موسكو تجدد دعمها لوساطة الكويت وتدعو لحوار خليجي مباشر
لافروف يبحث تطورات المنطقة مع الملك سلمان... ويرحب بجهود السعودية لتوحيد المعارضة السورية
جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعم بلاده لجهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، ودعا إلى حوار مباشر لإنهاء النزاع خلال زيارته التي قام بها للرياض أمس، في حين أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده ستواصل الضغط على الدوحة من أجل قبول المبادئ الأساسية لإنهاء الخلاف.
عزز وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جهود الوساطة التي تقوم بها الكويت لحل الأزمة الخليجية، داعياً إلى حل الخلاف بين قطر والدول المقاطعة لها عبر الحوار المباشر.وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في جدة مع نظيره السعودي عادل الجبير: "ندعم الجهود التي تقوم بها الكويت لحل الأزمة الخليجية". وأضاف أن "روسيا أكدت موقفها الداعي لتسوية الخلافات في الخليج عبر المفاوضات".وتابع لافروف: "نأمل استعادة الخليج لوحدته بما يساهم في حل مشكلات المنطقة". وأكد أن "مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم السعودية وقطر والكويت والبحرين والإمارات وسلطنة عمان، هو المكان الأمثل لحل الأزمة من خلال ايجاد حلول وسط تسمح بإعادة العلاقات إلى مجراها الطبيعي وتأمين وحدة بلدان المنطقة في مواجهة عدد من التحديات المعاصرة.
ضغط سعودي
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي إنه يجب أن تبدي قطر "جدية في إيجاد حل للأزمة يؤدي إلى تطبيق المبادئ التي تدعمها جميع دول العالم". وأضاف أن الأزمة مع قطر مستمرة وتعود إلى 20 عاماً، لافتا إلى أن "الدوحة تعلم ما هو المطلوب منها".وشدد على أن بلاده ستواصل ممارسة الضغوط على الدوحة حتى تستجيب لمطالبها، وذلك غداة اتصال بين أمير قطر الشيخ تميم وولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعطى أملا بحل الأزمة قبل أن يتلاشى مع اتهام السعودية للدوحة بتحريف مضمونه. وتابع "على قطر أن تستجيب للطلبات لنفتح صفحة جديدة".يذكر أنه في الخامس من يونيو الماضي، أعلنت السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر قطع العلاقات مع قطر وفرض عقوبات اقتصادية عليها، واتهمتها بدعم الإرهاب. وتنفي قطر الاتهام وتقول إن الدول الأربع تحاول التعدي على سيادتها.وكان أمير البلاد ألمح عندما استقبله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الخميس الماضي إلى أن قطر "مستعدة لتلبية المطالب الـ13" التي وضعتها الدول الأربع مقابل عودة العلاقات معها.لكن سرعان ما ردت الدول الـ4 بالنفي، مكررة القول إن "الحوار حول تنفيذ المطالب يجب ألا يسبقه أي شروط".ومن بين المطالب إغلاق "قناة الجزيرة" المتهمة بالتحريض ضد الدول الأربع، وإغلاق قاعدة تركية في قطر، وخفض العلاقات مع إيران.ويشار إلى أن زيارة لافروف إلى السعودية تأتي بعد أسبوعين من جولة خليجية، قام بها خلال الفترة من 28 إلى 30 أغسطس الماضي، وشملت كلاً من الكويت والإمارات وقطر.الملف السوري
على صعيد منفصل، قال لافروف خلال المؤتمر المشترك مع الجبير إن موسكو والرياض تعتبران إنشاء مناطق آمنة في سورية خطوة إلى الأمام تساعد في تعزيز نظام وقف الأعمال العسكرية وحل القضايا الإنسانية.وأضاف أن الخطوة ستخلق الظروف لتحريك العملية السياسية على أساس القرار رقم 2254 الدولي.وأشار إلى أن موسكو تدعم جهود السعودية لتوحيد المعارضة السورية في وفد موحد، موضحاً أن الجهود تساهم في تقدم المفاوضات في جنيف.وأكد موقف موسكو الذي مفاده أن السوريين وحدهم يقررون مصير دولتهم. وعبر لافروف عن أمله أن يتم التوصل إلى اتفاق حول منطقة رابعة لخفض التصعيد في إدلب أثناء لقاء أستانا الجديد المنتظر أن يعقد يومي الخميس والجمعة المقبلين.ولفت الوزير إلى أن روسيا "ليس لديها تناقضات مع السعودية بشأن التسويات في المنطقة".وفي وقت سابق، بحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في جدة أمس مع وزير الخارجية الروسي الذي وصل مساء أمس الأول إلى المملكة، مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية و"الملف السوري".وتضمنت مباحثات لافروف التحضير لزيارة العاهل السعودي للاتحاد الروسي التي لم يُعلَن موعدها بعد.زيارة الأردن
ومن المنتظر أن يتوجه الوزير الروسي إلى الأردن حيث يلتقي الملك عبدالله الثاني، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.وتشمل محادثات الوزير الروسي في الأردن التطورات في اليمن والعراق وليبيا والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، مع التركيز على تطورات الوضع في سورية، وجهود إقامة مناطق تخفيف التوتر في إطار مسار أستانا، إضافة إلى الجهود الرامية إلى تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية إلى المفاوضات مع الحكومة السورية في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة.
سنواصل الضغوط على الدوحة حتى «تستجيب للمطالب»... الجبير