شهدت القاهرة أمس السبت يوماً قضائياً حافلاً، ففي حين أيدت محكمة النقض – أعلى درجات التقاضي في مصر- حكم السجن المؤبد بحق الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، في قضية اتهامه بالتخابر مع قطر، قررت محكمة جنايات القاهرة إحالة أوراق 7 متهمين من عناصر إحدى الخلايا الإرهابية الداعشية في محافظة مرسى مطروح، غرب القاهرة إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، كما ألغت المحكمة حكم سجن مرسي في ذات القضية 15 عاماً، في حين أيدت إعدام 3 متهمين آخرين.وكانت محكمة جنايات القاهرة، أصدرت حكماً في 19 يونيو الماضي، بإجماع الآراء بالإعدام شنقاً لـ3 متهمين في قضية التخابر، وسجن مرسي 40 عاماً، والسجن المؤبد لسكرتيره أمين الصرفي، ومدير مكتبه أحمد عبدالعاطي، كذلك معاقبة آخرين في القضية بالسجن المشدد.
الأحكام الصادرة من محكمة النقض نهائية ولا يجوز الطعن عليها، فيما يعتبر حكم، أمس، ثاني حكم نهائي بحق مرسي إذ حصل المعزول على حكم نهائي بالسجن المؤبد، في قضية «اقتحام السجون».إلى ذلك، حدّدت محكمة جنايات القاهرة جلسة 25 نوفمبر المقبل للنطق بالحكم على العناصر المتورطة في قضية مطروح الداعشية، التي تتبع فرع تنظيم الدولة في ليبيا.
السيسي وترامب
على صعيد آخر، وبينما انطلق العام الدراسي الجديد في الجامعات المصرية، أمس، وسط أجواء استنفار تشهدها مؤسسات الدولة، يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة إلى نيويورك اليوم الأحد، للمشاركة في أعمال الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يفترض أن تعقد «قمة مصرية – أميركية» بين السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.ومن المفترض أن يلقي الرئيس بيان مصر أمام الجمعية العامة، وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة السفير علاء يوسف بأن الرئيس سيشارك في قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كما يلقي بيان مصر أمام القمة، متضمناً استعراض الجهود المصرية في هذا الصدد، ولأنها سابع أكبر دولة مساهمة في قوات حفظ السلام.وأيضاً يتضمن البيان موقف مصر من تطوير عمليات حفظ السلام الأممية، سعياً للتوصل إلى رؤية متكاملة لمنع النزاع واستدامة السلام.يوسف قال، إن الزيارة سوف تشهد أيضاً نشاطاً مكثفاً، فبالإضافة إلى لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هناك عدد من اللقاءات مع الشخصيات ذات الثقل بالمجتمع الأميركي، وكذا مع قيادات كبريات الشركات الأميركية وصناديق الاستثمار وبيوت المال، كما يتضمن لقاءات مكثفة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم.في الأثناء، اختتم وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي، زيارته الرسمية إلى كوريا الجنوبية، التي استغرقت أياماً بدعوة من نظيره الكوري سونغ يونغ مو، تناولت سبل تعزيز التعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين، وقال مصدر مصري مسؤول إن وزير الدفاع أجرى مباحثات مع وزير إدارة برنامج مشتريات الدفاع جيون جي جوك، فيما وصلت القاهرة إحدى القطع البحرية من كوريا الجنوبية المنضمة حديثاً إلى الأسطول البحري المصري.وفد فتح
على الجانب آخر، علمت «الجريدة» أن وفداً من حركة فتح الفلسطينية برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة مسؤول ملف المصالحة، عزام الأحمد، بدأ أمس السبت لقاءاته مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة في مصر، لمناقشة ملف المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية.فيما قال مصدر مطلع لـ«الجريدة»، «إن وفد فتح يضم شخصيات مهمة بينها عضو اللجنة المركزية للحركة مفوض العلاقات الدولية روحي فتوح، وعضو اللجنة المركزية وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ»، موضحاً أن الوسيط المصري عرض إجراءات حماس للمصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية، وأن «حماس» مستعدة لحل «اللجنة الإدارية» في غزة، إلى جانب التزامها بتمكين حكومة الوفاق الوطني من قطاع غزة، والتحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وأضاف المصدر: «الوفد نقل إلى مصر مقترحاته للمصالحة، وكذلك تحفظاته على بعض المقترحات الحمساوية»، رافضاً التطرق إليها عبر وسائل الإعلام، وأن الوفد سيعود إلى الضفة لعرض ما تم الاستماع إليه، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب.فيما أشار الناطق باسم «حماس»، حسام بدران، لـ«الجريدة» إلى أن الحركة أرجأت سفر وفدها إلى القاهرة لإعطاء المجال للمصريين بإقناع فتح بالدخول في حوار مباشر وجاد مع حماس، وتابع: «أتينا من قبل إلى القاهرة وأعلنا جاهزيتنا للحوار مع فتح دون شروط مسبقة، لافتاً إلى أن الحركة على استعداد لحل اللجنة الإدارية.يشار إلى أن صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أكدت صحة ما انفردت به «الجريدة»، في عدد الخميس الماضي، بشأن رعاية مصر لصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، وقالت الصحيفة الإسرائيلية، أمس الأول الجمعة، إن مصر قدمت مقترحاً بخطة جدیدة لمباحثات تبادل الأسرى بین الإسرائیلیین وحركة حماس.