قبل بضع ساعات على التصويت على حزمة عقوبات ثامنة، تستهدف برنامج التسلح النووي والصاروخي لكوريا الشمالية بمجلس الأمن الدولي، عبرت السلطات الشيوعية في بيونغ يانغ عن معارضتها للعقوبات الدولية التي تزداد تشددا كل مرة، بهدف حملها على العودة إلى طاولة المفاوضات حول تسلحها الذي يشكل تهديدا للاستقرار في العالم.

وحذرت من أنها ستلحق بالولايات المتحدة "أكبر الألم والمعاناة الذي لم تختبره طوال تاريخها"، إذا أصرت واشنطن على فرض عقوبات أقسى.

Ad

وقالت الخارجية الكورية الشمالية، في بيان أمس، إن "العالم سيشهد كيف تروض جمهورية كوريا رجال العصابات الأميركيين، عبر اتخاذ سلسلة إجراءات أقوى مما تخيلوه".

وبعد مفاوضات شاقة اضطرت الولايات المتحدة الى تعديل مقترحات بفرض عقوبات جديدة قاسية بشكل تدريجي على كوريا الشمالية، لتفادي عرقلة روسيا والصين للمذكرة التي تطرح للتصويت بمجلس الأمن الدولي في الساعات الأولى من اليوم.

وتشمل العقوبات المقترحة حظرا نفطيا "تدريجيا"، في وقت لم يعرف الموقف الرسمي للصين وروسيا، اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو)، حول المشروع المعدل الذي عرضته الولايات المتحدة مساء أمس الأول.

الصيغة الأولى

وقال دبلوماسي إن الصيغة الأولى للمشروع الأميركي، التي نشرت الأربعاء الماضي، كانت تتضمن "الحد الاقصى" حول "كل النقاط"، وتهدف للرد على التجربة النووية السادسة التي قامت بها كوريا الشمالية في 3 سبتمبر الجاري.

ونصت الصيغة الأولى على حظر شامل وفوري على النفط والمنتجات النفطية والغاز وإعادة العاملين الكوريين الشماليين إلى بلادهم، أكثر من 50 ألفا، وتجميد أصول الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وحظر استيراد النسيج من بيونغ يانغ، وفرض عمليات تفتيش عند الضرورة للسفن في عرض البحر عند الاشتباه بأنها تنقل شحنات محظورة بموجب قرارات الأمم المتحدة.

وبعد 4 أيام من المفاوضات مع الصين وروسيا اللتين تتقاسمان حدودا مع كوريا الشمالية، اضطرت واشنطن إلى تخفيف النص، بحيث بات الحظر النفطي "تدريجيا" ومرتبطا بتطور الموقف الكوري الشمالي.

وفي البدء، كانت لندن وباريس تدعمان واشنطن، وتريدان منع تمويل وتوظيف عمال كوريين شماليين، ما كان سيؤدي إلى ترحيل هؤلاء إلى بلادهم.

لكن روسيا، التي يعمل فيها نحو 35 ألف كوري شمالي، عارضت الإجراء خلال المفاوضات، وتم في قرار العقوبات الأخير الصادر في 5 أغسطس الماضي تحديد سقف لعدد هؤلاء العمال في العالم.

دفاع ياباني

من جهته، دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو إلى تعزيز سبل الدفاع في البلاد، وقال: "لن يدافع أحد عنا إذا لم يكن لدينا الرغبة في الدفاع عن انفسنا"، وطلب من وزير الدفاع ايتسونوري اونوديرا إعداد مشروع خطة دفاعية على الأمد المتوسط.

من جهة أخرى، ذكر آبي، المعروف بتأييده لتوسيع وإصلاح الوسائل العسكرية في الارخبيل، انه "يجب تعزيز التحالف الياباني الأميركي" لضمان أمن المنطقة، مضيفا: "يجب ردع كوريا الشمالية عن تكرار أعمالها الاستفزازية"، ملمحا إلى التدريبات العسكرية المشتركة بين اليابان وكوريا الجنوبية.

وبعد أسبوع على التجربة النووية الأخيرة، أكدت الصين أن مستوى الإشعاعات في مناطقها الحدودية مع كوريا الشمالية لم تسجل "أي نشاط غير طبيعي".

وقالت وزارة البيئة الصينية أمس إن "تقييما كاملا للمعطيات يسمح باستنتاج أن التجربة النووية الكورية الشمالية لم تسبب أي آثار بيئية في الصين".

وجاءت الطمأنة الصينية مخالفة بعد يومين من إعلان كوريا الجنوبية أنها رصدت تسريبا إشعاعيا، وقالت إنها تجري تحليلات للعناصر التي رصدتها للتحقق من مصداقية إعلان بيونغ يانغ اختبار قنبلة هيدروجينية من عدمه خلال تفجيرها الأخير.

تعقيد وصبر

في هذه الأثناء، أعربت الحكومة الألمانية عن توقعها بأن يكون التوصل إلى حل دبلوماسي في الأزمة النووية لكوريا الشمالية بطيئا ومعقدا.

وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية في برلين: "أخشى من أن ملف كوريا الشمالية أعقد من الملف الإيراني في العديد من الجوانب"، موضحا أن الاعتقاد بإمكانية التوصل لحل في غضون أسابيع أو شهور لا يمت للواقع بصلة.

وذكر المتحدث أن الحكومة الألمانية تطالب بالصبر والدبلوماسية، لبحث حلول سياسية في الخلاف حول التسلح النووي لبيونغ يانغ، لافتا إلى أن المفاوضات مع إيران حول الاتفاق النووي كانت أشبه بقافلة طويلة استغرقت رحلتها في المفاوضات مدة 12 عاما جابت خلالها وسط آسيا وشبه الجزيرة العربية وفيينا وسويسرا ونيويورك.

وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، إنها تعتزم مناقشة الأزمة هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.