في خطوة كبيرة نحو بلورة مشهد مغاير للوضع المعقد في الصراع السوري، وسّعت الإدارة الأميركية نطاق تعاونها مع روسيا في سورية ليشمل إيران ونظام الرئيس بشار الأسد بصورة مباشرة، على حساب فصائل المعارضة، خصوصاً المرابطة في منطقة البادية على المثلث الحدودي مع الأردن والعراق.

وبعد التفاهم غير المسبوق بين القوتين العظميين على اقتسام محافظة دير الزور الغنية بالنفط بين حلفائهما في الميدان، كشف مصدر مطلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتيف أبلغ طهران أن الأميركيين مستعدون لسحب فصائل المعارضة الموالية لهم من المنطقة الجنوبية بأربعة شروط يجب موافقة إيران عليها أولاً.

Ad

وقال المصدر، لـ"الجريدة"، إن الشرط الأول يتضمن عدم دخول أي ميليشيات موالية لطهران أو "حزب الله" اللبناني، أياً كانت بأي شكل من الأشكال، في البادية الجنوبية ومنطقة المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، في حين يتمثل الثاني بدخول هذه المنطقة ضمن اتفاقية أماكن وقف أعمال العنف وتخفيض التصعيد بين الولايات المتحدة وروسيا، والثالث في ضمان روسيا عدم تعرض قوات الأسد للعناصر الموالية للولايات المتحدة في هذه المنطقة.

وأضاف أن الشرط الأخير يتمثل في الاتفاق على سيناريو مشترك ومناطق نفوذ في الضفة الشرقية لنهر الفرات ومنطقة الرقة، حيث ستقوم الولايات المتحدة بتجميع كل القوى الموالية لها لعملية الرقة والتمركز لمحاربة "داعش" فقط، مؤكداً أن الإيرانيين أبلغوا لافرنتيف موافقتهم على الشروط الثلاثة الأولى، لكنهم أشاروا إلى أن الرابع يجب أن يبحث مع حكومة الأسد.

وفي موافقة سريعة، ذكر المصادر أن السلطات الأمنية السورية أفادت طهران بأن الأميركيين أبلغوا رسمياً فصائل موالية لهم أن الظروف الميدانية في سورية تغيّرت، ويجب التحضير للانسحاب من طريق الأردن، كما بينت أن هذه الفصائل الموجودة في منطقة التنف وجنوب شرقي سورية بدأت التحضير لسحب عناصرها.

في هذه الأثناء، أكدت جماعة "أسود الشرقية" و"تجمع الشهيد أحمد عبدو"، وهما جزء من الجيش السوري الحر ويدعمهما التحالف الدولي، أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية ودولاً مجاورة تدعمهما، ومنها الأردن والسعودية، طلبت منهما إنهاء القتال في جنوب شرق سورية وترك المنطقة والتقهقر إلى الأردن.

وفي اجتماع السبت الماضي بمركز العمليات المشترك في الأردن، رفض قادة الفصائل الطلب الأميركي، مؤكدين أنهم يفضلون "البقاء والموت" في الصحراء بدلاً من ترك ساحة القتال.