كيم يوسِّع التسلح النووي... ووحدة الأمم المتحدة على المحك

• الحزب الحاكم يكرم علماءه
• بريطانيا تحقق في مساعدة طهران لبيونغ يانغ
• ألمانيا تقترح حواراً مع «5+1»

نشر في 10-09-2017
آخر تحديث 10-09-2017 | 21:30
كيم يداً بيد مع مسؤولي البرنامج النووي خلال الاحتفال بمسرح الشعب في بيونغ يانغ   (إي بي إيه)
كيم يداً بيد مع مسؤولي البرنامج النووي خلال الاحتفال بمسرح الشعب في بيونغ يانغ (إي بي إيه)
عشية التصويت على مشروع قرار أميركي يفرض عقوبات جديدة شديدة القسوة على كوريا الشمالية، أقام زعيم النظام الشيوعي حفلاً كبيراً لتكريم علمائه وخبرائه النوويين لمساهمتهم في إنجاح سادس وأكبر تجربة نووية أجرتها البلاد قبل أسبوع، مطالباً إياهم بالعمل على توسيع النشاط وتطوير قدرات البلاد النووية.
بعد أسبوع من اختبار القنبلة الهيدروجينية، الذي تسبب في هزة أرضية غيرت شكل المنطقة، وأثارت سخطاً عالمياً كبيراً، أقام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أمس الأول، حفلا غنائيا كبيرا تخللته مأدبة غداء على شرف علماء وخبراء بلاده النوويين الذين ساهموا في إنجاح التجربة النووية السادسة، وأوعز إليهم بتطوير السلاح النووي.

ودعا الزعيم الكوري الشمالي أيضاً العلماء والمهندسين النوويين إلى توسيع النشاط العلمي من أجل تعزيز قدرات بلاده النووية، مؤكدا أن اختبار القنبلة الهيدروجينية، يوم الأحد الماضي، هو انتصار عظيم للشعب الكوري الشمالي وحزب العمال الحاكم.

ووفق وكالة الأنباء المركزية الكورية، فإن كيم أقام مأدبة شهدت عرضاً فنياً والتقاط الصور من أجل الإشادة بالعلماء النوويين وغيرهم من كبار المسؤولين العسكريين ومسؤولي الحزب الذين أسهموا في التجربة النووية، التي أجريت يوم الأحد الماضي.

وأظهرت صور نشرتها الوكالة، أمس، الزعيم الشاب وهو يبتسم ابتسامة عريضة في مسرح الشعب مع العالمين البارزين رئيس معهد الأسلحة النووية ري هونغ سوب، ونائب مدير إدارة صناعة الذخائر بحزب العمال الحاكم هونغ سونغ مو.

ولعب ري وهونغ أدوارا حيوية في البرنامج النووي وظهرا بالقرب من كيم أثناء جولات تفقدية ميدانية وتجارب لأسلحة منها التجربة النووية الأخيرة. وري مدير سابق لمركز يونغبيون للبحوث النووية، وهي المنشأة النووية الرئيسة في كوريا الشمالية إلى الشمال من بيونغ يانغ، حيث عمل هونغ أيضا كبير مهندسين.

مساعدة إيران

إلى ذلك، تشتبه السلطات البريطانية في أن تكون كوريا الشمالية مدينة لإيران في نجاحاتها الأخيرة بتطوير أسلحة نووية، وأن تكون «قوى نووية حالية وسابقة» ساعدت كيم في تطوير رؤوس نووية. وذكرت صحيفة «تلغراف» أن مصادر حكومية بريطانية تعتقد أن من غير المرجح أن يكون العلماء الكوريون الشماليون قد تمكنوا بمفردهم من تحقيق هذه الإنجازات، مشيرة إلى أن إيران تأتي على رأس قائمة «المشتبه بهم» في توفير بعض المساعدة السرية لكوريا الشمالية.

ونقلت «تلغراف» عن مصدر دبلوماسي، قوله: «نحن نحقق في الوقت الحالي في ملابسات كيفية تحقيق البلاد مثل هذه القفزة التكنولوجية النوعية، ونحقق أيضا في ما إذا كانت قوى نووية حالية أو سابقة قد لعبت أي دور في هذه القفزة، سواء عن قصد أو عن غير قصد». وذكرت «تلغراف» أن روسيا وقعت في الوقت نفسه، في دائرة اشتباه السلطات البريطانية.

اتفاق نووي

في غضون ذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استعداد برلين لممارسة ضغوط دبلوماسية لإنهاء برنامج تطوير الأسلحة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، على غرار اتفاق الدول الست الكبرى (5+1) عام 2015 مع إيران، التي تخلت بموجبه عن برنامجها وسمحت بعمليات تفتيش مقابل رفع بعض العقوبات.

وفي مقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر الغيماينه» قالت ميركل: «سأجيب مباشرة بنعم إذا طلب مني المشاركة في المحادثات»، مضيفة: «يمكنني تصور صيغة مشابهة من أجل تسوية النزاع مع كوريا الشمالية.

وأعلنت ميركل أنها أجرت الاسبوع الماضي محادثات هاتفية بشأن كوريا المشالية مع قادة فرنسا والولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان، ومن المقرر أن تتحادث اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

رد دولي

في المقابل، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس، أن البرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية يشكلان «تهديداً دولياً ويتطلبان ردا دوليا».

ودعا ستولتنبرغ، في مقابلة مع شبكة «بي بي سي»، كوريا الشمالية الى التخلي عن برنامجيها، والامتناع عن إجراء المزيد من الاختبارات، لأن ذلك يشكل انتهاكا صارخا لعدد من قرارات مجلس الأمن وتهديدا للسلم والاستقرار الدوليين.

وردا على سؤال عما اذا كان أي هجوم على الأراضي التابعة للولايات المتحدة في جزيرة غوام يندرج تحت معاهدة الدفاع المشترك لحلف الأطلسي، قال ستولتنبرغ: «لا أريد إطلاق التكهنات حول ما اذا كانت المادة الخامسة تُطبّق في مثل هذه الحالة. ما أود قوله هو اننا نركز جهودنا حاليا على كيفية المساهمة في التوصل الى حل سلمي للنزاع».

وحدة أممية

في هذه الأثناء، دعت واشنطن مجلس الأمن إلى البت اليوم بشأن عقوبات جديدة مشددة ضد كوريا الشمالية المتهمة بتهديد السلام من خلال برامجها للأسلحة النووية والتقليدية.

ويواجه مجلس الأمن وأعضاؤه الخمسة الدائمون، الذين يملكون حق النقض، وغالبا ما يتخذون مواقف على طرفي نقيض، تحديا مزدوجا يحتم عليهم الحفاظ على وحدة الصف التي أظهروها لدى إقرارهم العقوبات الأخيرة ضد بيونغ يانغ، مع اتخاذ تدابير أكثر شدة لإثبات تصميمهم.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية أمس، «يجب الحفاظ بأي ثمن على وحدة مجلس الأمن، لأنه الأداة الوحيدة التي يمكن أن تقود إلى مبادرة دبلوماسية لديها حظوظ بالنجاح».

وتسعى الأمم المتحدة من خلال 7 مجموعات من العقوبات أقرتها حتى الآن، لدفع كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات، وحقق هذا النهج نجاحا في الماضي ولاسيما مع جنوب إفريقيا وإيران، ولكن النتيجة جاءت بعد سنوات مديدة من العقوبات.

«الأطلسي» يعتبر تصرفات النظام الشيوعي «تهديداً» يتطلب رداً دولياً
back to top