استعرض النظام الشيوعي في كوريا الشمالية قوته الباليستية، وأطلق صاروخا جديداً حلق فوق شمال اليابان، قبل أن يسقط في المحيط الهادئ، ضاربا عرض الحائط بحزمة العقوبات الثامنة التي فرضها عليه مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي.

وذكرت قيادة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية أن الصاروخ أطلق صباح اليوم قطع مسافة تصل إلى نحو 3700 كيلومتر، وسجل أعلى ارتفاع عند 770 كيلومترا، ردت سيول بإطلاق صاروخ باليستي آخر يحاكي هجوما على بينوغ يانغ.

Ad

وفي شمال وشمال شرقي اليابان، تم تفعيل نظام الإنذار "جيه - أليرت"، وحثت الحكومة سكان المنطقة على التزام منازلهم أو التوجه إلى الملاجئ.

وأفاد وزير الدفاع الياباني إيتسونونري أونوديرا بأن المسافة التي قطعها الصاروخ الكوري الشمالي كانت كافية للوصول إلى جزيرة غوام الأميركية.

وأعلنت القيادة الأميركية في المحيط الهادئ أن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية ربما يكون "صاروخا باليستيا متوسط المدى".

وكانت كوريا الشمالية أطلقت أغسطس الماضي صاروخا باليستيا قصير المدى من طراز (هواسونج 12-) فوق اليابان. وأعلنت أنها أجرت تجربة على "قنبلة هيدروجينية" في الثالث من سبتمبر الجاري.

إدانات واجتماع

وأثار إطلاق الصاروخ إدانات من دول المنطقة. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئ في أعقاب إطلاق الصاروخ الباليستي فوق اليابان. وجاء الاجتماع المغلق بناء على طلب من الولايات المتحدة واليابان.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إطلاق الصاروخ، معلناً أن محادثات مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة ستجرى على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في نيويورك.

وقال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، في بيان، إن "هذا الانتهاك الفاضح لقرارات مجلس الأمن حصل بعد أيام فقط" على التجربة النووية السادسة التي أجرتها كوريا الشمالية.

وشدد رئيس وزراء اليابان شينزو آبي على أن طوكيو "لا يمكن أن تتسامح إطلاقا مع عمل مثير للغضب". وقال رئيس كوريا الجنوبية مون جاي أن: "استفزازات كوريا الشمالية المتكررة بمنزلة تهديد خطير لشبه الجزيرة الكورية ولسلام وأمن المجتمع الدولي".

وأضاف مون أن بيونغ يانغ "تستحق انتقادا قاسيا بالنظر إلى فعلتها الخطيرة بإطلاق صاروخ عبر المجال الجوي لدولة أخرى".

وطالب حلف شمال الأطلسي (ناتو) بردّ فعل عالمي، وصرح السكرتير العام للحلف ينس شتولتنبرغ بأن قيام كوريا الشمالية بإطلاق الصاروخ الجديد يمثل "انتهاكا آخر مستهترا بقرارات منظمة الأمم المتحدة".

وأكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن بلاده ستتحد والمجتمع الدولي في مواجهة الاستفزازات.

ودان الاتحاد الأوروبي كوريا الشمالية، واعتبرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد فيديريكا موغيريني، في بيان، أن "أمن جيران كوريا الشمالية المباشرين والمنطقة والمجتمع الدولي بأسره مهدد".

عمل فاحش

وفي وقت التزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصمت، ولم يعلق على أحدث خطوات الاستفزاز الكورية، اتفق وزير الخارجية الياباني تارو كونو ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون على تكثيف الضغط الدولي على كوريا الشمالية.

وذكرت وزارة الخارجية اليابانية، في بيان، أن الجانبين وصفا خلال مكالمة تجربة كوريا الشمالية الأخيرة بـ "العمل الفاحش"، مبينة أن ذلك يقوض جهود المجتمع الدولي.

وأضاف البيان أن الجانبين أكدا ضرورة تعاون الصين معهما لضمان تنفيذ سلسلة من العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.

الصين وروسيا

ودانت الصين، أبرز حلفاء كوريا الشمالية، عملية الإطلاق، قائلة إنها تنتهك قرارات مجلس الأمن، لكنها دعت كل الأطراف إلى ضبط النفس.

وقالت المتحدثة باسم "الخارجية" الصينية، هوا شونينج، في بكين إن بلادها ستواصل تنفيذ كل قرارات العقوبات بشكل شامل وكامل، مشيرة إلى أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية "معقد وخطير".

ووصف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الخطوة الكورية الشمالية بـ"الاستفزاز الجديد" الذي يؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة.

وقال بيسكوف للصحافيين: "روسيا قلقة من عمليات الإطلاق الاستفزازية التي تؤدي إلى مواصلة تصعيد الوضع، وزيادة التوتر في شبه الجزيرة، نحن ندين بشدة استمرار هذه الأعمال".