في ذكرى مرور 16 عاما على اعتداءات 11 سبتمبر 2001، وقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب دقيقة صمت في البيت الأبيض أمس وانحنى مع زوجته ميلانيا وعدد كبير من معاونيه، تكريماً للضحايا عند الساعة 08:46 توقيت اصطدام الطائرة الأولى التي اختطفها تنظيم القاعدة، وضرب بها برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.

ونُكست أعلام البيت الأبيض إحياء لذكرى ضحايا الاعتداءات التي أسفرت عن وقوع حوالي ثلاثة آلاف قتيل في الولايات المتحدة، عدد كبير منهم في مانهاتن.

Ad

وتوجه ترامب، الذي شارك للمرة الأولى في ذكرى 11 سبتمبر منذ وصوله الى الحكم، الى البنتاغون برفقة وزير الدفاع جيم ماتيس.

وفي الوقت نفسه، وقف الأميركيون في أماكن عدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة دقيقة صمت خصوصا في "غراوند زيرو"، موقع برجي التجارة العالمية في نيويورك، حيث تليت أسماء قتلى الاعتداءات بالتسلسل الأبجدي. وشكلت هذه الاعتداءات أول هجوم على أرض الولايات المتحدة التي ردت بإطلاق حرب عالمية ضد الارهاب ما زالت مستمرة الى اليوم.

وفي شأن آخر، أعلن أقرب حلفاء ترامب الحرب على الحزب الجمهوري، الأمر الذي قد يقوض طموحات الحزب عام 2018 ويزيد من حدة التوتر بين القادة الجمهوريين والبيت الأبيض، ويستنزف ملايين الدولارات من خزينة الحزب الجمهوري. هذا الاعلان جاء على لسان كبير الخبراء الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض ستيف بانون أمس الأول، والذي أكد انه ذاهب للحرب على الحزب الجمهوري بسبب عدم دعمه للرئيس.

وفى مقابلة تلفزيونية، أطلق بانون سهامه على كل من زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ورئيس مجلس النواب بول راين "لمحاولتهما إبطال انتخابات 2016" ولرغبتهما في وقف جدول أعمال ترامب الشعبوي الاقتصادي الوطني.

وأوضح بانون: "حاليا لا توجد مساءلة... انهم لا يؤيدون برنامج الرئيس. إنه سر معلوم في كابيتول هيل. الجميع يعرفون ذلك في هذه المدينة" مضيفا أنه سيذهب للحرب من أجل ترامب ضد خصومه في كابيتول هيل وفي وسائل الإعلام، وفي عالم الأعمال والشركات الكبرى الأميركية.

وتقول مصادر في واشطن إن بانون بدأ بعقد اجتماعات خاصة مع متمردين داخل الحزب مثل المتبرع الكبير روبرت ميرسر الذي أعلن استعداده لضخ الملايين من أجل ترامب لمواجهة الجمهوريين اللذين يعارضونه.

هذه الخطوات أطلقت جرس الانذار لدى ماكونيل الذي أوضح للبيت الأبيض أن هذه الخطوات ستؤدي إلى خسارة الملايين من التبرعات والتي يمكن الاستفادة منها لمواجهة الديمقراطيين، وتجنب خسارة الغالبية الضيقة المكونة من أربعة مقاعد في الكونغرس.

كما وصف بانون عزل ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفدرالية السابق جيمس كومي بأكبر خطأ سياسي في تاريخ الولايات المتحدة، مؤكدًا أنه عارض هذا القرار بشدة.

هذا الإحباط في صفوف الجمهوريين سببه طعن ترامب الأٍسبوع الماضي الجمهوريين في ظهرهم من خلال اتفاق مع الديمقراطيين في الكونغرس لتفادي تعثر في السداد وشلل مالي كان يهدد البلاد في نهاية الشهر مع تخصيص أموال طارئة لضحايا إعصار هارفي. ونتيجة لذلك، تساءل العديد من الجمهوريين حول ما إذا كان راين حارسا لمصلحتهم أو كان لديه يد في هذا الاتفاق.