ترامب يلبي رغبة أمير البلاد... والكرة في ملعب قطر
البيت الأبيض يتصلب تجاه طهران واتصالات مع قادة الرياض وأبوظبي والدوحة للوحدة في مواجهتها
أكد مصدر أميركي مطلع أن اتصال أمير دولة قطر بولي العهد السعودي جاء ترجمة لمفاعيل زيارة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إلى واشنطن، ومتزامناً مع دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقادة السعودية والإمارات وقطر إلى التضامن في مواجهة تهديد إيران.
كشف مصدر أميركي مطلع بأن الاتصال الهاتفي الذي أجراه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، هو ترجمة فعلية لأولى مفاعيل زيارة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى واشنطن.ويضيف المصدر بأن هذا الاتصال الهاتفي جاء بعيد المكالمات الهاتفية التي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزعماء كل من السعودية والإمارات وقطر، ناقش خلالها مروحة واسعة من القضايا، وخصوصا تلك التي تطرق إليها في مؤتمره الصحافي المشترك مع أمير الكويت وأهمها ملف الإرهاب، وحضهم على الوحدة في مواجهة إيران.ورأى أنه على رغم الجدل الذي اندلع مجدداً بين السعودية وقطر على خلفية التفسيرات، ومحاولة كل طرف قراءة الاتصال الهاتفي من وجهة نظره، إلاّ ان تدخل ترامب ووضوحه في محاولة رسم خريطة طريق ينبغي اعتمادها للخروج من قمقم الأزمة الخليجية، سيحتم على الدوحة اتخاذ خطوات من أجل حل النزاع الذي دخل شهره الرابع.
تهيئة وعجز
وعزا المصدر سلوك قطر إلى أمرين، إما لتهيئة الظروف لتسهيل اعتماد خطاب العودة، أو لعجز عن قراءة التغييرات الدولية والإقليمية المحيطة بسياسات واشنطن. وفي كلتا الحالتين ستؤدي الأمور إلى مزيد من التعقيدات التي لن تكون في مصلحة الدوحة.ويضيف أن جهود قطر للالتفاف على شروط الدول الأربع المقاطعة لها، لتجاوز المأزق الذي وصلت إليه الأمور، اصطدمت بحائط مسدود في ظل تمسك السعودية والإمارات والبحرين ومصر بشروطها، وبتبني الإدارة الأميركية المبدئي لمعظمها، خصوصا تلك المتعلقة بالتدخلات المرفوضة في شؤون الآخرين وبقضايا محاربة الإرهاب. ورأت مصادر سياسية أخرى أن التغييرات السياسية الدولية، وخصوصا تلك المتعلقة بإدارة ملف الصراع مع كوريا الشمالية، وما نتج عنه من وقائع جيواستراتيجية في علاقات واشنطن، سواء مع الصين أو روسيا، أو حتى مع حلفائها كاليابان وكوريا الجنوبية، ساهم في إعادة تصليب موقف إدارة ترامب في إدارة الصراع في العديد من الملفات. وتقول تلك الأوساط إن إدارة ترامب تعيد ترتيب علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية انطلاقا من أولويات، على رأسها ملف مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله ودعمه، وإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة، ووقف مشاريع التسلح غير التقليدية التي تسعى إليها بعض "الدول المارقة"، وعلى رأسها كوريا الشمالية وإيران.وتشير الأوساط إلى دلالة القرارات التي اتخذتها لجان في "الكونغرس" أخيرا، لمعاقبة بعض الدول، ومن بينها دول حليفة، على خلفية علاقاتها بإيران، الأمر الذي جرى إبلاغ قطر بعواقبه.واعتبرت الأوساط أن ملف عملية السلام ومساعي واشنطن لتحريكها وبدء ترجمة نتائج جولة الوفد الأميركي إلى إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية برئاسة غاريد كوشنير صهر الرئيس ترامب، أظهرت وجود عناصر سلبية تحول دون ترتيب البيت الفلسطيني في ظل ما وصفته بـ"محاولات قطر الالتفاف" على جهود تطبيع الوضع في قطاع غزة، ومنع عودة العامل العربي كعامل رئيسي في إعادة رسم المحصلة السياسية الفلسطينية.وفي رأي تلك الأوساط، فإن تصميم واشنطن على منع تكرار تجربة كورية الشمالية مع إيران، وعدم استعدادها لتحمل الكلفة العالية التي اضطرت لتكبدها من أجل تطويق برنامج بيونغ يانغ الصاروخي والنووي، ووضع حد لتدخلات طهران وسلوكها المزعزع للاستقرار في المنطقة، شرعت في تحويلها إلى إجراءات سياسية وميدانية، ستقيس من خلالها علاقتها بالأطراف المعنية.تعارض جزئي
وما بدا أنه تعارض جزئي بين ما صرح به أمير البلاد في المؤتمر الصحافي مع ترامب والدول الأربعة المقاطعة لقطر، كان حاسما في حث الرئيس الأميركي على إعلان استعداده للتدخل شخصيا في حل الخلاف.وأكدت الأوساط أن "الكرة الآن في ملعب قطر"، وهي مضطرة لإعادة النظر في العديد من سياساتها الإقليمية، وفي موازنة تموضعها في المنطقة، ما بين عمقها الطبيعي مع دول الخليج الذي أشار إليه سمو الأمير في مؤتمره الصحافي مع ترامب، وعلاقاتها مع الآخرين. وكان الرئيس الأميركي، أكد في اتصالات منفصلة أجراها، مساء الخميس الماضي، مع قادة السعودية والإمارات وقطر على أن "الوحدة بين الشركاء العرب للولايات المتحدة ضرورية لتعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة تهديد إيران".
الخلاف الجزئي بين الكويت و«الرباعي» دفع الرئيس الأميركي لعرض التدخل