بورما: ألف قتيل وفرار 357 ألفاً وتوجه لتدويل قضية «الروهينغا»
• ماليزيا لجلسة طارئة لمجلس الأمن
• إيران تشتكي للأمم المتحدة
• «التعاون» تخاطب أوروبا
مع وصول عدد الهاربين من دائرة العنف إلى 270 ألفاً خلال أسبوعين وأكثر من357 ألفاً منذ أكتوبر الماضي، شككت الأمم المتحدة في رواية بورما عن حصيلة ضحايا موجة العنف الأخيرة، مشيرة إلى مقتل أكثر من 1000 غالبيتهم من مسلمي «الروهنيغا»، وسط تسارع التحركات لتدويل قضية هذه الأقلية المضطهدة.
على وقع مطالبة من ماليزيا بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، واتهامات من إيران لبورما بمنع المساعدات، كشفت الأمم المتحدة، اليوم، عن تجاوز ضحايا أعمال العنف في ولاية راخين، التي تسكنها غالبية من أقلية "الروهينغا" المسلمة الألف قتيل.وقالت المقررة الخاصة لحقوق الإنسان في بورما يانغي لي، في مقابلة جرت في جامعة سونغكيونغكوان في سيول، "قد يكون حوالي ألف شخص أو أكثر لقوا مصرعهم"، مما يشكل ضعفي الرقم، الذي أعلنته الحكومة البورمية، مضيفة: "أعتقد أنها ستكون إحدى أسوأ الكوارث التي يشهدها العالم وبورما (ميانمار) في السنوات الاخيرة".وأبدت لي شكوكاً حول تأكيدات السلطات البورمية بأن "الروهينغا" يحرقون بيوتهم. ومضت تقول: "إذا كنتم تفرون تحت المطر من أشخاص يحملون أسلحة كيف بالإمكان أن تضرموا النار في منزلكم؟".
كما أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 270 ألف لاجئ معظمهم من "الروهينغا" فروا إلى بنغلادش منذ 25 أغسطس الماضي. وبذلك يرتفع عدد اللاجئين منذ اندلاع أعمال العنف في أكتوبر الماضي إلى 357 ألف لاجئ. وفر هؤلاء من أعمال العنف، التي تشهدها ولاية راخين بغرب بورما منذ شن متمردون من "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" هجمات ضد مراكز للشرطة دفاعاً عن حقوق هذه الأقلية.
حرق القرى
وحرقت قرى بأسرها منذ أن هاجم متمردون من الروهينغا في 25 أغسطس مراكز حدودية، قابلها الجيش بحملة عسكرية واسعة في هذه المنطقة الفقيرة والنائية والتي أوقعت بحسب قوات الأمن ما مجمله 432 قتيلاً من بينهم 387 إرهابياً.وأكدت السلطات البورمية أن بين القتلى 15 عنصراً من قوات الأمن وثلاثين مدنياً هم سبعة من "الروهينغا" وسبعة من الهندوس و16 من بوذيي راخين في المعارك، قبل أن تعلن حصيلة معدلة، اليوم، أقرت فيها بأن 6600 من منازل "الروهينغا" و201 من منازل غير المسلمين، أحرقت وسويت بالأرض منذ 25 أغسطس.جلسة طارئة
إلى ذلك، طالب حزب منظمة وحدة الملايو الوطنية الحاكم في ماليزيا (أمنو) اليوم الأمم المتحدة بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لمناقشة قضية الروهينغا. وقال نائب رئيس الحزب الحاكم زاهد حميدي، إن "بلاده ستصعد القضية في مجلس الأمن" مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق سيطرح هذه القضية أمام رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب خلال زيارته للولايات المتحدة في 12 سبتمبر الجاري.وأعرب حميدي، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء الماليزي عن رغبة بلاده بأن تكون منظمات السلام العالمية قادرة على التعامل مع قضية أقلية الروهينغا، التي تعامل بقسوة من قبل المجلس العسكري الميانماري عندما يطرحها رئيس الوزراء الماليزي على الرئيس ترامب.وفي حين أقام جناح الشباب في الحزب الماليزي مظاهرات أمام مبنى الأمم المتحدة في كوالالمبور، خاطب وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، داعياً إلى التحرك لإغاثة الروهينغا في بورما، التي تجاهلت طلب إيران السماح لها بإرسال مساعدات.وعبر ظريف عن القلق إزاء "الفظاعات المرتكبة بحق" المسلمين "الروهينغا". وكتب في رسالته: "الهجمات المنظمة، التي تنفذ بلا تمييز ضد المسلمين ويرتكبها عناصر متطرفون وينسب بعضها إلى قوات الأمن، أسفرت عن خسائر جسيمة في الأرواح وعن مفاقمة تاريخ من التمييز والظلم ومشاعر اليأس".المؤتمر الإسلامي
وبعد صمت طويل، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين اليوم الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لتخفيف معاناة "الروهينغا" في ميانمار.وذكرت المنظمة في بيان، أن العثيمين وجه رسائل منفصلة إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، دعاهم فيها إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الأزمة القائمة في ولاية راخين.مساعدات إنسانية
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال الأزمة في ميانمار، وحضت السلطات على السماح بدخول المساعدات الإنسانية لإقليم راخين.وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية للصحافيين هيذر نويرت: "لقد حدث نزوح كبير للسكان المحليين إثر حدوث انتهاكات خطيرة مزعومة لحقوق الإنسان من بينها حرق لقرى الروهينغا وممارسة عنف من طرف قوات الأمن ومن جانب المدنيين المسلحين أيضاً".
واشنطن تدين مجدداً الاعتداءات الدامية وتطالب بدخول المساعدات لإقليم راخين