«قسد» تطلق معركة دير الزور... والأسد يكسر حصار مطارها
• واشنطن توقف ملاحقة قافلة «داعش» بطلب روسي
• الفصائل تشارك بـ«أستانة 6» وإردوغان يريد الحسم
مع تمكن قوات الرئيس بشار الأسد من كسر حصار مطار دير الزور، أطلقت قوات سورية الديمقراطية (قسد) بدعم من القوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف الدولي عملية واسعة شمال المحافظة لطرد تنظيم «داعش» من شمال وشرق نهر الفرات.
أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، بدء حملة عسكرية لطرد تنظيم "داعش" من شرق دير الزور، التي تخوض قوات الرئيس السوري بشار الأسد في ريفها الغربي معارك ضد التنظيم في مركز المحافظة.وتمكن الجيش السوري من كسر حصار يفرضه «داعش» منذ نحو 3 سنوات على مطار دير الزور العسكري، بعد أيام من تمكنه من دخول المدينة.وتلا رئيس مجلس دير الزور العسكري المنضوي في "قسد" أحمد أبوخولة في مؤتمر صحافي بقرية أبو فاس، بياناً جاء فيه: "نزف بشرى البدء بحملة عاصفة الجزيرة والتي تستهدف تحرير ما تبقى من أراضي الجزيرة (محافظة الحسكة) وشرق الفرات من رجس الإرهابيين وتطهير ما تبقى من ريف دير الزور".
وقال أبوخولة: "بات التوجه إلى دير الزور قراراً حتمياً"، مضيفاً: "نحن ذاهبون في الخطوة الأولى لتحرير شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور".وأكد أنه "ليس لدينا تنسيق لا مع النظام ولا مع روسيا، لدينا تنسيق مع التحالف الدولي"، مشيراً إلى تقدم قواته عشرات الكيلومترات بدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقود واشنطن.وبدأت "قسد" ليل الجمعة- السبت، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عمليتها العسكرية هذه لطرد "داعش" مما تبقى من ريف الحسكة الجنوبي والتقدم في شرق دير الزور.وتمكن مجلس دير الزور العسكري من تحقيق تقدم والسيطرة على تلال في المنطقة وقرية واحدة على الأقل وسط استمرار المعارك وعمليات القصف المتبادل على محاور القتال.وتأتي هذه العملية العسكرية، التي يقودها مجلس دير الزور العسكري، بهدف السيطرة على المنطقة الممتدة من ريف الشدادي الجنوبي الواقع في جنوب محافظة الحسكة وصولاً إلى الضفاف الشرقية لنهر الفرات.
تقدم النظام
ويأتي الإعلان عن ذلك في حين يخوض النظام بدعم روسي عمليات عسكرية في ريف دير الزور الغربي تمكن خلالها الثلاثاء من كسر حصار "داعش" لمدينة دير الزور، مركز المحافظة، التي يقطعها نهر الفرات إلى قسمين شرقي وغربي.وأفاد مراسل "النشرة" بأن "الجيش بات على بعد كيلومتر واحد من مطار دير الزور العسكري المحاصر والقوات المتقدمة تسيطر على تلة الربيعات ونقطة خيم الدفاع غربي لواء التأمين بدير الزور ودبابات الجيش تتقدم باتجاه سور المطار".ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري في جيش النظام أمس، قوله، إن وحدات عسكرية واصلت بالتعاون مع القوات الرديفة عملياتها بنجاح على محور السخنة- دير الزور، موضحاً أنها أحكمت سيطرتها على حقل التيم النفطي والمناطق المحيطة به وتتابع تقدمها باتجاه دير الزور.وأشار المصدر إلى أن وحدات أخرى استعادت السيطرة على قرى أم صهريج والحرش وعلام شرقي وخربة جب حبل وخربة الحيوانية بريف حمص الشرقي.قافلة «داعش»
ونزولاً عند طلب روسيا، أعلن التحالف الدولي، أمس الأول، وقف مراقبته عبر الطائرات المسيرة لقافلة مكونة من 11 حافلة، تقل نحو 200 من مقاتلي "داعش" و200 مدني من عائلاتهم في الصحراء السورية، وذلك بعد يوم واحد من قتل العشرات ممن حاولوا الابتعاد عن محيط القافلة.وأبلغت روسيا التحالف عبر "خط تجنب الاصطدام" أن قوات النظام ستمر عبر المنطقة في طريقها لمدينة دير الزور، طالبة إخلاء المنطقة من الطائرات الأميركية، ولتجنب الصدام، أكد التحالف "مغادرة طائرات المراقبة المجال الجوي المحاذي بطلب من المسؤولين الروس خلال هجومهم على دير الزور".وانطلقت القافلة قبل نحو أسبوعين من الحدود اللبنانية-السورية باتجاه الحدود العراقية بموجب اتفاق مع "حزب الله" اللبناني، حليف النظام، لكن التحالف عرقل سير الحافلات بضربتين جويتين استهدفتا طريقاً كان ستسلكه القافلة خلال توجهها إلى مدينة البوكمال، ما دفعها إلى تغيير وجهتها نحو مدينة الميادين الواقعة على بعد 45 كلم جنوب شرق دير الزور، من دون أن تتمكن من التقدم.معركة الرقة
وإلى جانب معركة دير الزور، تخوض "قسد" منذ السادس من يونيو معارك عنيفة داخل مدينة الرقة، معقل التنظيم، وباتت تسيطر على نحو 65 في المئة منها.وبعدما تركت كل شيء خلفها، وجدت مئات العائلات الفارة من الرقة، في المنازل المتصدعة والمدمرة جزئياً داخل مدينة الطبقة الملاذ الوحيد رغم افتقادها للخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وتهديد خطر الألغام.ودفعت المعارك الدائرة منذ ثلاثة أشهر بين "قسد" و"داعش" داخل الرقة، عشرات الآلاف من المدنيين الى الفرار، ووصل الآلاف منهم إلى الطبقة الواقعة على بعد أكثر من 50 كيلومتراً غرب الرقة.ورغم وجود عشرات المخيمات المخصصة لإيواء الهاربين، لكن منظمات دولية تصف ظروف العيش فيها بـ"الفظيعة". وفي العديد منها، لا يحظى الوافدون الجدد بخيم أو فرش للنوم، كما أن الحصول على المياه والمواد الغذائية ليس متاحاً دائماً.وفي إدلب، أكد المرصد وقوع انفجارات عدة أمس ناجمة عن استهداف بصاروخ باليستي بعيد المدى لمنطقة باريسا في الريف الشرقي، بالإضافة لانفجار صاروخ آخر في سماء ريف معرة النعمان الشرقي وسط سماع دوي انفجارات أخرى في محيط حاجز قميناس بأطراف المدينة.مفاوضات أستانة
إلى ذلك، كشف وزير خارجية كازاخستان، خيرت عبدالرحمنوف، أن فصائل المعارضة أكدت مبدئياً مشاركتها في الجولة الـ 6 من مفاوضات أستانة يومي الخميس والجمعة، موضحاً أن تركيا تعمل بنشاط على القضايا الجوهرية للمفاوضات، بما في ذلك مسألة مشاركة المعارضة السورية المسلحة، مضيفاً أنها أكدت حضورها بشكل مبدئي.وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال اجتماع مصغر مع الرئيس الكازاخي نور سلطان نازارباييف، عن أمله باتخاذ قرارات حاسمة وملموسة عقب نتائج الجولة السادسة من مفاوضات أستانة، مشيراً إلى أن "الاجتماع المقرر عقده في 14 و15 سبتمبر مهم جداً، والأعمال التحضيرية قد اكتملت تقريباً".
فارون من الرقة يتخذون من أبنية مدينة الطبقة المدمرة ملاذاً لهم