بعد يومين من المحادثات في كازاخستان، اتفقت كل من روسيا وإيران وتركيا، أمس، على مراقبة منطقة رابعة لخفض التوتر ستقام في محافظة إدلب كجزء من خطة تقودها موسكو لحلحلة النزاع المستمر منذ ست سنوات.

وذكر بيان مشترك، تلاه وزير خارجية كازاخستان خيرات عبدالرحمانوف، أن وفود روسيا برئاسة المبعوث الرئاسي ألكسندر لافرينتيف وإيران وتركيا برئاسة كل من نائبي وزيري الخارجية حسين أنصاري وسيدات أونال أعلنت اتفاقها على "تخصيص" قوات تابعة لها لمراقبة المنطقة، التي تشمل محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.

Ad

وأوضح عبدالرحمانوف، بحضور مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا ورئيس وفد الحكومة ​بشار الجعفري​ و24 ممثلاً عن فصائل المعارضة، أن مناطق خفض التصعيد ستكون لستة أشهر ويمكن تمديدها، مشيراً إلى أن الجولة المقبلة من المحادثات ستجري في أواخر أكتوبر المقبل.

وإذ أعلن عبدالرحمانوف تشكيل مركز تنسيق ثلاثي إيراني روسي تركي، لتجنب الأحداث في مناطق خفض التصعيد، أفادت وزارة الخارجية التركية، بأن "مراقبي الدول الثلاث سينتشرون في نقاط تفتيش ومراقبة في مناطق آمنة تشكل حدود منطقة عدم التصعيد"، مبينة أن "مهمتهم الرئيسية هي منع وقوع اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة أو أي انتهاك للهدنة".

وبعد مناقشة روسيا وتركيا وإيران تشكيل لجان مصالحة وطنية، دعا البيان الأطراف المتنازعة وممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني لاستغلال الظروف الملائمة الناشئة لتفعيل الحوار والدفع إلى الأمام بالعملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف وغيرها من المبادرات.

مرحلة جديدة

واعتبر رئيس الوفد الروسي أن إقامة مناطق خفض التوتر توقف سفك الدماء وتفتح مرحلة جديدة في سورية، مطالباً بضرورة إشراك المعارضة السورية البناءة في محاربة الإرهاب في أقرب وقت.

وشدد رئيس وفد إيران على أن الحرب على الإرهاب مستمرة وأنه تم بشكل نهائي الفرز بين المجموعات المسلحة، وتم الاتفاق بين الدول الضامنة على انضمام دول أخرى بصفة جهات مشاركة، موضحاً أنه اقترح مشاركة جميع الدول الحدودية مع سورية لعملية أستانة كدول مراقبة مثل لبنان والعراق.

وإذ اعتبر البيان المشترك الاتفاق امتحاناً للجهات المراهنة على استخدام الإرهاب، أعلن الجعفري​ أن "الجولة السادسة من اجتماعات أستانة اختتمت بنجاح والحكومة مع أي مبادرة من شأنها حقن دماء السوريين"، لافتاً إلى أن "تم الاتفاق على منطقة تخفيف التوتر في إدلب".

وقال الجعفري، في مؤتمر صحافي، إن "انتصار قواتنا المسلحة على ​تنظيم داعش​ في جبهات عديدة يؤكد تصميم سورية على تحرير كل شبر من التنظيمات الارهابية حيثما وجدت"، كاشفاً أن كل حكومة وقعت على هذا الاتفاق معنية بالحفاظ على السيادة السورية.

وفي وقت سابق، أعلنت ​وزارة الخارجية الروسية​ أن ​وزير الخارجية​ ​سيرغي لافروف​ بحث في ​اتصال هاتفي​ مع نظيره الاميركي ​ريكس تيلرسون​ التعاون الثنائي لتسوية الأزمة في ​سورية.

منطقة عازلة

إلى ذلك، رفضت روسيا طلباً من إسرائيل لإقامة منطقة عازلة مساحتها 60 كيلومتراً بين مرتفعات الجولان. وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" في موقعها الإلكتروني، أمس، أن موسكو وعدت فقط بأن الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران لن تقترب من الدولة العبرية وسوف تكون بعيدة عنها بخمسة كيلومترات.

وذكرت الصحيفة، أن رفض الكرملين جاء قبل اجتماع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب فى نيويورك يوم الاثنين المقبل، مشيرة إلى أن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان شدد على أن إسرائيل ستبذل كل ما فى وسعها لمنع إقامة ممر شيعي من طهران إلى دمشق.

«جهاد» بن لادن

في غضون ذلك، دعا حمزة بن لادن نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتل في غارة أميركية عام 2011، المسلمين في عموم أقطارهم للانضمام إلى الجهاد في سورية في مواجهة "العدو الصليبي" و"الروافض".

وقال حمزة بن لادن، في تسجيل صوتي نشره موقع مؤسسة السحاب للإنتاج الفنّي والإعلامي، "أمتي المسلمة، إخواني المسلمين في إندونيسيا، إخواني المسلمين في المغرب الإسلامي، إخواني المسلمين بينهما، ليست هذه محنة الشام لكنها محنة الإسلام".

وأضاف الشاب العشريني، الذي أدرجته واشنطن على لائحتها السوداء، "لكي يستطيع أهل الشام صدّ هذا العدوان الصليبي الرافضي العالمي

لا بد من تكاتف المسلمين كل المسلمين، لا بد من اليقظة والتحرك السريع الجاد المنظم لدعم أهل الشام المباركة قبل فوات الأوان. يجب أن تكون قضية الشام قضية الأمة كلها".

وشدد حمزة بن لادن، الذي يستعد لقيادة تنظيم القاعدة مستفيداً من هزائم "داعش" لتوحيد المقاتلين المتشددين في العالم أجمع تحت رايته، على أن "المجاهدين" في سورية "في أمسّ الحاجة" لدعم المسلمين، سواء بالعديد أو المال أو أي مساعدة أخرى.

بنود اتفاق «أستانة 6» لخفض التوتر

أصدرت روسيا وتركيا وإيران، باعتبارها الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سورية، بياناً مشتركاً حول آلية عمل مناطق خفض التوتر، هذه أهم نقاطه:

• إعلان إقامة مناطق خفض التوتر، وفقا للمذكرة المؤرخة في 4 مايو 2017، في الغوطة الشرقية، وبعض أجزاء شمال محافظة حمص، وفي محافظة إدلب، وبعض أجزاء المحافظات المتاخمة لها (اللاذقية، وحماة، وحلب) وبعض أجزاء جنوب سورية.

• تأكيد أن إقامة مناطق خفض التوتر إجراء مؤقت، ستكون مدة سريانه 6 أشهر في البداية، قابلة للتمديد تلقائياً بإجماع الدول الضامنة.

• إقامة مناطق خفض التوتر لا تمس سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.

• نشر قوات لمراقبة خفض التوتر، وفقا للخرائط المتفق عليها بأنقرة في 8 سبتمبر، وبموجب شروط وضعتها لجنة العمل المشتركة، في المنطقة الآمنة بإدلب وأجزاء من المحافظات المجاورة لمنع وقوع اشتباكات بين الأطراف المتنازعة.

• تشكيل لجنة إيرانية - روسية - تركية مشتركة لتنسيق عمل قوات المراقبة.

• مواصلة حرب "داعش" و"النصرة" وجماعات وكيانات أخرى مرتبطة بهما داخل مناطق خفض التوتر وخارجها.

• ضرورة الاستفادة من مناطق خفض التوتر لتأمين إيصال سريع وآمن ودون إعاقة للمساعدات الإنسانية.