إعصار هارفي حقق حلم الإرهابيين بتعطيل مصادر الطاقة
التداعيات البيئية قد تثبت أنها أسوأ مما أشارت إليه التقديرات المتعجلة
أظهر اعصار «هارفي» درجة لافتة من التداعيات السلبية على صناعة الطاقة في الولايات المتحدة كان أبرزها احجام شركات الزيت الصخري عن نشر مزيد من المنصات في الوقت الراهن ولفترة يصعب تحديدها قبل انجلاء الصورة بصورة تامة.ويقول تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز إن الكثير من المصافي الأميركية والانتاج الكيميائي ركز طوال سنوات على مناطق ضيقة في خليج المكسيك وتعرض نتيجة لذلك الى خطر الدمار بسبب العواصف العاتية في ذلك الجزء من البلاد.وقد تمثل التأثيرات التي تكبدها ساحل تكساس الاختبار الأكبر المتعلق بذلك الخطر حتى الآن ويقول خبراء الطاقة إن تلك التأثيرات تثير طائفة من الأسئلة حول دور تلك المنطقة كوجهة مهمة وحيوية بالنسبة الى صناعات تتمتع بحساسية بيئية كبيرة.
وبحسب التقرير فإن اعصار هارفي ألحق ما يحلم به الارهابيون من تعطيل لأداء مصادر الطاقة حيث حرم البلاد من ثلث طاقة المصافي، ويقول مايكل ويبر وهو نائب مدير معهد الطاقة في جامعة تكساس إن قطاع الطاقة سوف يضطر في الأجل الطويل الى اعادة النظر في التكلفة الاضافية التي سوف تلحق بالبنية التحتية في ساحل الخليج مقارنة بفكرة الانتقال الى موقع مختلف قد يتمثل في القسم الشرقي من الولايات المتحدة. وتجدر الاشارة الى أن سواحل تكساس ولويزيانا لعبت دوراً حيوياً في قطاع الطاقة بسبب ربطها الواسع لموارد النفط والغاز في البر والأوفشور مع أقنية الشحن في الكاريبي والأطلسي، ولكن الأضرار التي ألحقها اعصار هارفي طرحت جوانب سلبية مؤثرة تمثلت في الحصيلة المحتملة التي يقول الخبراء إن شدتها ترجع الى تغير المناخ في المقام الأول.ويقول تقرير الصحيفة إن المضاعفات قد تكون ضخمة الى حد كبير وإن التداعيات البيئية قد تثبت أنها أسوأ مما تشير اليه التقديرات المتعجلة واذا ارتفعت أسعار النفط والغاز نتيجة الشلل الذي أصاب المصافي فإن مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية إضافة الى السيارات الكهربائية قد تحصل على دفعة غير متوقعة كبيرة تماماً. وربما تضطر الولايات المتحدة نتيجة لذلك الى استيراد المزيد من البنزين والمنتجات المكررة الاخرى، كما أن الصناعة الكيميائية التي كانت تتوسع بوتيرة سريعة بسبب الغاز الطبيعي الرخيص من حقول الزيت الصخري يمكن أن تتباطأ أو أن تتوقف في الوقت الراهن على الأقل.ويمكن القول إن مثل هذه الاحتمالات تظل في نطاق التكهنات نظراً لأن تقييم أضرار هذا الاعصار بصورة كاملة ومؤكدة سوف يحتاج الى أسابيع ولكنها سوف تكون باهظة من دون أدنى شك. وقد تم اغلاق كل مصفاة كبيرة بشكل تقريبي في تكساس ولويزيانا إما بصورة تامة أو جزئية وربما لأسباب تتعلق بالأمن، ما أفضى الى تقليص الانتاج اليومي بنسبة 2.6 مليون برميل من المنتجات البترولية المكررة على الأقل. كما توقفت 7 مصاف كبرى وقدرت صحيفة مورننغ ستار أخيراً أن 11 مصفاة اخرى سوف تتعرض لخطر الاغلاق وتحرم الأسواق الأميركية من حوالي 1.3 مليون برميل يومياً.ويضيف التقرير أن ميناء هيوستن قد أغلق حتى نهاية الأسبوع على أقل تقدير ما يوجه ضربة قوية الى استيراد وتصدير الطاقة. ولكن أجزاء اخرى من الولايات المتحدة تعتبر أقل دعماً لصناعة النفط والغاز – ويقول هارولد جوردان وهو نائب رئيس شركة بيك انرجي لاستكشاف النفط والغاز في كولورادو: «لا أعلم إذا كنا سوف نشهد هجرة واسعة من منطقة هيوستن، ومن منظور استراتيجي سوف يتعين على أي شركة تستثمر بقوة في منطقة متفجرة مثل هذه، أن تعيد النظر في تركيز عملياتها وأصولها في ذلك الجزء من البلاد».وقد ظلت أسعار النفط والغاز ضمن حدود معقولة حتى الآن لأن الاعصار ضرب في وقت كان فيه مخزون النفط والبنزين متوافراً ولأن معظم السائقين في منطقة ساحل الخليج ظلوا في منازلهم خلال هذه المحنة، ولكن المرجح أن ترتفع الأسعار في الأسابيع المقبلة– بحسب خبراء الطاقة – نتيجة ظهور تأثيرات اغلاق المصافي.وأشار بعض النقاد الى أن ما وصفوها بالكارثة قد كشفت عن افتقار شركات النفط الى الشفافية في مجال استعدادها لمواجهة تأثيرات تغير المناخ. وقد تعرضت شركة اكسون موبيل – على سبيل المثال – الى انتقادات حادة بسبب عدم الافصاح عن أخطار المناخ في أصولها حول العالم.