لديك خصوصية في العلاقة مع مهرجان «لوكارنو». أخبرنا عنه.

«لوكارنو» أحد المهرجانات الدولية المهمة الذي يحظى بسمعة جيدة بين مختلف صانعي السينما حول العالم. في رأيي، أهم ما يميزه دعمه الشباب وتجاربهم المختلفة وتواصله معهم، وهي ميزة مهمة، لأنه يساعد في إلقاء الضوء على المواهب الصاعدة التي تحتاج إلى الدعم. أول مرة تواصلت مع إدارة المهرجان عندما عرضت عليَّ الشركة الفرنسية المسؤولة عن تسويق فيلمي «مرسيدس» مشاركته في المهرجان بعد رفضه في «كان»، ووافقت، وذهبت لحضور فعالياته للمرة الأولى، ووجدت اهتماماً نقدياً وجماهرياً بالعمل.

Ad

لديك مشاركات مميزة سابقة في «لوكارنو».

شاركت بأفلام «المدينة»، و«صبيان وبنات»، و«الماء والخضرة والوجه الحسن»، وأول فيلمين حصلا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، كذلك شاركت في عضوية لجنة تحكيم المهرجان سابقاً. للحقيقة، لم تكن تجربتي السابقة جيدة، لا سيما بعد الصدام بيني وبين رئيسة لجنة التحكيم الممثلة الإسبانية ماريز باريت، التي اتهمتني بالسعي إلى مجاملة «عفاريت الأسفلت» كونه فيلماً مصرياً.

هل ترؤس لجنة التحكيم أمر مختلف؟

لا يعني ترؤس لجنة التحكيم أنني اخترت الجوائز بمفردي. هذا مفهوم خاطئ لدى كثيرين. لرئيس لجنة التحكيم صوتان لترجيح كفة على أخرى في حال تساوي الأصوات فحسب. بخلاف ذلك، فإن أية مناقشات حول الجوائز تبقى جماعية بين الأعضاء، وتشهد مناقشات كثيرة لفت النظر إلى أعمال ربما لم ينظر إليها بالصورة المطلوبة عند مشاهدتها، وهذا أمر طبيعي في مختلف المهرجانات.

«18 يوم»

كيف وجدت تسريب فيلم «18 يوم» الذي شاركت فيه إبان ثورة 25 يناير؟

سعدت بأن العمل شاهده الجمهور المصري أخيراً بعد أكثر من ست سنوات على إنجازه، علماً بأن صانعيه كانوا يرغبون في أن يصل إلى المشاهدين، وليس كما تردد أنهم كانوا يسعون إلى المشاركة به في المهرجانات فحسب. رغم أنني لم أنشغل كثيراً بردود الفعل حول الفيلم، فإنها تظلّ وجهات نظر فردية، خصوصاً أنه استعرض فترة عاشها كل شخص بشكل مختلف وكانت مهمة في تاريخ مصر.

ثمة انتقادات وجهت إلى المعالجة التي وجدها البعض متسرعة.

لم نقدم عملاً توثيقياً للسينما المصرية أو نؤرخّ هذه الفترة، بل عرضنا تجارب ترصد انفعالنا مع ما يحدث في الشارع المصري من حراك.

اعتقد البعض أن فكرة الفيلم جاءت للمشاركة كما ذكرت في مهرجان «كان»؟

ليس صحيحاً، وطريقة المشاركة في مهرجان «كان» آنذاك جاءت مصادفة بعدما شاهد مدير المهرجان تقريراً سجلته معي مراسلة التلفزيون الفرنسي، وهي تسألني عما سنقدمه كسينمائيين حضرنا في ميدان التحرير. والحقيقة أن العمل صوِّر خلال أيام ثورة يناير، وفكرته جاءت من خلال المخرج مروان حامد بعد بداية ثورة 25 يناير بأيام قليلة.

هل عرفت من سرَّب الفيلم عبر الإنترنت؟

أجهل التفاصيل. كل ما أعرفه أن شركة فرنسية حصلت على حق توزيع الفيلم بسبب قوانين الرقابة التي تلزم صانعي أي عمل بتقديم مشروعهم من خلال شركة إنتاج وتوزيع، وتأجّل طرحه في الصالات أكثر من مرة.

لجنة ودراما

شاركت أخيراً في اللجنة الاستشارية لمهرجان «الجونة».

أتمنّى أن يحقِّق المهرجان أهدافه، خصوصاً أن عناصر النجاح توافرت للدورة الأولى على مختلف المستويات، واختيرت مجموعة أفلام مميزة وناجحة عرضت في مهرجانات دولية مهمة، فضلاً عن أن القيمين لديهم رغبة حقيقية في إقامة مهرجان سينمائي يضمّ مجموعة مميزة من أصحاب العقول السينمائية البارعة، ويقدِّم أهم إنتاجات السينما العالمية، ويتيحها للجمهور المصري. الحقيقة، أن ما لمسته في التحضيرات يؤكد أننا إزاء مهرجان مصري في مستوى لا يقل عن أي مهرجان دولي.

ما رأيك في ظاهرة اتجاه مخرجي السينما إلى التلفزيون؟

شهدت صناعة الدراما في مصر طفرة هائلة، ومستوى بعض الأعمال الدرامية الأخيرة مثل «هذا المساء» جعلني أشعر برغبة في تقديم عمل درامي إلى جانب السينما. في رأيي، لا مشكلة في هذا الاتجاه، وربما أتولى مسلسلاً في المستقبل القريب.

«الماء والخضرة والوجه الحسن»

هل دفعتك الانتقادات التي تعرض لها «الماء والخضرة والوجه الحسن» إلى التأني في الخطوة المقبلة؟ يقول نصر الله في هذا الشأن: «لم يصل الفيلم إلى الجمهور بالطريقة التي كنت أتمناها، وانشغل كثيرون بالتساؤل عن كيفية وجود فيلم سينمائي يجمع بيني وبين السبكي، من ثم لم يلتفتوا إلى رسالته عن فخر الإنسان بالمهنة التي يعمل بها».