إن ما يحدث لأقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار هذه الأيام أمرٌ مخزٍ للعالم كله، بحكمائه ومثقفيه ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية، وفوق ذلك كله حكوماته، مأساة وجريمة وبطش وحشي بحق أقلية مسلمة مستضعفة؛ والإعلام العربي والإسلامي في حالة صمت رهيب أمام قضية إنسانية تجلت فيها ازدواجية التعاطي الدولي وفق رؤية عنصرية تنم عن موروث عدائي رهيب لكل ما يتعلق بشأنٍ إسلامي؛ يتضح ذلك جليا في تلك التصريحات الخجولة من شجب وإدانة دون اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة هذا الإرهاب البوذي.إن المحزن أن تصف بعض الوكالات الإعلامية الخليجية مسلمي الروهينغا بالإرهابيين ولم تجرؤ أن تقول "الإرهاب البوذي" الذي ارتكب أبشع الجرائم، وعرى المجتمع الدولي، والكل تابع آلة القتل والتعذيب في أبشع وأقبح صورة، وفي اللحظة نفسها يخرج علينا من يتعاطف مع خروف العيد في بلجيكا بحجة المحافظة على حقوق الحيوان؛ وأن المسلمين يمارسون الوحشية في شعائرهم، بتناقضات يعجب لها الضمير الإنساني الحي الذي يجب أن يقف بقوة ضد التطهير العرقي لمسلمي الروهينغا الذين أخرجوا من ديارهم بالحديد والنار لمستقبل مجهول.
ختاماً:إن ما يحصل لإخواننا في "أركان" هو نتاج حالة البؤس التي يعيشها العالمان العربي والإسلامي من تشتت وتمزيق بحجة الحرب على الإرهاب و"داعش"، إلى أن وصلت بنا الحال أن تهاجمنا أراذل الأرض، ويقف معنا بابا الفاتيكان الذي عبر صراحة أن الروهينغا يقتلون فقط لأنهم مسلمون، في حين يصف بعض إعلامنا الخليجي هؤلاء المسلمين بالمتمردين ويصف الإرهابيين البوذيين بالمسالمين! في ظل هذا "الإرهاب البوذي" الوحشي المدعوم من جيش ميانمار ضد أقلية مسلمة، يكون الطريق معبداً لدخول "داعش" على الخط!ودمتم بخير.
مقالات - اضافات
«High Light»: إرهاب بوذي
09-09-2017