البارزاني: لن نعود إلى «خط بريمر» ونترك نينوى لـ «الحشد»

• واشنطن: الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها استفزاز
• انطلاق عملية عسكرية عراقية غرب الأنبار

نشر في 16-09-2017
آخر تحديث 16-09-2017 | 21:45
برغم الرفض العراقي والدولي تمسك رئيس إقليم كردستان العراق بإجراء الاستفتاء على الانفصال عن العراق الأسبوع المقبل، مشدداً على أن الأكراد لن يعودوا إلى خط بريمر، في إشارة إلى أن قوات البيشمركة لن تنسحب من بعض المناطق التي حررتها من "داعش" بعد عام 2014.
أكد رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، في كلمة ألقاها خلال استقباله ممثلي وشخصيات مكونات سهل نينوى في مدينة دهوك أمس، أن الاستفتاء على انفصال كردستان عن العراق المقرر تنظيمه في 25 الجاري، هو "وسيلة وليس هدفاً، وقد قلنا إنه إذا كان هناك بديل أفضل فأهلاً وسهلاً، ولكن الوقت فات على الحديث عن بديل، وبعد الاستفتاء نحن مستعدون لعقد اجتماعات جدية"، في اشارة الى المقترح الذي قدمته الدول الكبرى كبديل عن اجراء الاستفتاء.

وشدد البارزاني على أنه "يمكننا الانتقال من الشراكة الفاشلة إلى الجيرة الحسنة، ولا أفهم سبب هذه التهديدات من الداخل والخارج، ونحن لم نرتكب أي جريمة، كما نرفض التشكيك في شرعية الاستفتاء لأننا نأخذ الشرعية من دماء الشهداء".

وقال الزعيم الكردي، الذي يرأس الحزب الديمقراطي الكردستاني: "كنت أتمنى ألا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه اليوم، وأدرك جيداً ماذا يخبئ البعض الذي يملك القرار لنا، إنهم يريدون إعادتنا إلى الخط الأخضر، وهو خط التماس بين البيشمركة والجيش العراقي".

وأكد: "نرفض رسم حدود كردستان عند الخط الأخضر الذي رسمه بول بريمر"، لافتاً إلى أن "الحشد الشعبي ينقسم لقسمين، الأول ضحى وبذل الدماء، والثاني عبارة عن جماعات منفلتة، ونحن لم نقدم تلك التضحيات لتقوم جماعات منفلتة بالتحكم بمناطق نينوى". وأشار البارزاني الى أن "كردستان لن تكون دولة قومية للكرد، بل ستكون لجميع المكونات، ولا أحد يستطيع أن يفرض عليكم صيغة معينة، بل أنتم تقررون مصيركم، فإذا اخترتم البقاء ضمن كردستان، فسنقدم لكم كل الضمانات المطلوبة".

وكشف سكرتير الحزب الاشتراكي الكردستاني محمد حاجي محمود المقرب من البارزاني أن المقترح البديل عن الاستتفتاء الذي قدمه للبارزاني المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد "داعش" بريت ماكغورك، وسفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ورئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق، قبل يومين، ينص على رفع قضية الإقليم، الى الامم المتحدة ومناقشة أوضاعهم هناك مقابل أن ترجئ القيادة الكردستانية الاستفتاء عامين، على أن تحاول الدول الثلاث والأمم المتحدة حل المشكلات القائمة بين الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد.

واشنطن ولندن

وغداة تصويت برلمان كردستان العراق بالاجماع في اول اجتماع له منذ عامين لمصلحة اجراء الاستفتاء في موعده المقرر في 25 الجاري، أصدرت الولايات المتحدة بياناً، مجددة عدم تأييدها للاستفتاء، ومحذرة من أنه يشتت التركيز على الجهود الرامية إلى إلحاق الهزيمة بـ"داعش".

وقالت السفارة الأميركية ببغداد في بيان: "يمثل إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها خاصة استفزازا وزعزعة للاستقرار"، داعية حكومة إقليم كردستان إلى "إلغاء الاستفتاء والدخول في حوار جاد ومستمر مع بغداد، حوار أشارت الولايات المتحدة مرارا إلى أنها مستعدة لتسهيله".

وأعربت الحكومة البريطانية أمس عن رفضها إجراء الاستفتاء معتبرة أنه " يتضمن مخاطر بزيادة عدم الاستقرار في المنطقة في وقت يتم التركيز على هزيمة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".

وأضافت أنه "لهذا السبب اقترحت المملكة المتحدة محادثات جديدة بين حكومة الإقليم وحكومة العراق حول مستقبل العلاقة بين أربيل وبغداد"، ينبغي أن تكون دون شروط مسبقة ومحددة زمنياً وأن تعالج جميع قضايا النزاع بين الطرفين، فضلاً عن تمتعها بدعم المجتمع الدولي.

الأمم المتحدة

من ناحيتها، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أنها قدمت مقترحاً للبارزاني يقضي بالعدول عن الاستفتاء، مقابل المساعدة في التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات.

وبحسب الوثيقة، التي قدمها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيس للبارزاني، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور بـ»مفاوضات منظمة، حثيثة، ومكثفة (...) من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشاكل، تتناول المبادئ والترتيبات، التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل».

ويتعين على الجانبين اختتام مفاوضاتهما خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويمكنهما الطلب «من الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، تقديم مساعيها الحميدة سواء في عملية التفاوض أو في وضع النتائج والخلاصات حيز التنفيذ»، في المقابل، «تقرر حكومة كردستان عدم إجراء استفتاء في 25 سبتمبر».

وتحدد الوثيقة أن «يبقى مجلس الأمن متابعاً لتنفيذ هذا الاتفاق من خلال تقارير منتظمة يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة».

وأكد كوبيس أن «هناك عرضاً، إذا وافق (الأكراد) على هذا البديل فسيتم إجراء مفاوضات»، مشيراً إلى أنه يتوقع رداً من البارزاني خلال «يومين أو ثلاثة».

عملية عسكرية

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس، انطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على مناطق غربي محافظة الأنبار خاضعة تحت سيطرة تنظيم داعش منذ عام 2014.

وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبدالأمير يار الله، إن "قوات من الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس الحدود، بدأت عملية واسعة لتحرير منطقة عكاشات وفتح الطريق السريع باتجاهها وتأمين حدودها الدولية الشمالية". وتعد العملية العسكرية ضمن المراحل الأخيرة من الحرب ضد "داعش" الخاصة بتأمين المناطق الصحراوية الشاسعة التي ترتبط بحدود مع كل من سورية والأردن والسعودية غربي الأنبار.

وألقت القوات الجوية مساء أمس الاول آلاف المنشورات على مناطق عكاشات وعنه وراوة والقائم غرب الأنبار.

وأكد مصدر أمني انه "لا توجد أي مقاومة لتنظيم داعش في منطقة عكاشات الواقعة بين قضاءي الرطبة الحدودي مع الأردن، والقائم المحاذي لسورية، غرب الأنبار، غربي العراق، أثناء تقدم القوات الأمنية".

وأضاف المصدر أن "هناك أنباء عن انسحاب مسلحي داعش من عكاشات بالكامل، نحو قضاء القائم". الجدير بالذكر، أن مدينة عكاشات، تقع بين مدينة الرطبة الحدودي مع الأردن، ومدينة القائم المحاذية لسورية، وهي من المناطق الغنية بالمعادن وعلى رأسها الفوسفات، والكوارتزايت، والدولومايت، ورمال الزجاج، والرمال الثقيلة.

back to top