التحقيق مع المخرج اللبناني الفرنسي زياد الدويري في بيروت...

الفن مكبلاً بالأصفاد!

نشر في 12-09-2017
آخر تحديث 12-09-2017 | 00:04
زياد الدويري
زياد الدويري
لم تكتمل فرحة زياد الدويري الذي يزور لبنان لعرض فيلمه «القضية رقم 23» بعد نجاحات حققها الأخير في الخارج، إذ اضطر المخرج اللبناني الفرنسي إلى المثول أمام المحكمة العسكرية اللبنانية للاستماع إلى إفادته، بعدما صودر جواز سفره بسبب زيارته الأراضي الفلسطينية المحتلة لتصوير فيلم سابق له بعنوان «الصدمة»، وهو ما يقع تحت طائلة القوانين المرعية الإجراء في لبنان.
دويري الذي أخلي سبيله بعد تحقيق معه دام نحو ثلاث ساعات، سانده عدد من النشطاء في محنته هذه فتجمعوا أمام المحكمة العسكرية استنكاراً.
أوقفت السلطات في مطار بيروت الدولي مساء الأحد الفائت زياد دويري وأحالته على القضاء العسكري، كما أعلن المخرج اللبناني- الفرنسي لوكالة «فرانس برس»، وأوضح أن الأمن العام اللبناني حجز جوازي سفره اللبناني والفرنسي مشيراً إلى عدم توقيفه على عكس ما تداول ناشطون وصحافيون.

وأبلغ الأمن العام اللبناني المخرج بأن عليه الحضور عند التاسعة من صباح الاثنين إلى المحكمة العسكرية بناء على دعوى رفعت في حقه خلال يونيو الماضي، علماً بأنه قصد لبنان مراراً في السابق ولم يوقفه أحد.

دويري مثل أمام المحكمة بالأمس فعلاً، وذكر في هذا المجال: «أمثل عند التاسعة صباحاً أمام المحكمة العسكرية في لبنان للتحقيق معي بتهمة لا أعرفها، ولا أعرف من خلفها».

وبعدما أنهى ​قاضي التحقيق العسكري​ ​صقر صقر​ التحقيق مع المخرج، أخلي سبيله وتوجه إلى مبنى المديرية العامة للأمن العام لتسلم جواز سفره. وصرّح المخرج: «بعد استجوابي كان قرار المحكمة النهائي ألا نية إجرامية لديّ تجاه القضية الفسطينية».

والدة المخرج ومحاميته وفيقة منصور أوضحت قائلة: «دويري لم يتوقّف وبات ليلته في منزله، ونحن متوجّهان إلى الأمن العام لإنهاء المعاملات». من جانبه، صرّح وكيل دويري: «بعد ثلاث ساعات في المحكمة العسكرية خرج بإخلاء سبيل ولم يُتهم بأي أمر، وهذا دليل إلى أنّ لدينا في لبنان قضاء نزيها».

وتردد أن التحقيق مع دويري يعود إلى تصوير مشاهد من فيلمه «الصدمة» في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكان دويري وصل الى مطار بيروت من باريس لحضور أول عرض فيها لفيلمه الجديد «قضية رقم 23» مساء اليوم في العاصمة اللبنانية، بعد عودته من مهرجان البندقية السينمائي في دورته الـ 74 حيث مثّل لبنان، وفاز فيلمه، وفاز كامل الباشا الذي يشارك في الفيلم بجائزة أفضل ممثل.

وأضاف المخرج «أنا مجروح جداً. أتيت إلى لبنان ومعي جائزة من مهرجان البندقية والأمن العام اللبناني سمح بعرض فيلمي «قضية رقم 23». لا أعرف من وراء استدعائي، وهي مسألة أذتني فعلاً».

آراء

زعم بعض المصادر أن «المخرج زياد دويري أوقف في مطار بيروت بتهمة التعامل مع إسرائيل». وكان ناشطون وصحافيون طالبوه قبل أيام بـ«الاعتذار» عن تصويره في اسرائيل جزءاً من فيلمه «الصدمة» الذي منع عرضه في لبنان، معتبرين أن ذلك يصب في خانة «التطبيع» مع الدولة العبرية.

سياسيون علّقوا على هذه الأزمة، إذ اعتبر وزير الثقافة اللبناني د. غطاس خوري أنّ «دويري مخرج لبناني كبير ومكرم في العالم، وتكريمه واجب»، فيما رأى النائب سامي الجميل في حديث تلفزيوني أنّ الفن ليس له حدود ولا يدخل في الصراعات، مطالباً بوجوب «أن يتمتع الفن بالحصانة ويجب أن نواجه بالثقافة». أما النائب ميشال معوض فغرّد قائلاً: «كان الأجدر بالمعنيين استقبال المخرج زياد دويري العائد بجائزة أفضل ممثل عن فيلمه «القضية 23» من مهرجان البندقية بالسجاد الأحمر والتكريم، وليس بالأصفاد والاحتجاز. لن نقبل بعودة هذه الممارسات».

وفي وقت لاحق، صدر عن الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» بيان اعتبرت فيه أن «الحملة المسعورة تزامنت مع إطلاق فيلم دويري الجديد «قضية رقم 23» في بيروت، وذلك ليس وليد المصادفة ولا علاقة له بفيلمه السابق «الصدمة» الذي صوِّرت أجزاء منه في إسرائيل، إنما النيل من فيلمه الجديد الذي يشرح فيه الحرب اللبنانية بموضوعية وواقعية»... ورأت أن فيلم دويري الجديد يعطي كل فريق في الحرب اللبنانية حقه من الحركة الوطنية إلى الجبهة اللبنانية، ويعرض لوجهات النظر بعيداً من التزوير والتشويه».

دويري يزور بيروت لحضور أول عرض فيها لفيلمه الجديد «قضية رقم 23»
back to top