هل ما زال مجلس التعاون متعاوناً؟
هل قاربت المسرحية الخليجية على ختامها؟ وهل شارفت على النهاية؟ فإننا اليوم وقد دخلت أزمة الخليج مرحلة حادة وأصبح التراشق الإعلامي ضمن وسائل الاستقطاب نتساءل: هل النهاية سعيدة أم حزينة؟ تتستلم الكويت الرئاسة الدورية لمنظومة مجلس التعاون الخليجي هذا العام، فأجندتها، كما عهدناها، مليئة بالخطط والاستراتيجيات، لمَ لا وقد عرفت بمبادراتها الدبلوماسية والتوافقية وتطلعها لاحتواء الأزمة الخليجية والتمسك بمظلة مجلس التعاون الخليجي؟ولعل النقاط التي تتصدر الأجندة هذا العام تتضمن احتواء الخلاف الخليجي، ووضع حد للأزمات في العلاقات التي تجمع بين دول الخليج.
لم تأت أزمة الخليج بشكل مفاجئ، إنما نتاج تراكمات وشوائب تنتاب العلاقات الخليجية بين الحين والآخر، فتتعالى عليها الدول وتتحملها أحيانا وتتحول إلى المواجهة أحيانا أخرى.فخلال الأعوام الماضية تابعنا المرحلة الأولى من الأزمة الخليجية، وتابعنا أيضا البيان المختصر الذي تزامن مع سحب السفراء، وانتهى خلال مؤتمر الكويت، وأذكر خلال المؤتمر حرص أعضاء الوفود الخليجية على دور الكويت في رأب الصدع، وموازنة العلاقات الخليجية، لكنني لم أتوقع يوما أن تنفجر الأزمة إعلاميا، وأن تثير الاستقطاب الشديد في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبح البعض يعتقد خاطئا أن السب والإهانة تجاه الدول الأخرى واجب وطني.ولم تكن آلية رأب الصدع السياسة الوحيدة التي شغلت اجتماع الكويت قبل عدة سنوات، إنما الاتحاد الخليجي والصيغة الكونفدرالية، وقد عقدنا جلسة نقاشية مغلقة بجامعة الكويت آنذاك متسائلين إن كان للخلاف الخليجي أثر في المطالبة بالاندماجية أم العكس؟ وما العوامل التي تعزز نجاح الانتقال إلى الاندماجية والكونفدرالية؟ وتوصلنا إلى أهمية دور الأمانة العامة لقيادة الجهاز الإداري للمجلس نحو مستقبل واضح في جميع الاتجاهات.كلمة أخيرة: باعتقادي أن مدينة دبي تتربع على عرش قطاع الخدمات والجودة، وهو القطاع الذي نحن ودول الخليج بحاجة إلى تنميته.