وجَّهت رسالتين في المقالتين السابقتين؛ الأولى للحاسد، والثانية للفاسد، واليوم رسالتي إلى "الناجح".أرجوك، لا تتراجع أو تتردد في تحقيق النجاح والإبداع والتميز، بسبب "الحسد والفساد" اللذين يتصدران قوائم أعداء النجاح في بلادنا، فعلى ما يبدو أن "الحسَدة والفَسَدة" في بلادنا يصرون على البقاء والاستمرار بممارسة وظائفهم الشيطانية، بزرع التراجع والتخلف والإحباط بين صفوف الناس.
عليك أيها "الناجح" أن تدرك أن الحاسدين والفاسدين لا يستهدفون الفاشلين، وملاعبهم لا تستهويهم، إنهم يسلطون شرورهم على الناجحين، لقهرهم وإحباطهم، وعرقلتهم، وبعثرة جهودهم، ليتساوى أمامهم الناس، لا بالتميز والنجاح، بل بالتقاعس والتخاذل والتراجع والفشل.أنت لا تختلف عن غيرك من الناجحين والمتميزين في مجتمعات العالم المتقدم، فالله سبحانه وهبك الذكاء والفطنة وصفاء الذهن مثلما وهبهم، وحين درست أنت وأمثالك من الأذكياء والموهوبين في الجامعات والمعاهد المحلية أو الأجنبية، وخاصة المرموقة منها، جلست كتفاً بكتف في ذات الفصول والمعامل والمختبرات مع زملائك الفائقين من أبناء ذلك العالم المتقدم، وأصبت معهم النجاح والتفوق، وحصلت مثلهم على أعلى الدرجات العلمية، مقرونة بمراتب الشرف، وتم قيدك ضمن قوائم البارزين دراسياً فيها، وافتخر بك والداك وأهلك ووطنك، وعُدت مكللاً بأعلى المؤهلات الدراسية إلى بلادك.بعدها أدركت، بفطنتك، أن المواهب الإنسانية واحدة، والفرق فقط في كيفية صقلها والاستفادة منها، وأنت تعلم أن الفارق بينك وبين زملائك من أبناء العالم المتقدم، أنهم انخرطوا بعد الدراسة والتحصيل العلمي في بيئة تحفز على الإبداع والانطلاق، بينما عدتَ لتواجه بيئة تسعى لإحباطك وتنفيرك من العمل والعطاء والإبداع، بيئة يسودها الفساد والحسد والتعقيد الإداري والتنظيمي، لكن عليك ألا تدع هذه الشباك تنال من عزيمتك وطموحك وآمالك، لأن ظلام الفساد والحسد والضغائن جبان، ولا يقوى على المواجهة، ويتبدد مع كل نقطة ضوء تصر على التوهج والاشتعال. وبالنهاية، فإن إرادة النجاح تتغلب على نوازع الفشل، وسترى جيوش الحاسدين والفاسدين تتقهقر وتتراجع أمام إرادة وعزيمة ناجح واحد يفرض نفسه؛ بعلمه وإبداعه وتميزه، وذلك على قاعدة "ما هو لا من هو"، أي ما هي قدراته؟ بغض النظر عن انتمائه الاجتماعي أو العرقي أو المذهبي، وستجد المجتمع يفسح لك المكانة ضمن فصائل الناجحين والمتفوقين والمخلصين، الذين على سواعدهم وبعقولهم تم ويتم بناء الوطن، والخير معقود دوماً بنواصيهم.في رسالتي للحاسد، وأقصد بها الحاسدين، قلت إن بيل غيتس، كأغنى رجل في العالم وأكثر المؤثرين في مسيرة المجتمعات الإنسانية، لا يمكن أن يظهر بيننا، لأنه لن يدري من أين ستأتيه الضربات، لكنني أقول لك أيها "الناجح" انظر حولك، لتجد في كل مجال، ليس بالضرورة "بيل غيتس أو آينشتاين آخر"، لكن ستجد نماذج للتفوق والإبداع تمضي للأمام، وتتقدم وتأخذ بيد بلدها إلى آفاق التقدم، وستجد أن المجتمع في النهاية لابد أن يكشف الفاسدين والحاسدين والمعرقلين ويعزلهم، ويفسح الطرق للحالمين والمؤهلين والمبدعين، لينتفع بعطائهم، لأنهم في النهاية هم القادرون على البناء والارتقاء.تقدم أيها الناجح والمبدع والمتميز، ولا تتردد.
أخر كلام
6/6 : رسالة إلى ناجح
15-09-2017