على وقع الموسيقى العسكرية ونشيد الموت دخلت جثامين العسكريين القتلى العشرة إلى وزارة الدفاع في اليرزة، حيث أقيم احتفال رسمي مهيب تكريماً لهم، بحضور رسمي تقدمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزف عون. وقلد الرئيس عون العسكريين أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري، وقال: «أعلنكم شهداء ساحة الشرف لأن بشهادتكم تكبر الأوسمة ويكبر الوطن».
وتوجه إلى الأهالي قائلاً: «عهدي لكم أن دماء أبنائكم أمانة لدينا حتى تحقيق الأهداف، التي استشهدوا من أجلها، وحتى جلاء كل الحقائق».
قائد الجيش
في السياق، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون من وزارة الدفاع، أمس، أن الجيش اللبناني سينتشر على طول الحدود الشرقية بأكملها مع سورية وسيظل هناك بعد أن استعاد في الآونة الأخيرة السيطرة على مناطق من مقاتلي تنظيم «داعش»، معتبراً أن «وحدة أراضي لبنان يصونها الجيش وحده وشهداؤه، والنصر على الإرهاب آت لا محالة».وقال: «أيها الشهداء فرحتنا بالانتصار على الإرهاب تبقى حزينة، فقد كنا نأمل تحريركم سالمين لكن يد الإرهاب الوحشي وضعتكم شهداء أجلاء. سنبقى مرفوعي الرأس بكم لأنكم أول المضحين في هذه المعركة. أيها الجنود الأبطال أطلقت عملية فجر الجرود وتحققت أهدافها».وأضاف: «كانت المعركة نظيفة وبطولية، سنوات الانتظار كانت ثقيلة ولكنكم لم تفقدوا ثقتكم بالمؤسسات العسكرية ولا تزال أمامنا تضحيات كبيرة، ومن الآن وصاعداً سينتشر الجيش على الحدود الشرقية. ورد الجيش مستقبلاً سيكون هو نفسه لكل من يتعرض للسلم الأهلي والعيش المشترك، والجيش سيكون في أعلى جهوزية للدفاع عن الوطن».وشدد قائد الجيش على أن «القرار السيادي كان موجوداً في معركة «فجر الجرود» وحصلنا على دعم الرؤساء الثلاثة، والرئيس نبيه بري كان يؤازر المؤسسة العسكرية التي يقول، إنها دائماً على حق».ثم انتقلت مواكب الجثامين باتجاه البلدات، كلٌّ إلى مسقط رأسه، ليواروا الثرى، ولتنتهي بذلك رحلة غياب استمرت ثلاث سنوات، ورحلة عذاب عاشها الأهالي على وقع الانتظار والأمل. وفي «طريق العودة» مرّت الجثامين في ساحة رياض الصلح – بيروت، واستقبلت المواكب بنثر الورود والأرز والدموع والزغاريد.بعد ذلك، توّزعت جثامين القتلى على أكثر من منطقة لبنانية، 5 إلى البقاع هم مصطفى وهبة، عباس مدلج، زيد المصري، محمد يوسف وعلي الحاج حسن و5 إلى الشمال هم إبراهيم مغيط، يحيى خضر، خالد حسن وحسين عمار، فيما توجه موكب جثمان سيف دبيان إلى مسقط رأسه مزرعة الشوف في الشوف.«الدفاع الأعلى»
إلى ذلك، أعلن المجلس الأعلى للدفاع بعد اجتماعه، أمس، أنه تم «عرض الأوضاع الأمنية خلال الاجتماع، الذي عقد في القصر الجمهوري في بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية وحضور الوزراء المعنيين»، مشدداً على أنه «تم الاتفاق على التصدي لكل الأعمال الجرمية والإرهابية»، لافتاً إلى أن «وزير العدل أكد أن التحقيق بأحداث عرسال سيتناول العناصر الجرمية لتفادي أي اتهام سياسي».وأكد الرئيس عون خلال اجتماع المجلس أن «التحقيق في حوادث عرسال سيحدد المسؤوليات ويريح أهالي الشهداء الذين من حقهم أن يعرفوا كيف استشهد أبناؤهم»، مشدداً على أن «التحقيق سيأخذ مجراه كي لا يدان بريء ويبرأ متهم». ولفت إلى أنّ التحقيق الذي طلبه في أحداث عرسال وجرودها في 2 آب 2014 وما تلاها هدفه وضع حد لما يصدر من مواقف واجتهادات وتحليلات».وتحدث الرئيس الحريري، فأكد على «أهمية الانجاز الذي حققه الجيش»، معتبراً أن «التحقيق الذي طلب الرئيس عون إجراءه لا خلفيات انتقامية أو كيدية له بل يهدف إلى معرفة حقيقة ما حصل في تلك الفترة ومن غير الجائز استباق نتائجه وتوجيه اتهامات من هنا وهناك واستغلال ذلك في السياسة وعبر وسائل الإعلام». وقال: «لقد انتصرنا، لكن من المؤسف أننا لا نعرف كيف نتفق على هذا الانتصار، وكأن البعض كان يريدنا أن نخسر».وشدد الحريري على «ضرورة قيام المؤسسات الأمنية بواجبها في حماية الوطن وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك»، مثنياً على «ما قام به وزير الدفاع وقائد الجيش والضباط والعسكريون»، وقال: «من حق اللبنانيين أن يرفعوا رأسهم عالياً فيما حققه جيشهم، والانحناء أمام تضحيات شهدائهم، وما حصل اليوم من تكريم لجثامين هؤلاء هو محطة وفاء وإكبار، والمطلوب اليوم الالتفاف حول الجيش ودعمه والتضامن معه».يذكر أن السفارتين الأميركية والفرنسية حيتا صمود الشعب اللبناني في مواجهة الإرهاب وتضحيات الجيش اللبناني وإنجازاته في جعل لبنان آمن لجميع اللبنانيين، ونكستا الأعلام إجلالاً لشهداء الجيش.