وضع إصرار أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على حسم الخلاف بين الأشقاء، الأزمة الخليجية على سكة الحل، وهو ما تجلت بوادره في اتصال هاتفي أجراه ليل الجمعة- السبت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ إعلان الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة مقاطعة الدوحة في 5 يونيو الماضي.

وجاء هذا الاختراق الأكبر لجدار الأزمة، التي دخلت شهرها الرابع، ترجمة فعلية لزيارة صاحب السمو واشنطن، إلى جانب سلسلة الاتصالات المنفصلة التي أجرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقادة السعودية والإمارات وقطر مساء أمس الأول.

Ad

ورغم تضارب الروايات الرسمية حول مضمونه، بعث الاتصال الهاتفي، بين تميم وبن سلمان، الأمل في إمكانية حل الخلاف غير المسبوق منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي قبل 36 عاماً، عبر الطرق الدبلوماسية التي تقودها الكويت بدعم إقليمي ودولي واسع.

ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) فإن «ولي العهد تلقى اتصالاً هاتفياً من الشيخ تميم، أبدى فيه رغبته في الجلوس إلى طاولة الحوار ومناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع»، ورحب بن سلمان «بهذه الرغبة، ولفت إلى أن إعلان التفاصيل سيتم لاحقاً بعد أن تنتهي المملكة من التفاهم مع الإمارات والبحرين ومصر».

وفي الدوحة، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية (قنا) أن «الاتصال جرى بناء على تنسيق من الرئيس الأميركي، الذي شدد خلال محادثة هاتفية مع أمير قطر مساء الخميس الماضي، على ضرورة الوحدة»، مضيفة أن الأخير «يؤكد ضرورة حل الأزمة بالجلوس إلى طاولة الحوار لضمان وحدة مجلس التعاون».

وأشارت «قنا» إلى أن «أمير قطر وافق على طلب ولي العهد السعودي بتكليف مبعوثين لبحث الخلافات»، لافتة إلى أن هؤلاء المبعوثين «سيبحثون الأمور الخلافية بما لا يتعارض مع سيادة الدول».

ويبدو أن هذا البيان الأخير استفز الرياض، إذ أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، في وقت متأخر، أن «الرياض تعلن تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في الدوحة حتى يصدر منها تصريح توضح فيه موقفها بشكل علني، وأن تكون تصريحاتها العلنية متطابقة مع ما تلتزم به، وتؤكد المملكة أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار».

في السياق، وبعد عرضه التوسط لحل الأزمة، خلال استقباله سمو أمير البلاد في البيت الأبيض مساء الخميس، أجرى الرئيس الأميركي ثلاثة اتصالات منفصلة مع أمير قطر وولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، شدد فيها على «ضرورة الوحدة بين شركاء الولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة تهديد إيران».

وأوضح البيت الأبيض أن ترامب شدد خلال الاتصالات، التي تناولت التطورات في المنطقة والعالم، «على ضرورة التزام جميع الدول بتعهدات قمة الرياض لهزيمة الإرهاب ووقف تمويل الجماعات الإرهابية ومكافحة الأيديولوجية المتطرفة».