مسلسل «المعاقين»... إلى متى؟!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
لكن لم يمضِ عامان على فحص التمار ولجانه ملفات المعاقين، وعند وصول قيادة جديدة إلى الهيئة برئاسة د. شفيقة العوضي ومساعدتها د. نادية أبل (2016)، حتى عُدنا للمربع الأول، وانتشرت "مانشيتات" الصحف حول ملفات المعاقين والتزوير، وتم جرُّ جميع المعاقين وأهاليهم للجان الطبية مرة أخرى، ولدورة المستندات الطويلة البدائية، وفوضى صالة المعاملات في هيئة المعاقين، حتى للمعاقين الذين لديهم أحكام قضائية نهائية "بأنه لا رجاء من شفائه".الحقيقة، أن هيئة المعاقين، ككل مؤسسات الدولة، فيها نسبة من التجاوزات، كما يحدث في أي جهة حكومية أخرى سنوياً، والمطلوب متابعتها من قيادات تلك المؤسسات، لكونها وظيفتهم، فديوان المحاسبة يسطِّر سنوياً آلاف التجاوزات بمئات الملايين من الدنانير على كل الجهات الرسمية.وكما هناك تجاوزات في هيئة الزراعة، وتلاعب وتزوير في بعض ملفات المناقصات المركزية، وتدليس في بعض معلومات ملفات المتقاعدين بمؤسسة التأمينات الاجتماعية، فإن هناك أيضاً بعض التجاوزات في هيئة المعاقين، لكن هناك مَن لا يراعي ذمة ولا ضميراً تجاه أمور ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يعي أن لقضايا المعاقين خصوصية مختلفة لفئة هي الأضعف في المجتمع، والتي يجب ألا تستخدم قضاياهم للبهرجة الإعلامية والصراعات السياسية.لا يمكن أن يستمر هذا المسلسل، الذي يشهر فيه بالمعاقين، إلى ما لا نهاية، وإذا كانت هناك مخالفات، فيجب أن تعطى الفرصة للدكتور راشد العميري، الذي تولى رئاسة اللجان الطبية التي راجعت ملفات المعاقين في السنوات الست السابقة، والمدير السابق للهيئة عصام بن حيدر، ليدافعا عن نفسيهما، وخاصة أن الكثير من المعاقين الذين تلغي الهيئة ملفاتهم، أو تخفض تصنيف إعاقتهم، يلجأون إلى القضاء ويربحون قضاياهم.من جهة أخرى، نسأل القيادات الجديدة لهيئة الإعاقة: بعد أن كشفتم المتلاعبين وضبطتم الملفات، هل سيحصل المعاقون وأهاليهم الآن على خدمات محترمة؟ وهل ستنتهي شهاداتهم ومراجعاتهم المستندية في نفس اليوم، أو حتى خلال الأسبوع نفسه، دون الحاجة إلى أن يصلّوا الفجر بقرب مقر الهيئة، حتى يحصلوا على رقم لدخول صالة المراجعة؟ وهل أسدلتم الستار على مسلسل الاتهامات بالفساد المستمرة بين كل إدارة جديدة وخليفتها في تلك الهيئة العتيدة؟!