بغداد تُقيل محافظ كركوك... والتوتر يتصاعد بشأن الاستفتاء

• كريم: باق في منصبي... وقرار البرلمان العراقي باطل
• العامري يلوح بـ «حرب حتمية» بين العرب والأكراد

نشر في 14-09-2017
آخر تحديث 14-09-2017 | 21:45
مقاتلون مسنون في قوات البيشمركة الكردية في أربيل أمس الأول خلال مسيرة داعمة لاجراء الاستفتاء        (أي بي أيه)
مقاتلون مسنون في قوات البيشمركة الكردية في أربيل أمس الأول خلال مسيرة داعمة لاجراء الاستفتاء (أي بي أيه)
في خطوة أسهمت في تصعيد التوتر بشأن الاستفتاء على استقلال كردستان عن العراق، صوّت البرلمان العراقي، أمس، على إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم المؤيد للانفصال، وذلك بطلب من رئيس الحكومة، وبسبب تمسكه بإجراء الاستفتاء في كركوك المتنازع عليها.
صوت مجلس النواب العراقي، أمس، بالإجماع على إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم المؤيد لمشاركة المدينة المتنازع عليها في الاستفتاء الذي يعتزم إقليم كردستان العراق تنظيمه في 25 الجاري حول استقلاله عن بغداد.

وقال مكتب رئيس المجلس سليم الجبوري، في بيان، إن "المجلس صوت على إقالة محافظ كركوك بعد تسلم طلب رئيس الوزراء حيدر العبادي لإقالته من منصبه".

وكان رئيس الوزراء العراقي قد تقدم بطلب الى مجلس النواب لإقالة المحافظ، استنادا الى قانون المحافظات غير المنتظمة الصادر في 2008.

اقرأ أيضا

وانسحب النواب الأكراد من الجلسة التي أدرج فيها طلب رئيس الوزراء على الإقالة.

ويدعم كريم الذي ينتمي الى الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس السابق جلال الطالباني ضم مدينته الغنية بالنفط الى استفتاء انفصال كردستان.

التحالف الكردستاني

وفي أول رد فعل على الإقالة، قال زانا سعيد النائب عن التحالف الكردستاني إن "مجلس محافظة كركوك لا يطبق عليه هذا القانون، لهذا لا يمكن إقالة المحافظ استنادا اليه".

وقال نائب رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان النائب شاخوان عبدالله، أمس، إن "قرار البرلمان بشأن إقالة محافظ كركوك هو قرار لبرلمان المكون العربي لا الاتحادي"، مشيرا الى أن "قرار برلمان بشأن المحافظات غير المنتظمة بإقليم لن نلتزم به، وسيكون مصيره مصير القرار السابق برفض رفع العلم في كركوك".

ووصف محافظ كركوك نجم الدين كريم أمس، قرار البرلمان بأنه باطل، وأكد أن مجلس المحافظة هو الوحيد المختص بسحب الثقة والإقالة.

وكان كريم قد علق أمس الأول، على جمع التواقيع في البرلمان لإقالته قائلا: "لن يكون هناك أي تغيير في وضعنا قبل إجراء الاستفتاء، البرلمان العراقي لم يمنحني الثقة لكي يقرر إقالتي، فمجلس المحافظة في كركوك هو الذي منحني الثقة لمنصب المحافظ، وقد تمكنت من الحصول على أكثر من نصف أصوات المواطنين في الانتخابات الأخيرة، وفقط عندما يقرر أهالي كركوك إقالتي من هذا المنصب سأنفذ ذلك".

وقال وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري معلقا: إنه "ليس من حق" البرلمان العراقي إقالة محافظ كركوك، وأوضح زيباري أن المحافظ يشغل منصبه بالانتخاب، وأن مجلس المحافظة هو الهيئة الوحيدة المخولة بإقالته.

من ناحيته، قال رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، أمس الأول، خلال مشاركته في احتفالية نظمت في قضاء آكري تأييدا لإجراء الاستفتاء، "من يُرد أن يجرب إرادة الشعب الكردي فليتفضل"، مشيرا الى أن "البرلمان العراقي لن يتمكن من كسر إرادة الشعب الكردي".

وأضاف البارزاني في كلمته، أن "قرار الاستفتاء هو قرار جميع الأحزاب الكردستانية، فقد فشلت جميع محاولاتنا مع العراق، وعلى المسؤولين العراقيين أن يسألوا أنفسهم، لماذا فشلت جميع محاولات الشراكة معهم"، موضحا، "أننا ننتظر الاستقلال منذ مئة عام، ولكن اذا كان هناك لديهم بديل عن الاستفتاء، على أن تتحقق جميع الأهداف التي نسعى إليها فسوف نقبل بذلك".

وأكد "مستعدون لتحمل كلفة الاستقلال"، مشيرا الى أنه "بعد إجراء الاستفتاء سنفتح أبواب الحوار حول الكثير من المواضيع".

الى ذلك، أعلنت مصادر نيابية كردية تأجيل انعقاد أول جلسة لبرلمان إقليم كردستان منذ سنتين، والتي كانت مقررة أمس الى اليوم.

وقال النائب الكردي، دلير ماوتي، إن التأجيل حدث "نظراً للمنهج الداخلي لبرلمان كردستان، والذي يشير الى إبلاغ جميع أعضاء البرلمان قبل 48 ساعة عن موعد عقد الجلسة، وهو ما لم يتحقق".

الحكيم

في المقابل، دعا رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، أمس، رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني إلى تأجيل الاستفتاء. وقال أمام حشد في النجف، إن "إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها أمر يستفز العراقيين، وأن الإصرار على إجرائه في هذه المناطق خطوة بالاتجاه المعاكس وتخاطر بالسلم المجتمعي، وخاصة أن هذه المناطق تشكل مساحة تعادل مساحة الإقليم بنسبة مائة في المئة".

بدوره، تعهد الأمين العام لـ "منظمة بدر" الشيعية المسلحة هادي العامري، بـ "بذل الجهود من أجل منع إجراء الاستفتاء"، معتبراً أن "الحرب الأهلية ستكون حتمية إذا استمر التصعيد".

وقال العامري في كلمة خلال افتتاح الدورة الحادية عشرة لمهرجان "الغدير" الإعلامي في محافظة النجف أمس: "يؤرقنا ويحزننا ما يجري بشأن الاستفتاء"، داعيا "الجميع إلى العمل لمنع الانزلاق نحو حرب أهلية، لأن عندها سينتهي كل شيء".

تركيا

إلى ذلك حذرت أنقرة، أمس، من أن تنظيم الاستفتاء "سيكون له ثمن". ودعت وزارة الخارجية التركية، في بيان، أربيل الى التخلي عن هذه "المقاربة الخاطئة"، وأشادت بتصويت البرلمان العراقي ضد الاستفتاء.

تركيا تتوعد الأكراد بدفع الثمن في حال أجروا الاستفتاء
back to top