«قافلة داعش» تصل إلى دير الزور... واتفاق على مصير إدلب
• دول عربية قد تنضم إلى أستانة
• الأسد لخامنئي: أنتم جزء من الانتصار
• «جيش الأحرار» يبتعد عن «النصرة»
مع تحول دير الزور إلى مسرح لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها قوات النظام السوري، بدعم روسي، في مركز المدينة وريفها الغربي، والثانية أطلقتها قوات سورية الديمقراطية (قسد)، بدعم بري وجوي أميركي، في الريف الشرقي، بلغت قافلة تنظيم "داعش" وجهتها في المحافظة، بعد أكثر من أسبوعين على إخلائها الحدود اللبنانية - السورية.
بعد إخلائها المنطقة الحدودية بين لبنان وسورية في 28 أغسطس، بموجب اتفاق مع "حزب الله" ، وصلت قافلة تقل مقاتلين من "داعش" وأفرادا من عائلاتهم إلى دير الزور، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.ويقضي اتفاق "حزب الله- داعش" في أحد بنوده، بضمان الحزب والنظام إيصال القافلة إلى مناطق سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور، مقابل إفراج "داعش" عن الأسير أحمد معتوق، الأمر الذي تحقق فعلياً، بوصوله إلى بلدته صير الغربية في جنوب لبنان، وسط استقبال شعبي.وبعد عرقلته سير الحافلات في 30 أغسطس بضربتين جويتين استهدفتا طريقاً كان من المفترض أن تسلكه القافلة خلال توجهها الى مدينة البوكمال، أبلغت روسيا التحالف الدولي، عبر "خط تجنب الاصطدام"، أن قوات النظام ستمر عبر المنطقة، طالبة إخلاء المنطقة من الطائرات الأميركية.
وأعلن التحالف، يوم الجمعة، أنه "لضمان تجنب الاصطدام، غادرت طائرات المراقبة المجال الجوي المحاذي بطلب من المسؤولين الروس، خلال هجومهم على دير الزور".
استقبال روسي
وبعيد وصول القافلة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن تدمير عدد من مواقع "داعش" في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي بـ7 صواريخ "كاليبر"، أطلقتها الغواصتان "فيليكي نوفغورود" و"كولبينو" الموجودتان في الجزء الشرقي من المتوسط.وأوضحت أن الصواريخ المجنحة اجتازت في طريقها مسافات تراوحت بين 500 و670 كم، واستهدفت بدقة مواقع مهمة للتنظيم، بما في ذلك مراكز قيادة ومخازن أسلحة وذخيرة.الأسد وخامنئي
إلى ذلك، وجه الأسد رسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بارك له فيها فك الحصار عن مدينة دير الزور، وأشاد فيها بدوره في "الحرب ضد الإرهاب ومساعدة الشعب السوري على تحرير وطنه من رجس الإرهابيين التكفيريين".وفي الرسالة، التي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية، قال الأسد: "دعم إيران كان أساسياً لمساعدة سورية في صمودها في الحرب الصعبة، وشعبها ضحى بدمائه في محاربة الإرهاب، ونعتبره شريكاً لنا في الانتصار"، مضيفاً: "ستواصل سورية وإيران العمل معا لأجل إقامة نظام إقليمي ودولي قائم على أساس العدل والمساواة، كما أبارك لكم وللحكومة والشعب الإيراني الإنجاز الاستراتيجي المتمثل في فك الحصار عن مدينة دير الزور".مذبحة 2016
في إطار عمليات اجتثاث "داعش"، سيطرت قوات النظام، أمس، على كتيبة الدفاع الجوي في محيط مطار دير الزور العسكري، على مساحات واسعة بالريفين الغربي والشرقي للمدينة، ووصلت إلى محطة الضخ الأولى للمياه في المريعية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "سانا".وأكد المرصد أن النظام يتقدم نحو قرية المريعية المحاذية للمطار، وسيطر على مساكن الرواد وجامعة الجزيرة، مع استمرار المعارك العنيفة في منطقة البغيلية، التي كانت في مطلع 2016، مسرحاً لمذبحة مروعة نفذها "داعش" بحق عسكريين ومدنيين.ونبه المرصد إلى أن وحدات النظام مدعمة بغطاء جوي روسي تعمل على تأمين مهابط مطار دير الزور وتنظيفها، واستخدامها كقاعدة لانطلاق الطائرات الروسية، للمشاركة بشكل رئيسي في عملية طرد "داعش" من ضفاف نهر الفرات ومدينة دير الزور من قرية محيميدة.معركة الرقة
وفي الرقة، حققت قوات سورية الديمقراطية (قسد) تقدماً على حساب "داعش" داخل مدينة الرقة، وباتت تسيطر على ثلثي مساحتها.وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن هذه القوات ذات الغالبية الكردية تمكنت من السيطرة على حي الثكنة الواقع في وسط المدينة، بعد معارك عنيفة وغارات أميركية مكثفة، دفعت "المدنيين للنزوح إلى حي البدو المجاور والمناطق الواقعة تحت سيطرة داعش في القسم الشمالي".وأعرب عبدالرحمن عن اعتقاده بأن "المعركة في الرقة تدخل مراحلها الأخيرة"، مقدراً عدد مقاتلي التنظيم بـ"بضعة مئات" بعد مقتل عدد منهم وفرار آخرين من المعارك.«تحرير الشام»
وبعد ساعات من إعلان قياديين بارزين، بينهم السعودي عبدالله المحيسني، ترك الهيئة، التي يقودها زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني، أعلن "جيش الأحرار" ليل الأربعاء - الخميس، الانشقاق رسمياً عن "تحرير الشام".وأوضح "جيش الأحرار"، الذي يعد ثاني أكبر فصيل في الهيئة، في بيان أن قرار الانفصال جاء بعد "أحداث مؤلمة على المستوى الداخلي للساحة، وما رافقها من تجاوزات كان آخرها التسريبات الصوتية"، التي اعترف فيها الجولاني بنيته مهاجمة فصائل الجيش الحر وتوعد قياديين آخرين باعتقال أعضاء من اللجنة الشرعية لعدم قبولهم بإملاءاته.خفض التصعيد
سياسياً، أعلن رئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات أستانة ألكسندر لافرينتييف أن الجولة السادسة تعد ختامية لعملية إقامة مناطق تخفيف التصعيد الأربع، لكنه أكد أن المفاوضات ستستمر، إذ لا تزال هناك مشاكل ومسائل عدة يجب حلها.ورداً على سؤال حول إقرار مناطق تخفيف التصعيد من قبل مجلس الأمن، أوضح الدبلوماسي الروسي أن هذه المسألة مرتبطة بموقف بعض الدول التي لا تزال ترفض حق إيران في المشاركة بالتسوية وإعادة الإعمار.وفي وقت سابق، أعلن رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف أن بلاده سترسل عسكرييها إلى مناطق خفض التوتر، في حال اتخاذ مجلس الأمن قرارا بإرسال مراقبين.وقال الوفد الروسي إن مصر ولبنان قد يشاركان بإرسال مراقبين.عملية المراقبة
وأفادت مصادر مطلعة بأن مراقبة إدلب تعد من أصعب الملفات المطروحة، مشيرة إلى اتفاق مبدئي لنشر قوات تركية بمناطق المعارضة، وروسية وإيرانية من جهة النظام.وفي اليوم الأول، تم التوافق على 4 وثائق، وتبقت وثيقتان قيد البحث التقني، موضحة أن الخلاف مستمر فقط حول المتعلقة بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين، ومن غير المستبعد تأجيل التوقيع عليها إلى الجولة المقبلة.ونقلت وكالة "نوفوستي" عن مصدر في أحد الوفود أن الإمارات ومصر والعراق والصين عبرت عن رغبتها في حضور مفاوضات أستانة بصفة مراقبين، إلى جانب روسيا وإيران وتركيا.