الجميع يشتكون و"يتحلطمون" من الوضع المروري في شوارع الكويت، والتسيب الحاصل في طرق القيادة، واستخدام سيارات بمواصفات لا تتناسب مع الطرق العامة، بل تصلح لحلبات السباق فقط، ويردفون تلك الشكاوى بانتقادات لرجال الأمن، خصوصاً المعنيين بالمرور، بأن دورهم سلبي، ويقتصر على التواجد في الشوارع والطرق العامة دون تدخل لردع المستهترين.بينما نرى في الخارج، كيف إذا لمست إطارات سيارة الخط الأبيض المتواصل تنطلق خلف قائدها سيارات المرور، لتخالفه وتردعه. فما بالك فيمن تتلاعب سيارته بين الخطوط والحواجز بسرعة عالية، إضافة إلى تركيب عوادم سيارات ذات أصوات مزعجة تقلق راحة سكان المناطق ومستخدمي الطرق، كما يحدث عندنا!
وكثيراً ما نمرُّ على دورية شرطة، سواء كانت عربة، أو دراجة نارية، فيما يكون مستهتر يقود سيارته بسرعة عالية أو برعونة، ولا تتحرك الدورية لملاحقته، فننتقد ذلك، ونقارنه بما نشاهده في الخارج من حزم وملاحقة للمخالفين.أخيراً، اجتهدت وزارة الداخلية في ملاحقة مخالفي أنظمة المرور في الطرق العامة، وفي إحدى متابعاتها لمخالفة سيارة نتج عنها هروب شابين بمركبة أسفرت عن حادث، فقدنا فيه هذين الشابين وهما في مقتبل العمر، رحمهما الله وصبَّر أهلهما على هذه الفاجعة، التي قدَّرها الله، وتسبب فيها أيضاً قلة الوعي المروري لدى الشباب والمراهقين، وعدم تنبيههم لخطورة تجاوز قوانين السير وتحدي رجال الأمن.المستغرب في هذا الحدث المؤلم، هو ما قامت به سلطات التحقيق من حجز الشرطيين اللذين كانا يقومان بواجبهما في تطبيق القانون، بتهمة القتل الخطأ! وهنا سيستنتج الجميع سبب سلبية رجال الأمن تجاه متابعة ومطاردة مخالفي القانون، ففي كل دول العالم يُعد الهروب من رجال الأمن جُرماً يتحمَّل مَن يقوم به عواقبه، مهما كانت النتائج، ويحظى رجال الأمن بحصانة وحماية، ليتمكنوا من أداء مهامهم، فكيف يتم سجن رجال أمن لأنهم قاموا بواجبهم ومتطلبات عملهم؟!المطلوب حماية رجال الأمن تشريعياً من مثل هذه العقوبات، ليؤدوا مهام عملهم ضد حرب الشوارع، التي تحصد أرواح الأبرياء يومياً، وتنغص على الناس حياتهم عند استخدام الطرق العامة، إضافة إلى التبعات الاقتصادية والخسائر المالية الناتجة عن فوضى الشوارع والازدحام، ومن دون تلك الحماية لرجال الأمن، فإنهم سيركنون إلى السلبية، حتى لا يدخلوا في متاهات العقوبات الناتجة عن تأدية واجباتهم... وسيترك "العسكر" القرعة ترعى!
أخر كلام
«عسكر»... خلوا القرعة ترعى!
10-09-2017