إدارة الأزمات والكوارث
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
أكثر العبارات المسؤولة رددها الرئيس ترامب وحاكم ولاية فلوريدا عند إجابتهم عن الخسائر المتوقعة لإعصار إرما "دعونا لا نفكر بالخسائر المادية ولكن بكيفية إنقاذ الأرواح"، كما أن حاكم الولاية زاد على ذلك بالصراحة والوضوح مخاطباً سكان ولايته بأن عليهم اللجوء إلى أقرب مكان آمن عند دخول الإعصار، والطلب ممن لم يبادر بالتحرك أثناء دخول الإعصار البقاء في منازلهم لخطورة الوضع، وزاد على حديثه بأن رجال الإنقاذ جاهزون، ولكن لن أدعهم يباشروا عملهم حتى انجلاء الخطر. هكذا دولة أكدت كفاءتها في إدارة الأزمات قبل حدوثها وأثناءه، لذلك جاءت خططها متكاملة لم تترك شيئا للمصادفة، فمثلا فرق الإنقاذ والطوارئ قد بدأت بالعمل مباشرة بعد انحسار الإعصار والحديث عن التخلص من مياه الأمطار والمجاري وعودة الكهرباء والماء إلى المناطق المنكوبة لن يتجاوز أسبوعا، ناهيك عن أن المتاجر قد عادت إلى عملها، وهذا دليل على أن الإدارات المعنية بالأزمات استطاعت الانتقال بين مراحل الأزمة قبلها وأثناءها إلى مرحلة التعافي. هذه العقلية في إدارة الأزمات يجب أن تدرس في الجامعات، وأن تحذوا دول العالم حذو أميركا واليابان، وخصوصاً دولنا التي تغرق في "شبر ماي" مع أول اختبار رغم الوفرة المالية، وللعلم فإن منطقة الخليج ليست آمنة أو بعيدة عن الكوارث الطبيعية، لذا يجب عدم حصر أو اختزال مفهوم الكوارث بالبراكين والزلازل والأعاصير رغم إمكانية حدوثها وما إعصار "جونو" الذي أصاب سواحل عمان ببعيد عن الذاكرة. سمعنا أن دول مجلس التعاون الخليجي قد أنشأت مركزا لإدارة الأزمات والكوارث، فأين المشروع الذي تقدمنا به نحن ومجموعة من الزملاء منذ سنوات مضت وحتى هذه اللحظة لم نسمع له صوتاً وكأن القضية مكاتب ورواتب؟ ودمتم سالمين.