جاءت الجولة الأولى من دوري "ڤيڤا" ممتعة ومثيرة ومبشرة بموسم سيشهد منافسات مشتعلة، سواء على لقب البطولة أو الهروب من الهبوط لدوري الدرجة الأولى، وهو الأمر الذي أكد أن جميع المباريات قوية وصعبة، وليست هناك مباراة سهلة.وترجع المتعة والإثارة والندية إلى الغاء دوري الدمج والعودة إلى دوري الدرجتين بقرار من اللجنة الانتقالية السابقة، التي ترأسها فواز الحساوي، والذي اتخذته في اجتماعها الأول.
وأسفرت نتائج الجولة الأولى عن تعادل التضامن مع كاظمة، والعربي مع القادسية، والسالمية مع الكويت، بنتيجة واحدة هي 2-2، بينما فاز الجهراء على النصر بهدفين مقابل هدف واحد.والمتابع للمباريات الأربع يجد أنها شهدت تقارباً في المستوى بين الفرق المتبارية، وهو ما يعني في النهاية أن مبدأ التوقعات لن يكون له مكان في النسخة الـ56 من البطولة."الجريدة" بدورها تلقي الضوء على أبرز سلبيات وإيجابيات الجولة الأولى لدوري "ڤيڤا".
ديربي رائع
البداية ستكون من الديربي الملتهب والمشتعل، والذي جاء رائعاً ومثالياً من كل الوجوه، سواء في الحضور الجماهيري الهائل والتنظيم، أو الروح الرياضة التي تمتع بها كل من في الملعب والعلاقة الرائعة بين اللاعبين.العربي قدم مباراة رائعة، واستحوذ على مجريات الأمور في أغلب فترات الشوط الأول، وكان ينقصه فقط الخروج فائزا من اللقاء، ومع ذلك فقد حقق الأخضر العديد من المكاسب، لعل أبرزها التعاقد مع المدرب القدير محمد إبراهيم الذي يعلم تماما من أين تؤكل الكتف كما يقولون، بالإضافة إلى التأكيد على التعاقد مع لاعبين أكفاء هم الموهوب الأردني محمود مرضي، الذي أحرز هدفاً ولا أروع، والمقاتل المصري شوقي السعيد، والنيجيري كليمنت، وإن كان يؤخذ على الأخير طرده، هذا إلى جانب ظهور عدد من اللاعبين المحليين بمستوى رائع من بينهم علي مقصيد.ومن المؤكد أنه في حال سار العربي على نفس النهج فإنه سيعود إلى منصات التتويج في الموسم الجاري، بشرط عمل الجهاز الفني في أجواء من التركيز.في المقابل، قدم القادسية مباراة جيدة، حيث تميز لاعبوه بالروح القتالية العالية، ويحسب لهم نجاحهم في إدراك التعادل مرتين، وعدم التأثر بشكل سلبي، كما قدم محترفه البرازيلي تياغو مستوى جيدا، لكن يتعين على داليبور أن يرتقي بمستوى عدد كبير من لاعبيه فنيا وبدنيا، وعلى أي حال فالقادسية مازال لديه الكثير في الموسم الحالي.ويبقى المدافع الصلد مساعد ندا أحد أهم اللاعبين في القلعة الصفراء ليس للهدف الذي أحرزه وضمن به نقطة لفريقه، وإنما لكونه شعلة من الحماس على المستطيل الأخضر، لا سيما أنه يقاتل من أجل إفساد هجمات المنافس.متعة وإثارة
مما لا شك فيه أن المستوى الذي قدمه السالمية في مباراته أمام الكويت يعد مفاجأة للكثيرين، خصوصا أن السماوي كان الطرف الأفضل في اللقاء الذي جاء ممتعا وحماسيا وتميز بالندية والمتعة، وما يؤكد صحة هذا الأمر مدرب الأبيض الأردني محمد أبوزمع الذي اعتبر ان التعادل في اللقاء جاء بطعم الفوز، بينما الجهاز الفني للسماوي بقيادة المدرب عبدالعزيز حمادة بدت على ملامحه علامات عدم الرضا والحزن بسبب الهدف الذي أحرزه الإيفواري جمعة سعيد في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع من المباراة.وأهم ما ميز السالمية في المباراة تحركات لاعبيه بكرة وبدون كرة والهجوم الفعال وعدم خشية النجوم التي تكتظ بها صفوف المنافس، ويعد الكاميروني روجيه صفقة رابحة بكل المقاييس، حيث أكد أنه مهاجم من طراز خاص جديد بدليل الهدفين اللذين أحرزهما، كما أن خروجه من الملعب بداعي الإصابة قد أثر سلبا على فريقه.من جانبه، ورغم امتلاك الكويت لنجوم محليين ومحترفين على أعلى مستوى، لكن المستوى الذي قدموه حتى الآن سواء في السوبر أو أمام السالمية، ليس على المستوى المأمول، فهم مازال في جعبتهم الكثير لكي يقدموه، وهذا الأمر لن يحدث إلا من خلال توظيف قدراتهم بشكل جيد من قبل الجهاز الفني بقيادة المدرب الأردني محمد أبوزمع الذي يبدو أنه يحتاج إلى وقت طويل للوقوف على إمكانياتهم.وما يحسب للكويت هو قتاله من أجل إدراك هدف التعادل دون كلل أو ملل، وقد تحقق لهم ما أرادوا برأس جمعة السعيد القاتلة.تعادل عادل
أما مباراة التضامن وكاظمة، فلم تقل في المتعة والإثارة والندية عن المباراتين السابقتين، سيناريو اللقاء جاء غريباً للغاية، عبر سيطرة وهجوم وهدفين لكاظمة، ثم سيطرة وهجوم وهدفين أيضا لأبناء الفروانية.التضامن دخل اللقاء، وهو يعاني نقص الصفوف وعدم اكتمال عقد المحترفين، ومع ذلك قاد المدرب الوطني ماهر الشمري لاعبيه إلى خطف نقطة ثمينة، وتفادوا الخسارة في مباراتهم الأولى.بينما كاظمة الذي قدم مستوى جيداً للغاية في الشوط الأول تحت قيادة مدربه المخضرم البرتغالي اوليفيرا، فقد عاد إلى مواقفه "البايخة"، وفرط في نقطتين ثمينتين، وهو الأمر الذي يعد إنذاراً شديد اللهجة للجهاز الفني لتدارك مثل هذه المواقف مبكرا.زايد يتألق
وما ينطبق على المباريات الثلاث السابقة ينطبق أيضا على لقاء النصر والجهراء، المباراة في مجملها جاءت قوية وقدم فيها الفريقان مستوى رائعا.قد تكون الأفضلية دانت للعنابي في الشوط الأول من خلال الاستحواذ على مربع العمليات، لكن العقل المفكر والمدبر للجهراء فيصل زايد نجح في صنع الفريق، ليس بسبب الهدف "الجميل" الذي أحرزه من لعبة ثابتة، ولكن لقيادته للاعبيه في الملعب بشكل نموذجي.الفريقان أمامهما الكثير لكي يقدماه في الفترة المقبلة، والمستوى الذي قدماه في اللقاء يؤكد أن القادم سيكون أفضل شرط الاستمرار على نفس الوتيرة.لقطات
• قال نائب رئيس جهاز الكرة بنادي الكويت عادل عقلة إن رئيس مجلس إدارة السالمية الشيخ تركي اليوسف قد توقع نتيجة مباراة الأبيض والسماوي، والسيناريو الخاص بها!• أهدى محترف العربي الأردني محمود مرضي هدفه الأول إلى مواطنه لاعب الأخضر السابق أحمد هايل، وأشار إلى رقم قميص هايل (9). وقابل هايل الواقعة بتقديم الشكر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمرضي.• شهد لقاء الديربي بين العربي والقادسية عودة الجماهير الى مدرجات استاد صباح السالم، ولم تخرج هذه الجماهير عن اللياقة، حيث شجعت فريقيها بحرارة طوال زمن اللقاء.• لاقى حكما مباراتي السالمية مع الكويت (عبدالله جمالي)، والنصر مع الجهراء (علي محمود)، انتقادات من قبل مسؤولي هذه الفرق بسبب قرارات جاءت عكسية، لا سيما أن النصر له ركلة جزاء صحيحة وفقا للإعادة التلفزيونية.• احتفل لاعبو الجهراء بفوزه على النصر، في غرفة خلع الملابس، بإطلاق الأهازيج بمشاركة بعض أعضاء الجهازين الفني والإداري.أرقام
• شهدت الجولة الأولى إحراز 15 هدفا بمعدل تهديفي 3.75 أهداف في المباراة الواحدة، وهو معدل رائع، وقد يصعب تكراره في الفترة المقبلة التي ستزيد خلالها صعوبة المباريات وقوتها.• انتهت 3 مباريات من الأربع بالتعادل، بينما انتهت مباراة واحدة بالفوز، وهي تلك التي جمعت النصر مع الجهراء، حيث اقتنص الثاني فوزا ثمينا بهدفين لهدف.• أشهر حكام الجولة الأولى بطاقتي طرد فقط، وكانت من نصيب لاعب الجهراء عبدالله السلامة ومحترف العربي النيجيري كليمنت.• تصدر محترف السالمية الكاميروني روجيه قائمة الهدافين مبكرا برصيد هدفين، وتبعه في المركز الثاني 10 لاعبين هم: علي مقصيد والأردني محمود مرضي (العربي)، ومساعد ندا والبرازيلي تياغو (القادسية)، وناصر فرج واليكس ليما (كاظمة)، ورشيد المطيري وحامد الرشيدي (التضامن)، ومحمد البذالي وجمعة سعيد (الكويت).