دويري: «قضية رقم 23» يروي قصة بلد اسمه لبنان

الفيلم مرشح لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي

نشر في 14-09-2017
آخر تحديث 14-09-2017 | 00:00
يعرض اليوم في صالات السينما اللبنانية فيلم "قضية رقم 23" للمخرج زياد دويري، من بطولة عادل كرم وريتا حايك وكامل الباشا.
في قاعة محكمة، تدور معظم أحداث فيلم "قضية رقم 23" لزياد دويري، الذي يروي "قصة بلد هو لبنان"، بحسب ما يقول المخرج اللبناني، قصة يمكن أن تشكل نموذجا يحتذى لمصالحة لم تتم بين الأطياف المختلفة في البلد الصغير، على الرغم من مرور أكثر من 25 عاما على انتهاء الحرب فيه.

ويقول دويري عن فيلمه الجديد الذي حاز في مهرجان البندقية السينمائي جائزة أفضل ممثل للفلسطيني كامل الباشا، "هي قصة كرامة والبحث عن العدالة، وقصة بلد هو لبنان".

ويضيف: "دخلت على قدر الإمكان في التاريخ، ولكن من دون مبالغة"، مشيرا الى أنه أراد أن يثبت أن "ما من فئة (في حرب لبنان 1975- 1990) يمكنها أن تقول عن نفسها إنها كانت وحدها مضطهدة، وما من فئة يمكنها أن تقول إنها وحدها جُرحت، فثمة فئة أخرى لها الحق أن تقول أيضاً إنها دفعت دماً خلال الحرب".

ويسلط "قضية رقم 23" الذي يبدأ عرضه في لبنان اليوم، الضوء على خلاف بين طوني (عادل كرم)، المسيحي المتطرف، وياسر (كامل الباشا)، اللاجئ الفلسطيني المسلم المقيم في أحد مخيمات لبنان.

ويتحول الخلاف الصغير بين الرجلين الى مواجهة كبيرة في المحكمة تتطور الى قضية وطنية تفتح ملفات الحرب الأهلية المثيرة للجدل بلغة سينمائية جميلة ومتماسكة.

جرأة

وليست هذه هي المرة الأولى التي يتطرق فيها دويري الذي يشكل "قضية رقم 23" فيلمه الروائي الرابع، الى موضوع الحرب اللبنانية الشائك. فقد تناول فيلمه الأول "بيروت الغربية" (وست بيروت) في عام 1998 حقبة بدايات الحرب من وجهة نظر مراهقين يعيشون في الطرف الغربي من بيروت الذي كان آنذاك تحت سيطرة التنظيمات الفلسطينية المسلحة والقوى اليسارية اللبنانية. وطبع الفيلم تاريخ السينما المحلية ما بعد الحرب الأهلية بجرأته.

ونال "بيروت الغربية" جوائز عدة، أبرزها جائزة فرانسوا شاليه خلال مهرجان كان في عام 1998 وجائزة النقاد الدوليين في مهرجان تورنتو.

وتركت الحرب بصماتها على السياسة اللبنانية حتى اليوم، وهي تتجلى في انقسامات عميقة واضطرابات أمنية متفرقة واستشراء الفساد.

وفي إطار تداعيات الحرب هذه، أوقف زياد دويري في مطار بيروت الأحد لساعات، وأحيل إلى المحكمة العسكرية التي أخلت سبيله في اليوم التالي ولم توجه إليه أي تهمة.

وكان دويري المقيم في باريس قد وصل إلى بيروت للمشاركة في عرض لفيلمه أمام الصحافيين الثلاثاء، وجاء توقيفه بعد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي طالبته بـ "الاعتذار" عن تصوير مشاهد من فيلم سابق له في إسرائيل، متهمة إياه بـ "التطبيع" معها.

«لن أعتذر»

وأكد المخرج أنه لن يعتذر عن فيلم "الصدمة" (2011)، متسائلا: "لماذا أعتذر، وممّن؟ لا أحد يعتذر لأنه صنع فيلما".

وأضاف: "هل أعتذر لأني أوصلت فيلم (قضية رقم 23) إلى العالمية، وسمحت لممثل فلسطيني هو كامل الباشا سُجِنَ سنتين في السجون الإسرائيلية بأن يفوز بجائزة أفضل ممثّل في مهرجان البندقية؟ الاعتذار يكون عندما يرتكب الشخص خطأ لا نجاحاً، وبالتالي لن أعتذر".

و"الصدمة" مقتبس عن رواية "الاعتداء" للكاتبة ياسمينا خضرا. وتدور القصة حول جراح عربي إسرائيلي يعالج المصابين في هجوم انتحاري في تل أبيب، ليتبين في النهاية أن منفذة العملية هي زوجته الفلسطينية.

ونال الفيلم جوائز عدة؛ منها جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان سان سيباستيان، والجائزة نفسها في فئة "نظرة أخرى" في مهرجان تيلورايد، وأفضل فيلم في مهرجان مراكش الدولي.

وفيلم "قضية رقم 23"، الذي يضم نخبة من الممثلين اللبنانيين، وهم عادل كرم، ريتا حايك، كميل سلامة، وديامان أبوعبود وكريستين الشويري، إضافة إلى جوليا قصار وطلال الجردي ورفعت طربيه، والممثل الفلسطيني كامل الباشا، يشارك راهنا في مهرجان تورنتو، على أن يعرض في مهرجانات أخرى منها وتيلورايد وقرطاج. ورشح لبنان الفيلم لجوائز أوسكار السينمائية لسنة 2018 عن فئة أفضل فيلم أجنبي.

back to top