تشتهر محافظة الخليل الفلسطينية بزراعة أصناف متعددة من العنب كتبت فيه قصائد وأشعار تغنت بالشهد الذي يحتويه، ويواصل السكان عمل الكثير من المنتجات منه بنفس الطرق التقليدية منذ مئات السنين.

ويبدأ سكان أكبر مدينة في الضفة الغربية بجني محصول العنب المزروع في سهول وهضاب المدينة وساحات منازلها في ساعات مبكرة من الصباح، فيبيعه بعضهم في السوق ليؤكل طازجاً، في حين ينتج منه آخرون الدبس والزبيب والملبن.

Ad

وشهدت طرق إنتاج الدبس، الذي يقول منتجوه إنه ذو قيمة غذائية كبيرة، تطوراً محدوداً على مر السنين، خصوصاً فيما يتعلق بعصر العنب، وهي المرحلة الثانية لإنتاجه بعد قطفه وغسله.

وقال عامر النتشة (63 عاماً)، الذي يواصل العمل في إنتاج الدبس منذ كان يبلغ 18 عاماً: "شجرة العنب شجرة أصلية في حوض المتوسط. ويوجد العديد من المنتجات التي ننتجها من العنب. هذه الشجرة مباركة يعود تاريخها إلى عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام".

وأضاف النتشة حين كان يعمل مع أبنائه في ساحة صغيرة تتسع بالكاد لبعض المعدات المستخدمة في عصر العنب وطهيه: "السابقون كانوا يستخدمون العنب في صناعة النبيذ، وعندما جاء الإسلام وحرم الخمور، صُنِع منه الدبس والزبيب والملبن"، موضحاً أن تطور إنتاج الدبس يكمن في طريقه عصره، فبعد أن كانت العملية تتم يدوياً من خلال وضع كميات العنب في مكان بالصخر يسمى المدعس، أصبحت تتم في معدات بسيطة من إنتاج محلي.