بعد 24 ساعة من إسقاط وزارة الداخلية خلية إرهابية، قالت إنها قادمة من سيناء، إلى منطقة «أرض اللواء» التابعة لحي «العجوزة»، في محافظة الجيزة، أمس الأول، هاجمت عناصر مسلحة يرجح انتماؤها إلى تنظيم «ولاية سيناء» الداعشي، قوة أمنية في دائرة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، أمس، مما أسفر عن مقتل 18 شرطياً على الأقل، في عملية هي الأكبر في سيناء، منذ عدة أشهر.وتعيد العملية التوتر إلى شبه الجزيرة المصرية، التي عانت من هجمات إرهابية على قوات الجيش والشرطة والمدنيين، خلال السنوات الأربع الماضية.
وقال مصدر أمني إن 18 شرطياً بينهم ضباط قضوا، وأن 4 آخرين أصيبوا بينهم ضابط برتبة عميد، إثر تفجير ثلاث مدرعات شرطة وسيارة تشويش بعبوات ناسفة، خلال مرورها عند قرية التلول والكيلو 17 بمدخل العريش، وتبع ذلك تبادل لإطلاق النار بين قوات الشرطة والعناصر المسلحة، مما أسفر عن إصابة 4 من رجال الإسعاف أثناء محاولة نقل الضحايا.وقبيل ساعتين من العملية، زار وزير الداخلية، اللواء مجدي عبدالغفار، أمس، المصابين من رجال الشرطة في مواجهات مع إرهابيين في الجيزة، مؤكداً أن رجال الشرطة يخوضون معارك شرسة في مواجهة الإرهاب، في حين قال الخبير الأمني، جمال أبو ذكري، إن زرع الناسفات بات الاستراتيجية الجديدة للجماعات الإرهابية في سيناء، مع عدم قدرتها على الدخول في اشتباكات مباشرة مع القوات.
جدل الرئاسية
في غضون ذلك، لاحت بشائر المنافسة على منصب الرئاسة، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل، فمع تزايد المؤشرات إلى نية الرئيس عبدالفتاح السيسي الترشح لولاية ثانية تستمر أربع سنوات (2018-2022)، أعلنت حملة «معك من أجل مصر» التي تضم مجموعة من الأحزاب الصغيرة، في بيان أمس، بدء تشكيل لجانها في مختلف المحافظات، لإدارة حملة دعم السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما حظى هاشتاغ «هنختار السيسي تاني»، بتداول واسع على موقع «تويتر».في المقابل، ومع انطلاق حملة من مؤيدي المرشح الرئاسي الأسبق أحمد شفيق، لمطالبة الأخير بالترشح في الانتخابات المقبلة، نشرت صفحة «أحمد شفيق رئيسًا لمصر 2018»، صوراً لشفيق تحمل شعارات مؤيدة لترشحه، فيما أعلن المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، خلال لقاء تلفزيوني، عدم ترشحه.في الأثناء، أعلن الناشط السياسي ورجل الأعمال، ممدوح حمزة، تشكيل جبهة للمعارضة ضد السياسة الحالية، بالتعاون مع عدد من الرموز والقوى السياسية، المعروفة إعلامياً باسم «وثيقة جبهة التضامن»، استعداداً لاختيار مرشح منافس للسيسي، بينما نفى المرشح الرئاسي الأسبق عمرو موسى، علاقته بالجبهة، مؤكداً في تصريحات إعلامية، أمس الأول، أنه لن يترشح.من جهته، كشف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن نافعة، لـ «الجريدة»، أنه أعد النسخة المبدئية للوثيقة، وأنه تم عرضها على مجموعات سياسية مختلفة أبدت رغبتها في المشاركة، وأشار إلى أن الغرض منها تحديد الموقف من الانتخابات الرئاسية، وأضاف: «النسخة النهائية لا تزال محل نقاش، ولم يتم إقرارها بعد».من جانبه، فسر الباحث السياسي، عمرو الشوبكي، لـ «الجريدة»، حالة الحراك المفاجئ في ملف الرئاسية، بأنه ظاهرة صحية ورسالة إيجابية في إطار حرص قطاع لا يستهان به من المصريين على الاهتمام بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأضاف: «حالة الحراك أقوى رد على من يطالبون بتعديل الدستور وإرجاء الانتخابات»، في حين قال المحلل السياسي، عبد الله السناوي، لـ «الجريدة»: «القضية الرئيسية في الانتخابات المقبلة، هي أن تكون حرة ونزيهة، بغض النظر عن أسماء المرشحين».وقف التعاون
وبينما تتواصل فعاليات التدريب العسكري «النجم الساطع» بين مصر وأميركا، في قاعدة محمد نجيب غربي مدينة الإسكندرية الساحلية، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتل، أمس، وتم إجراء مباحثات حول سبل دعم العلاقات الثنائية، إلى جانب التنسيق بشأن عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وجهود مكافحة الإرهاب.في الأثناء، أجرى وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، مباحثات مع وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونغ يونغ مو، جرى خلالها تناول تعزيز الشراكة بين البلدين حول قضية كوريا الشمالية وتطوير قطاع الأسلحة. وذكرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، في بيان، أن صبحي أكد خلال المباحثات أن مصر قطعت بالفعل جميع الروابط العسكرية مع كوريا الشمالية.