاً كبيراً وصنعت لي قاعدة عريضة مع الجمهور وطبعت نسخاً عدة لفتت نظر كثير من الأسماء الرنانة في المجال الأدبي، ونشرت من 2012 حتى العام الجاري أربع روايات.كيف جاءت خطوة السينما من خلال «ليل داخلي»؟جاءت مصادفة. تجمعني صداقة بالمخرج حسام الجوهري وعملنا عامي 2014 و2015 على مشروع سينمائي ينتمي إلى نوعية الإثارة والتشويق ثم توقف لمشكلات إنتاجية تتعلق بالسيولة والتمويل لكن خرجنا بصداقة قوية. وفي 2016 اتصل المنتج أشرف تادرس بالمخرج حسام الجوهري وقال له إن لديه فكرة فيلم ويريد أن ينصحه بسيناريست جيد لكتابتها فرشحني له.هل كانت لديك مشكلة أن يكون فيلمك الأول ليس من بنات أفكارك؟لم تكن لدي أية مشكلة فكبار كتّاب السيناريو كتبوا أفكاراً لم تكن لهم وحققوا نجاحات كبيرة. بالنسبة إليّ، لن أوافق على كتابة فكرة إلا إذا كانت متوافقة مع أفكاري وقناعاتي، فإن لم أكن مقتنعاً بها لا أكتبها. لكن الفكرة كانت شيقة وبحكم ارتباطي بالوسط الفني ومعرفة كواليسه أضفت تفاصيلي إليها ووقعنا العقد سريعاً.زادت مراحل إنتاج الفيلم عن سنة. لماذا تأخر هذه المدة كلها؟بطبيعة الحال، الإنتاج في مصر لا يتم بين يوم وليلة حتى مع كبار المنتجين. ثمة فترة تحضير وما بعد التصوير من مونتاج ومكساج، بالإضافة إلى ارتباطات الفنانين بأعمال أخرى وانتظار المنتج دوره في عملية التوزيع، وكلها أمور لا يد لنا بها.ماذا عن علاقتك ببشرى؟تدعمني بشرى منذ عملي في الصحافة وقبل بداية الكتابة، وحضرت لي حفلات توقيع ودعمتني كثيراً. في ما يتعلق بالفيلم، حين اتفقنا على الفكرة رشحت بشرى منذ البداية وكان لحسن الحظ التفكير نفسه من المخرج إذ أراد أن يتعاون معها في عمل إثارة وتشويق، وحين عرضنا الفكرة على المنتج لاقت ترحاباً كبيراً، ومن الجلسة الأولى وافقت بشرى.
رقابة وإيرادات
ألم تتخوفوا من مناقشة فكرة خبايا الإنتاج السينمائي؟كانت مخاطرة بالتأكيد. ليس من السهل أن ينتج أحد هذا العمل لأنه سيجلب عليه العداوات، ومن يرى في نفسه هذه الخبايا لن يرحب بوجود هذا العمل. ولكن كان لدينا قدر من الجنون والمغامرة لإنتاج الفيلم.ما الصعوبات التي واجهتكم أثناء إنتاج الفيلم؟لم تكن كبيرة. واجهنا بعض الصعوبات عند المناقشة مع هيئة الرقابة على المصنفات الفنية التي اعترضت على النهاية وطلبت تغييرها. في النهاية، ليس بأيدينا أن نقف إزاء الرقابة، وكان لدينا القدر الكافي من المرونة لتقديم نهاية أخرى بديلة وفيها ابتكار وتجديد واستمر إبداعنا معنا، وخرج الفيلم بشكل يرضينا.ماذا عن ردود الفعل حول الفيلم، وهل تحسبها بالإيرادات؟صفق الحضور في العرض الخاص بطريقة غير متوقعة، وكانت ردود الفعل بالنسبة إلي رائعة فضلاً عن التعليقات الإيجابية من خلال «فيسبوك» والثناء على العمل، كذلك المقالات التي أرضت طموحنا وكانت مصدر فخر لنا. هذه الأمور تهمنا أكثر من الإيرادات التي تتحكم فيها عوامل أخرى كحجم الدعاية والموسم الذي يعرض فيه الفيلم.محصلة وجديد
حول المحصلة التي خرج بها من تجربته «ليل داخلي» يقول شريف عبد الهادي: «خرجت من التجربة بأن أهم عنصر فيها هو المنتج، وأن من يخوض الإنتاج خلال هذه الفترة يعد بطلاً». أما حول جديده فيذكر: «أعمل على تحويل أحد الأعمال الأدبية لفيلم سينمائي تؤدي بطولته الفنانة بشرى وسنعلن عن التجربة قريباً».